كير ستارمر يحذر من عودة العنصرية إلى الخطاب السياسي في بريطانيا
٨ مشاهدات
يتسع الانقسام السياسي في بريطانيا مع تصاعد تحذيرات رئيس الوزراء كير ستارمر من عودة الخطاب العنصري إلى المشهد العام وسط اتهامات مباشرة لحزب ريفروم يو كي إصلاح المملكة المتحدة اليميني المتطرف بزعامة نايجل فاراج بأنه يمزق البلاد بخطاب الكراهية والانقسام وفي مقابلة مع قناة آي تي في قال ستارمر إن الخطاب العنصري والتقسيمي الذي ظننا أننا تجاوزناه منذ عقود عاد الآن إلى السياسة البريطانية وعاد الناس للإحساس بالخوف من جديد واعتبر أن تكون بريطانيا يعني أن تكون متسامحا وعطوفا ومتحدا مع الآخرين وأن ترفض العنصرية والانقسام هذه هي الوطنية الحقيقية بحسب تقرير نشرته اليوم صحيفة ذا غارديان البريطانية جاءت المقابلة بعد حديث لستارمر خلال مؤتمر حزب العمال السنوي في ليفربول أواخر سبتمبر أيلول الماضي إذ أطلق ما وصفه بـ المعركة من أجل روح البلاد معتبرا أن الصراع لم يعد بين اليسار واليمين بل بين تجديد وطني قائم على الوحدة تمثله حكومته وسياسة الغضب والانقسام التي يقودها اليمين الشعبوي وقال إن التحكم في الهجرة مطلب مشروع لكن عندما يتحول إلى عنف أو كراهية فهذا ليس رأيا بل جريمة بحسب ما أوردته وكالة أسوشييتد برس أما صحيفة ذا تلغراف فأشارت في تقرير لها اليوم إلى أن تصريحات ستارمر جاءت ردا على سؤال للطبيب ومقدم البرامج أمير خان الذي قال إنه لم يشعر يوما بأنه أقل أمانا في بلده كما الآن في إشارة إلى تصاعد الشعور بالخوف بين أبناء الأقليات ورد ستارمر بأن الانقسام الذي يزرعه اليمين المتشدد يشكل خطرا على النسيج الوطني البريطاني وكان كير ستارمر قد وصف في سبتمبر الماضي خطة حزب ريفروم يو كي لترحيل المهاجرين الجماعي بـ العنصرية بعد أن تعهد الحزب بترحيل مئات الآلاف من المقيمين القانونيين وإجبار غير الأوروبيين على إعادة التقديم للحصول على تأشيرات بشروط أكثر صرامة تشمل مستوى أعلى من الدخل وإتقانا أكبر للغة الإنكليزية وأثارت تلك المقترحات موجة انتقادات واسعة بعدما قالت النائبة عن الحزب سارة بوتشن إن الإعلانات في بريطانيا باتت مليئة بالوجوه السوداء والآسيوية وهو تصريح أثار غضبا واسعا داخل الأوساط السياسية والإعلامية ورغم اعتذارها لاحقا رفض فاراج وصف التصريحات بأنها عنصرية مكتفيا بالقول إنها قبيحة بيد أنه رفض تعليق عضويتها من الحزب وفي المقابل زعم بأنه أبعد اليمين المتطرف عن السياسة البريطانية منذ سنوات معتبرا أن حزبه لا يمثل أي أجندة عنصرية من جهة أخرى ذكرت وكالة أسوشييتد برس أن خطاب كير ستارمر في ليفربول حمل نبرة مختلفة عن المعتاد أكثر حدة وانفعالا إذ قال إن بريطانيا تخوض معركة من أجل روحها في مواجهة من سماهم باعة الوهم الذين يقدمون حلولا سحرية ويزرعون الشك في مستقبل البلاد وأكد أن حزب العمال يقف ضد التجزئة وضد الكراهية ومع الأمل والعمل وأضاف أرفض تماما أن يقال إن بريطانيا مكسورة بلادنا قادرة على النهوض من جديد إذا نبذنا سياسة الغضب والشك ويأتي ذلك بينما تواجه حكومة حزب العمال تراجعا في شعبيتها بعد فوزها الكاسح في انتخابات 2024 إذ لم يتحقق النمو الاقتصادي الموعود وارتفعت معدلات الهجرة وتفاقمت أزمة تكاليف المعيشة علاوة على التصريحات الإذاعية لوزيرة الخزانة رايتشل ريفز التي أقرت أن الرياح الاقتصادية المعاكسة من الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط إلى الرسوم الأميركية الجديدة فرضت واقعا صعبا على الحكومة وأشارت إلى أن الموازنة المقبلة في 26 نوفمبر تشرين الثاني ستتضمن قرارات قاسية مع تأكيدها أن البلاد لا يمكن أن تبنى بخطاب الغضب والانقسام في الوقت نفسه صعد حزب ريفروم يو كي في استطلاعات الرأي متفوقا على حزب العمال بفارق من رقمين مستفيدا من الغضب الشعبي بشأن ملف الهجرة والضرائب هذا الصعود يعكس كما رأت ذا تلغراف تحولا في المزاج الشعبي البريطاني نحو مزيد من التشدد والانغلاق ما يجعل المواجهة مع حكومة ستارمر أكثر تعقيدا وتجمع تحليلات صحيفة ذا غارديان ووكالة أسوشييتد برس على أن ما يواجهه ستارمر اليوم ليس خصومة حزبية عابرة بل إنه تحد ثقافي وأخلاقي يعيد رسم حدود الخطاب العام في بريطانيا وسط ما وصفه وزير الصحة ويس ستريتينغ سابقا بـعودة العنصرية القبيحة إلى الشوارع والإعلام في ختام حديثه دعا ستارمر البريطانيين إلى استعادة المعنى الحقيقي للانتماء الوطني وقال يمكننا أن نرفع علمنا بفخر ونحن نحتفي باختلافنا ونرفض الكراهية في الوقت نفسه أن تكون وطنيا لا يعني أن تخاف من الآخر بل أن تؤمن بأن التنوع جزء من قوتنا