الشهيد الفلسطيني زعول ضحية جرائم بن غفير في سجون الاحتلال
٥٥ مشاهدة
لم تمض أربعة أيام على بلدة حوسان غرب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية باستشهاد الشاب الأسير عبد الرحمن السباتين لتتلقى أمس الأحد نبأ صادما باستشهاد الأسير صخر أحمد زعول 26 عاما وإدراجه ضمن سجلات الأسرى الشهداء الذين ارتقوا خلف القضبان وتقول عائلة زعول في حديث مع العربي الجديد إن صخر لم يكن يعاني من أي أمراض أو مضاعفات صحية قبل اعتقاله أو خلاله وإن نبأ استشهاده لا يمكن فصله عن السياسات التي تنتهجها إدارة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى والتي تصفها العائلة بأنها سياسات قتل ممنهجة تنفذ في ظل توجيهات وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير وقبل الإعلان عن استشهاده كانت الجهات المختصة ممثلة بهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني قد تلقت بلاغا من هيئة الشؤون المدنية يفيد باستشهاد المعتقل الإداري صخر زعول المحتجز منذ 11 يونيو حزيران الماضي في سجن عوفر قرب رام الله ووفق العائلة فإن صخر لم يكن يعاني من أمراض مزمنة في وقت يقبع فيه شقيقه خليل أيضا داخل السجون الإسرائيلية nbsp ولا تزال داخل بيت العائلة أسئلة معلقة حول تفاصيل ما جرى مع نجلها صخر حيث تقول أم خليل والدة الشهيد إن العائلة لم تتلق حتى اللحظة أي معلومات واضحة عما جرى لابنها داخل السجن معربة عن أملها في أن تنكشف الحقيقة كاملة nbsp وتشدد والدته على أن روايات الاحتلال المتكررة حول وجود أمراض مسبقة لدى الأسرى ليست سوى ذرائع جاهزة لتبرير استشهادهم في سجون الاحتلال nbsp وتؤكد الوالدة المكلومة أن صخر كان يتمتع بصحة جيدة قبل اعتقاله وخلاله ولم ترد العائلة أي مؤشرات إلى تدهور وضعه الصحي عبر رسائله من خلال أسرى محررين كانوا معتقلين معه وتستعيد الأم تفاصيل الأسابيع الأخيرة قبل استشهاد نجلها قائلة قبل نحو عشرين يوما خضع صخر لجلسة محكمة لتمديد اعتقاله الإداري في تلك الزيارة نقلت المحامية أحلام حداد للعائلة أن وضعه الصحي كان جيدا وأن حالته مستقرة كما بعث بتحياته لذويه دون أي إشارة إلى تدهور صحي أو خطر يتهدده nbsp وبالنسبة لوالدة صخر فإن استشهاده ليس حادثا فرديا بل نتيجة مباشرة للسياسات القمعية داخل السجون ومع حزنها يتقدم الخوف على بقية أفراد العائلة إذ ما زال لها ابن آخر معتقل إضافة إلى ابن شقيقتها في ظل ظروف احتجاز تصفها بالقاسية واللاإنسانية حيث تقول أم خليل إنها تخشى أن يتكرر المشهد وأن يصلهم خبر استشهاد جديد في أي لحظة nbsp ولم يكن هذا الاعتقال الأول لصخر تروي والدته أنه اعتقل سابقا لمدة ستة أشهر وأفرج عنه قبل تسعة أشهر فقط بعدما أمضى قبلها سنتين ونصف السنة في السجن وخلال الفترة الفاصلة بين الاعتقالين كان يتمتع بصحة ممتازة يعمل ويعيش حياة طبيعية دون أي مشاكل صحية تذكر فيما أطلقت الأم نداء لكل الجهات المعنية بقضية الأسرى مطالبة بكسر الصمت والحديث عما يتعرض له المعتقلون من برد قارس في الشتاء وتنكيل وإهمال وظلم داخل السجون معتبرة أن تجاهل هذه المعاناة يمنح الاحتلال غطاء للاستمرار في جرائمه وفي رسالة موجهة للرأي العام ووسائل الإعلام تؤكد الأم مجددا أن ابنها لم يكن مريضا وأن ما جرى له هو نتيجة مباشرة لسياسات القمع داخل السجون داعية إلى التفاعل مع قضيته ونقل صوت أهالي الأسرى ومعاناتهم وتقول الأم بأسى إنها كانت تتمنى أن ترى نجلها عريسا قبل أن يقتل داخل السجن وهو في السادسة والعشرين من عمره واصفة إياه بأنه استشهد في عمر الوردة nbsp وتوجه الأم نداء للكشف عن ملابسات استشهاده وتسليم جثمانه مؤكدة أن العائلة لم تتلق حتى الآن أي معلومات رسمية معتبرة أن الأسرى يموتون في السجون وسط صمت عالم يطالب بكل الحقوق باستثناء حقوقهم وبعد استشهاد زعول يرتفع عدد الشهداء الأسرى المعلن عن هوياتهم منذ بدء حرب الإبادة على غزة إلى 86 شهيدا في سجون ومعسكرات الاحتلال حيث أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني في بيان صباح أمس الأحد أن الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية أبلغتهما باستشهاد المعتقل الإداري زعول المعتقل منذ 11 يونيو حزيران الماضي علما أنه لم يكن يعاني أي أمراض مزمنة بحسب ما ذكرت عائلته وبحسب البيان فإن استشهاد المعتقل زعول يأتي بعد أربعة أيام فقط على استشهاد المعتقل عبد الرحمن سباتين من البلدة ذاتها وأشار البيان إلى أن منظمات حقوقية كانت قد كشفت أخيرا عن معطيات اعترف بها الاحتلال نفسه تفيد باستشهاد أكثر من مئة أسير ومعتقل في سجونه ومعسكراته فيما يواصل إخفاء هويات العشرات من الشهداء المعتقلين من غزة إلى جانب العشرات ممن أعدموا ميدانيا وأكدت المؤسستان أن ما تمارسه منظومة التوحش الإسرائيلية بحق الأسرى والمعتقلين لا يعدو كونه إبادة ممنهجة تنفذ بدعوات علنية وصريحة من قادة ووزراء في حكومة الاحتلال وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير الذي رفع شعار إعدام الأسرى الفلسطينيين بالتوازي مع ممارسة الإعدام البطيء بحق الأسرى عبر منظومة متكاملة تشارك فيها مختلف أجهزة الاحتلال تمهيدا لتشريع قانون الإعدام بصورته النهائية بحسب ما جاء في البيان وأشارت المؤسستان إلى أن ما يجري داخل السجون تجاوز كل الأوصاف والتعابير إذ تعمل منظومة السجون وأجهزة الاحتلال بما فيها الجهاز القضائي على مأسسة واقع جديد بعد الحرب يقوم على تدمير الأسرى الفلسطينيين جسديا ونفسيا من خلال منظومة متكاملة من الجرائم الممنهجة التي تشكل جزءا لا يتجزأ من حرب الإبادة ووفق الهيئة والنادي تشمل هذه الجرائم التعذيب والتجويع والحرمان من العلاج والاعتداءات الجنسية بما فيها الاغتصاب وتحويل الحقوق الأساسية للأسرى إلى أدوات قمع وتعذيب عبر سياسات الحرمان والسلب فضلا عن الظروف المروعة التي أدت إلى انتشار الأمراض والأوبئة وعلى رأسها مرض الجرب السكابيوس الذي تحول إلى أداة إضافية للتعذيب والقتل وشددت المؤسستان على أن التسارع غير المسبوق في استشهاد الأسرى يؤكد أن منظومة السجون ماضية في تنفيذ عمليات قتل بطيء ممنهج وأكدتا أن أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع في ظل احتجاز آلاف الأسرى بظروف تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة وتعرضهم لانتهاكات ممنهجة تشمل التعذيب التجويع الاعتداءات الجسدية والجنسية الجرائم الطبية ونشر الأمراض المعدية وعلى رأسها مرض الجرب الذي عاد ليتفشى على نطاق واسع فضلا عن سياسات الحرمان والسلب غير المسبوقة في شدتها وأوضحت المؤسستان أن الإعدامات الميدانية التي طاولت العشرات من المعتقلين تؤكد الطابع الإجرامي لمنظومة الاحتلال وحملتا إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل زعول وجددتا دعوتهما إلى المنظومة الحقوقية الدولية لاتخاذ إجراءات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب المرتكبة بحق الأسرى والشعب الفلسطيني يذكر أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ أكثر من 9300 أسير إلى جانب المئات من المعتقلين المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال من بينهم أكثر من 50 أسيرة ونحو 350 طفلا فيما بلغ عدد المعتقلين الإداريين 3368 حتى شهر نوفمبر تشرين الثاني المنصرم