تعرض المتحف الوطني في دمشق لعملية سرقة مساء أمس الاثنين استهدفت القسم الكلاسيكي أحد أغنى أقسامه بالقطع الفنية والتحف التاريخية ولم تكشف بعد تفاصيل عن المسروقات أو حجمها في ظل تكتم رسمي على مجريات التحقيقات التي شملت احتجاز الموظفين لساعات متأخرة لإجراء استجوابات وفحص كاميرات المراقبة وقال مصدر مطلع في مديرية الآثار والمتاحف لـالعربي الجديد إن العملية استهدفت خزائن وواجهات عرض داخل القسم الكلاسيكي حيث جرى تحطيم ستة خزائن وسرقة محتويات بعضها وأوضح المصدر أن القسم يضم مجموعة مهمة ورائعة من القطع الأثرية التي تعود إلى ثلاث فترات رئيسية الهلنستية 333 ق م 64 ق م الرومانية 64 ق م 365م والبيزنطية 395م 632م وتتنوع المقتنيات بين أيقونات نحاسية تحمل صورا دينية وصحون فخارية مزخرفة بنقوش صلبان وصلبان برونزية ومطرات فخارية بالإضافة إلى منحوتات حجرية تعكس مشاهد إنسانية وأدوات كانت تستخدم في الكنائس وتعود معظم القطع المسروقة إلى الفترتين الرومانية والبيزنطية وأشار المصدر إلى أن التحقيقات مستمرة لتحديد قيمة القطع المسروقة وهوية الفاعلين إذ شكل فريق مختص بين المديرية ووزارة الداخلية لمعرفة الحقيقة والتأكد من عدم تورط أي موظف أو عنصر حراسة في تسهيل العملية قبل إحالة القضية إلى القضاء وفي السياق نفسه نقلت وكالة أسوشييتد برس عن مسؤولين في هيئة الآثار السورية بأن مجهولين سرقوا تماثيل قديمة تعود إلى العصر الروماني من المتحف الوطني في دمشق ويضم المتحف الوطني في دمشق محتويات معظم المتاحف السورية بعد نقلها إليه مع بدء الحرب قبل نحو 14 عاما ما يجعله واحدا من أغنى عشرة متاحف في العالم كما يحتوي القسم الإسلامي على قطع أثرية نادرة ويعد من أبرز أقسام المتحف ويعتبر القانون السوري حماية الآثار والتراث الوطني من الجرائم الجنائية الخطيرة ويصف سرقة القطع الأثرية بأنها ليست مجرد سرقة عادية بل جريمة تمس الهوية الثقافية الوطنية وأوضح الخبير القانوني المحامي غياث الأفندي أن العقوبات تشمل السجن فترات طويلة قد تصل إلى السجن المؤبد إلى جانب فرض غرامات مالية ضخمة خاصة إذا كانت الجريمة تستهدف متحفا رسميا أو مقتنيات تعد جزءا من التراث الوطني وأضاف أن هناك تشديدا إضافيا على العقوبات إذا كان المتهم متواطئا من داخل المؤسسة موظفا كان أو حارسا لأن استغلال موقعه في تسهيل السرقة يعد ظرفا مشددا كما يشمل القانون مصادرة كل الممتلكات المشتبه في أنها مسروقة أو مهربة ومنع تداولها داخليا أو خارجيا وتغليظ العقوبة على من يشارك في تهريب القطع الأثرية إلى الخارج المتحف الوطني في دمشق من أبرز المؤسسات الثقافية في سورية ومن أغنى عشرة متاحف في المنطقة تأسس عام 1919 وهو أقدم مؤسسة تراث ثقافي في البلاد يضم المتحف مجموعات واسعة من القطع الأثرية التي تمثل حضارات سورية القديمة بدءا بالعصور القديمة مرورا بالهلنستية والرومانية والبيزنطية وصولا إلى العصر الإسلامي nbsp ويضم المتحف حاليا أقساما متخصصة تشمل آثار العصور الحجرية والآثار الشرقية السورية القديمة والآثار الكلاسيكية والآثار الإسلامية والفنون الحديثة