دمشق على حافة التوازن

٥٥ مشاهدة

دمشق على حافّة التوازن

آراء

باسل الحاج جاسم

/> باسل الحاج جاسم

كاتب واعلامي سوري

01 نوفمبر 2025 alt="سورية وروسيا"/>+ الخط -

لم تكن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع موسكو في 15 الشهر الماضي (أكتوبر/ تشرين الأول) حدثاً عابراً، فالمشهد الذي جمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد أشهر من سقوط النظام السابق، حمل أكثر من دلالة، أبرزها عودة دمشق إلى رقعة الشطرنج الدولية، بين موسكو التي تمثّل ذاكرة الماضي، والغرب الذي يملك مفاتيح الاقتصاد. واللقاء الأول من نوعه منذ إطاحة بشار الأسد، ويأتي في إطار إعادة بناء العلاقات بين دمشق وموسكو، بعد سنواتٍ كانت فيها روسيا الداعم العسكري والسياسي الأبرز للنظام الساقط. لكن ما بدا في السطح خطوة دبلوماسية عادية، تحمل في طيّاتها دلالات أعمق تتعلّق بمستقبل السياسة الخارجية السورية، وبمدى قدرة القيادة الجديدة على الموازنة الدقيقة بين موسكو من جهة، وواشنطن وبروكسل من جهة أخرى، من دون أن تتجاهل العامل الإسرائيلي الذي لا يمكن فصله عن معادلات الأمن والاستقرار في الإقليم.

واضح أن دمشق الجديدة تحاول إعادة رسم خريطة علاقاتها الخارجية بما يتناسب مع مرحلة ما بعد الحرب، وهي مرحلة تتطلّب انفتاحاً محسوباً على الغرب، ووعياً بمصالح روسيا التي ما زالت تمتلك أوراقاً قويةً في الداخل السوري. وكان اللقاء الذي جمع الرئيس بوتين بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني (يوليو/ تموز الماضي) وُصف بأنه بداية عهد جديد من التفاهم السياسي والعسكري بين الطرفَين، وأكّد فيه بوتين التزام بلاده المساهمة في إعادة إعمار سورية ورفض أيّ تدخّل إسرائيلي في شؤونها. لكن خلف هذا الخطاب، تبدو موسكو حريصةً على تأمين موقعها في سورية الجديدة، لا حليفاً مطلقاً كما كانت في عهد الأسد، بل بوصفها شريكاً يسعى لضمان مصالحه الاستراتيجية في البحر الأبيض المتوسّط والشرق الأوسط. في المقابل، تراهن القيادة السورية الجديدة على الانفتاح نحو أوروبا والولايات المتحدة لإعادة إدماج سورية في المجتمع الدولي، مستفيدةً من بوادر تخفيف العقوبات الغربية ومن خطاب سياسي أكثر براغماتية يركز في إعادة الإعمار وعودة اللاجئين والاستقرار

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم