فايم لـ يون فوسه رحلة من أجل إبرة وخيط

١١ مشاهدة
بعد عامين على نيله جائزة نوبل في الآداب 2023 يعود الكاتب والمسرحي النرويجي يون فوسه إلى القراء برواية جديدة تحمل عنوان فايم الصادرة عن دار Fitzcarraldo Editions البريطانية وهي أول أجزاء ثلاثية أعلن فوسه أنه سيخصصها للقرية النرويجية الخيالية التي تحمل الاسم نفسه تفتتح الرواية بحكاية تبدو بسيطة ياتغير رجل في منتصف العمر يعيش وحيدا على سواحل النرويج الغربية يبحر على قاربه الصغير إيلين إلى مدينة بيورغفين الاسم القديم لبيرغن لشراء خيط وإبرة لكنه يتعرض للغش من بائعين يضاعفان السعر عليه غير أن الرحلة ليست عن الإبرة بل عن العزلة والحنين والانتظار في المساء وبينما يرقد ياتغير في قاربه توقظه في الحلم أو ربما في الواقع امرأة يعرفها جيدا إيلين نفسها حبيبته الأولى ورفيقة شبابه التي قررت فجأة ترك زوجها فرانك والعودة إلى قريتها فايم معه منذ تلك اللحظة يدخل السرد في منطقة بين اليقظة والحلم يعود ياتغير وإيلين عبر البحر لكنها عودة إلى ذاكرة غارقة في الضباب أكثر من كونها عودة إلى مكان إذ يستخدم فوسه الحدث ذريعة للغوص في أعماق النفس حيث يختلط الحنين بالندم والحب القديم بالوحدة الوجودية في الجزء الثاني ننتقل إلى صوت إلياس صديق ياتغير الوحيد الذي يرى في حكاية العاشقين انعكاسا لعجزه عن التواصل مع العالم ثم نسمع في الجزء الأخير صوت فرانك الزوج الذي ترك خلفه محاولا أن يفهم ما حدث وأن يعيد ترتيب معنى حياته بعد الفقدان نبض داخلي يذكر القارئ بكتابة تصغي أكثر من كونها تسرد بهذا البناء الثلاثي يخلق فوسه ما يشبه متتالية موسيقية من الأصوات المتناثرة تجمعها نغمة واحدة الغرابة الهادئة للحياة يقول فرانك في ختام الرواية كل شيء كان غريبا نعم كله كان غريبا أتمنى أن تكتب هذه الجملة على قبري كل شيء كان غريبا هذه العبارة تلخص روح الرواية إذ تبدو فايم كمرثية للواقع اليومي مرآة صغيرة تعكس هشاشة الإنسان أمام الزمن والبحر والمصير يبدو أسلوب فوسه في روايته الجديدة امتدادا لما يسميه هو نفسه النثر البطيء والذي يقوم على جمل طويلة تكاد أن تخلو من النقاط تتحرك كما تتحرك الأفكار في الوعي ببطء بتكرار متعمد وبصوت داخلي أقرب إلى المناجاة كلمة نعم التي تتكرر عشرات المرات في النص تقوم بدور الفاصلة أو الإيقاع مثل نبض داخلي يذكر القارئ بأنه في حضرة كتابة تصغي أكثر من كونها تسرد nbsp لكن ليس الأسلوب وحده هو ما يجعل رواية فايم استثنائية إنه تحديدا ما تحمله من أفكار عن الوجود ذاته ومن تساؤلات عن معنى الإنسان في هذا العالم ماذا يعني أن تعيش وحيدا في عالم صاخب كيف ينجو الإنسان من تكرار أيامه وكيف يمكن للحب حتى بعد أن يذبل أن يظل شكلا من أشكال النجاة قد يكون هذا المزج بين الحدث اليومي والرؤيا الميتافيزيقية هو ما يؤكد مكانة فوسه بوصفه أحد ورثة كافكا وبيكيت وتوماس برنهارد تماما كما قالت لجنة نوبل عنه

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم