هكذا تعمل الدعم السريع على طمس أدلة مجازر الفاشر

٥٧ مشاهدة
بعد حصار دام نحو 540 يوما سيطرت قوات الدعم السريع في شهر أكتوبر تشرين الأول الماضي على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان مرتكبة فظائع جماعية ومتسببة في أزمة إنسانية كارثية وأقدم عناصر مليشيات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ 15 إبريل نيسان 2023 بمجرد دخول المدينة على ارتكاب عمليات قتل جماعي للمدنيين والأسرى من العسكريين ووثقوا أفعالهم في مقاطع فيديو بثوها على مواقع التواصل الاجتماعي تسبب ذلك في ضجة وغضب محلي ودولي فيما اتهمت منظمات محلية ودولية الدعم السريع بالإقدام على محاولات طمس الأدلة والبينات عبر حملات تنظيف واسعة من جمع ودفن وحتى حرق للجثث وإظهار عبر مقاطع فيديو مواطنين تحتجزهم داخل المدينة على أنهم يعيشون ويتجولون بأمان بعد عودة الأوضاع إلى طبيعتها في 26 أكتوبر الماضي سيطرت مليشيا الدعم السريع على الفاشر بالكامل وذلك عقب معارك ضارية مع الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني والقوات المساندة له ما جعل كامل إقليم دارفور بولاياته الخمس خاضعا لتلك المليشيات وقد فتح ذلك الباب لتنفيذ مسلحيها ما وصف بمذبحة الفاشر حيث هاجموا المدنيين وقتلوهم عشوائيا في المدينة وما حولها عند محاولة الآلاف الفرار مجازر الدعم السريع في الفاشر وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير يوم 30 أكتوبر الماضي إنه في الأشهر الأخيرة حفرت قوات الدعم السريع خندقا وبنت ساترا رمليا يحيط بالمدينة ومنع مقاتلوها التجار ومنظمات الإغاثة من الوصول إليها إلى حد كبير ما اضطر المدنيين إلى تناول علف الحيوانات واعتبرت أن لقوات الدعم السريع سجلا حافلا بارتكاب فظائع جماعية ضد المدنيين في أعقاب الانتصارات العسكرية وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك في 27 أكتوبر الماضي من أن خطر ارتكاب مزيد من الانتهاكات والفظائع واسعة النطاق ذات الدوافع العرقية في الفاشر يتزايد يوما بعد يوم كما حذر مكتب المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني الحالي من التقارير الواردة من الفاشر والتي تتحدث عن عمليات قتل جماعي واغتصاب وغيرها من الجرائم التي يشتبه بأنها ارتكبت ونبه إلى أن هذه الفظائع في الفاشر جزء من نمط أوسع من العنف ضرب منطقة دارفور بأكملها منذ إبريل 2023 وأضاف أن أفعالا كهذه إذا تم إثباتها قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية من جهتهم أعرب عشرة خبراء من الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان الأسبوع الماضي عن بالغ قلقهم إزاء حجم وبشاعة الجرائم المبلغ عنها في الفاشر بما في ذلك مستويات واسعة النطاق ومنهجية وسادية من العنف الجنسي تستخدم عمدا استراتيجية للهيمنة والإذلال وتهدف إلى تدمير المجتمعات وأضافوا في بيان يوم السابع من نوفمبر الحالي لقد هالنا بوجه خاص ما يرد من التقارير التي تفيد بتعرض نساء للاغتصاب أمام أقاربهن واحتجازهن لأيام في ظروف قاسية ترقى إلى مستوى التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة وتحدث الخبراء عن تقارير موثوقة تشير إلى تنفيذ إعدامات ميدانية على أساس عرقي بحق مدنيين في الفاشر على أيدي الدعم السريع وهي أفعال محظورة بموجب القانون الدولي وتشكل جرائم حرب وقد ترقى أيضا إلى جرائم ضد الإنسانية وشددوا على ضرورة توقفها فورا وإجراء تحقيقات سريعة ومستقلة بشأنها وعقب سقوط الفاشر قالت مجموعة محامو الطوارئ الحقوقية في بيان يوم 27 أكتوبر إن الدعم السريع ارتكبت جريمة مروعة جديدة بالمدينة حيث أظهرت مقاطع فيديو موثقة تنفيذ عناصر تابعة لها عمليات تصفية جماعية بحق مواطنين مدنيين وأسرى من الجيش والمجموعات المتحالفة معه تم قتلهم بدم بارد في مشاهد صادمة ومتكررة بالمدينة وبينت أن المقاطع وثقت إعدام عناصر الدعم السريع أسرى حرب بعد أن ألقوا أسلحتهم واستسلموا في خضم الضجة التي حدثت في الفاشر وتصوير المقاتلين لجرائمهم أقر قائد الدعم محمد حمدان دقلو حميدتي بحدوث ما سماها تجاوزات من قواته في المدينة وقال في خطاب نشر على تطبيق تليغرام يوم 29 أكتوبر الماضي أرى أن هناك تجاوزات حصلت في الفاشر ومن هنا أعلن عن تشكيل لجان تحقيق ليس ذلك فقط لقد وصلت بالفعل لجان التحقيق إلى الفاشر وزعم أن لجان تحقيق قانونية ستبدأ فورا في التحقيق والمحاسبة لأي جندي أو ضابط تجاوز وأجرم في حق أي إنسان يجري القبض عليه والإعلان عن نتيجة التحقيق فورا وأضاف نتأسف للكارثة التي حلت عليكم لكنا كنا مجبورين لم يكن لدينا خيار فالحرب فرضت علينا القرار لكل القوات أن توجد خارج الفاشر بعد أن تؤمن المدينة وتعمل على إزالة العوائق كما أعلن مجلس وزراء حكومة تحالف تأسيس الذي تقوده الدعم السريع أول من أمس الأحد أن اللجنة الوطنية للتحقيق في مزاعم انتهاكات الحرب بالفاشر باشرت أعمالها من داخل المدينة كذلك أعلنت الدعم السريع في بيان على تطبيق تليغرام يوم 30 أكتوبر الماضي أنها ألقت القبض على مقاتلها المدعو أبو لولو والذي ظهر في عدد كبير من مقاطع الفيديو وهو يعدم مدنيين وعسكريين بالرصاص وأضافت الدعم في البيان أنها ألقت القبض على عدد من المتهمين في التجاوزات التي صاحبت تحرير الفاشر مبينة حرصها التام على بسط سيادة حكم القانون ومحاسبة كل من يثبت تورطه في أي تجاوزات أو انتهاكات مهما كانت محدودة أو ناتجة عن سلوكيات فردية وتؤكد أنه لا كبير على القانون وطوال الأيام الماضية نشرت الدعم السريع عددا من الصور ومقاطع الفيديو على تطبيق تليغرام تظهر أشخاصا يتجولون وباعة في السوق مع تعليق بأن الحياة في الفاشر عادت لطبيعتها عقب تأمين الأحياء والأسواق كما أجرت لقاءات مع مواطنين وهم يؤكدون هدوء الأوضاع وعدم تعرضهم لأي أذى لكن شبكة أطباء السودان أهلية قالت في بيان أول من أمس الأحد إن قوات الدعم السريع جمعت خلال الأيام الماضية مئات الجثث من شوارع وأحياء مدينة الفاشر ثم دفنت بعضها في مقابر جماعية وأحرقت أخرى بالكامل في محاولة يائسة لإخفاء آثار جرائمها ضد المدنيين وذكرت الشبكة أن ما جرى في الفاشر ليس حادثة معزولة بل فصل جديد من جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان تمارسها الدعم السريع ضاربة عرض الحائط بكل الأعراف الدولية والدينية التي تحرم التمثيل بالجثث وتمنح الموتى حق الدفن الكريم محملة قيادة الدعم المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر وأكدت أن هذه الجرائم لن تمحى بالتستر أو الحرق داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والعاجل لفتح تحقيق دولي مستقل في ما يجري بالفاشر إثبات الجرائم عبر التكنولوجيا وجاءت اتهامات شبكة أطباء السودان لـالدعم السريع بمحاولة إخفاء آثار الجرائم بعد تقرير سابق مدعوم بصور الأقمار الاصطناعية أصدره مختبر أبحاث الشؤون الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة الأميركية في 6 نوفمبر الحالي والذي قال فيه إن الدعم السريع أغلقت منفذ خروج رئيسي يستخدمه المدنيون للهروب من الفاشر بالإضافة إلى ذلك ظهرت ثلاث حالات محتملة للتخلص من الجثث في صور الأقمار الاصطناعية داخل المدينة وحولها وفق التقرير الذي ذكر أيضا أن هذه الحالات المحتملة للتخلص من الجثث تشمل حالة واحدة لجثث ملقاة على جانب طريق وأشياء محترقة قد تكون متوافقة مع الجثث عند منفذ خروج بوابة مليط وفي المستشفى السعودي بالمدينة وأشار التقرير تحت عنوان استمرار عمليات القتل الجماعي في الفاشر إلى أن المستشفى السعودي كان موقعا لمذبحة جماعية مزعومة أكدها المختبر في تقارير سابقة من خلال تحديد أشياء ذات أبعاد بشرية في الموقع وأضاف أنه تمت إزالة الأشياء من أرض مستشفى الأطفال الذي تسيطر عليه الدعم السريع بعد أن حدد المختبر عمليات قتل جماعي متعددة في الموقع لافتا إلى أن ممارسة حرق الجثث لا تتوافق مع طقوس الدفن الإسلامية ويعقد حرق الأشياء التي قد تكون مطابقة للرفات البشرية أي جهود مستقبلية لإحصاء عدد القتلى منذ سقوط الفاشر وتحديد هوية الرفات وإعادتها إلى ذويها وحسب المختبر فقد حدد أول مرة أجساما بأبعاد تتوافق مع الجثث خارج المستشفى السعودي في صور الأقمار الملتقطة في 28 أكتوبر الماضي وقد أزيلت هذه الأجسام وكان نشاط الشاحنات المسطحة واضحا شمال المنطقة في صور الأقمار الملتقطة في 30 و31 أكتوبر و2 نوفمبر الحالي وأظهرت مقاطع فيديو تم تحديد موقعها الجغرافي للمستشفى السعودي بالإضافة إلى تقارير ميدانية أن الدعم السريع قتلت المئات في المستشفى السعودي بعد سيطرتها على الفاشر وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية في 29 أكتوبر الماضي مقتل أكثر من 460 مريضا ومرافقا في المستشفى من جهتها ادعت الدعم في 2 نوفمبر الماضي أن المستشفى كان جاهزا للعمل وأمس الاثنين دعا مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على منصة إكس إلى وقف إراقة الدماء في السودان وأضاف تنعى منظمة الصحة العالمية الطبيب آدم إبراهيم إسماعيل وتطالب بوقف العنف ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية وبحسب شبكة أطباء السودان أعدمت قوات الدعم السريع ميدانيا الطبيب آدم إبراهيم إسماعيل في مدينة الفاشر الأربعاء الماضي إنصاف الضحايا في هذا الصدد قال المحامي السوداني والمدافع عن حقوق الإنسان عثمان صالح لـالعربي الجديد إن الأحاديث حول محاولات الدعم السريع طمس البينات في الفاشر وجمع وحرق الجثث حتى لا يكون هناك أي أدلة على ارتكاب الفظاعات تثير نقطتين مهمتين وأوضح أن النقطة الأولى هي ضرورة جمع البينات والأدلة والعمل على التوثيق الاحترافي المهني والاحتفاظ بهذه البينات بأسرع ما يكون حتى لا يفلت الجناة من العقاب ما يؤكد ضرورة الإسراع في التوثيق للجرائم أما النقطة الثانية فهي أنه إذا أقدمت الدعم السريع على طمس البينات يمكن للتطور المذهل في العلوم والتكنولوجيا عن طريق الأقمار الاصطناعية معرفة أصل المكان والتاريخ المحدد للإبادة والقتل الجماعي وأيضا الوضع الماثل قبل إحراق الجثث وما كان على الأرض والعدد والمواقع المعنية عثمان صالح nbsp من الضروري استخدام الوسائل الحديثة وجمع البينات اللازمة لإنصاف الضحايا وأشار صالح إلى أن العالم رأى من خلال الصور الفضائية بقع الدم داخل وحول الفاشر وهي تدل على الفظاعات التي وقعت لهذا يمكن استخدام التكنولوجيا للعودة إلى تاريخ ما قبل التصرف مع الجثث ولفت إلى أن الجناة أصبحوا يحسبون ألف حساب لمسألة العدالة والمحاكمات وفي بالهم دائما وهم يرتكبون الجرائم محاولة عدم ترك ما يحاكمون بشأنه لاحقا مشددا على أنه من الضروري استخدام الوسائل الحديثة وجمع البينات اللازمة لإنصاف الضحايا بدوره رأى عضو المكتب التنفيذي لمجموعة محامو الطوارئ الحقوقية محمد صلاح الدين في حديث لـالعربي الجديد أن الحديث حول عمليات طمس تجري للأدلة في الفاشر يأتي جزءا من حملة إعلامية بدأت بعد الأحداث ونشر مقاطع الفيديو التي توضح ما وقع هناك ومحاولة الأطراف الاستفادة من الصور في إطار الصراع السياسي أو الحربي وأضاف أنه بعد ما حدث في أكتوبر ظهرت حملة أخرى تشكك في الأدلة التي تم عرضها من صور الأقمار الاصطناعية ومقاطع الفيديو والتي أثبتت وقوع الجرائم وحددت آثار دماء وأجسام بشرية والتشكيك حتى في إفادات الناجين الذين هربوا من المدينة واعتبر أن هذا التشكيك جاء للتخفيف من ضغط الحملة الأولى ضد الدعم عقب الأحداث محمد صلاح الدين nbsp تلعب الانتهاكات دورا أساسيا في أي عملية تفاوضية وفي رأي صلاح الدين فإن هذه الأدلة يصعب طمسها لأنها أثبتت من خلال المصادر المفتوحة والتحقيقات وصور الأقمار الاصطناعية أوضاع ما قبل وبعد سقوط المدينة وعرضت صورا التقطها الجنود بأنفسهم بما فيها الأسرى وخطابات التحريض التي سبقت ذلك وأشار إلى أن عمليات لنقل ودفن الأجسام البشرية التي تم تصويرها ستكون ظاهرة وسيتم إيجادها أيضا معتبرا أن الجرائم لم تقع في الفاشر وحدها خلال الحرب بل هناك مقابر جماعية في مناطق عديدة لأطراف الصراع وشدد على أن محاولات طمس الأدلة هذه إذا جرت لن تؤثر على المساءلة القانونية ولكن يمكن أن يتم استخدام هذه التفاصيل للتأثير السياسي إذ تلعب الانتهاكات دورا أساسيا في أي عملية تفاوضية وبحسب صلاح الدين فإن الأدلة بشأن ما وقع في الفاشر تم جمعها وانتهت وهي كافية تماما للمساءلة بجانب إفادات الشهود ومن كانوا موجودين وخرجوا إلى مناطق أخرى ولفت إلى أنه بمرور الوقت يمكن جمع مزيد من الأدلة أيضا إذا حدثت محاولة طمس حاليا ويمكن اكتشافها عبر تطور العلوم والتقنية وآليات المساءلة والعدالة نفسها وقال إن ما يفعلونه من جرائم لن يؤثر كثيرا وفي النهاية سيتم تثبيت الجرائم إذا ذهب الأمر إلى مساءلة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم