تستعد مؤسسة فيلم لاب الفلسطينية لإطلاق نحو 700 عرض لأفلام فلسطينية في 94 دولة حول العالم في تظاهرة سينمائية تتزامن مع ذكرى وعد بلفور في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني المقبل وذلك ضمن النسخة الثالثة من مهرجان أيام فلسطين السينمائية حول العالم تعمل فيلم لاب وهي مؤسسة غير حكومية غير ربحية منذ عام 2014 على تعزيز ثقافة إنتاج الأفلام الفلسطينية وتشجيع مشاهدتها وأسست مهرجانا محليا بعنوان أيام فلسطين السينمائية كان من المخطط الاحتفال بنسخته العاشرة في أواخر عام 2023 إذ اعتادت المؤسسة على استضافة أشهر المخرجين والمخرجات من فلسطين والشتات وإقامة ورشات تدريبية وعروض ضمن فعاليات المهرجان الموزعة في أنحاء فلسطين المحتلة كافة تحول المهرجان المحلي إلى تظاهرة عالمية مع بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة فمع تصاعد العدوان الإسرائيلي في أكتوبر تشرين الأول 2023 ارتأى المنظمون إلغاء النسخة العاشرة من المهرجان هكذا تقدمت مؤسسة أفلامنا اللبنانية بمبادرة لتحويل فعاليات المهرجان ليوم عالمي تتجول فيه الأفلام الفلسطينية في 41 دولة من خلال 171 عرضا في حديثها إلى العربي الجديد تقول المديرة التنفيذية لـفيلم لاب علا سلامة إن وقع الشهور الأولى من الإبادة كان صعبا للغاية على طاقم العمل في المؤسسة إذ جاء دعم أفلامنا دافعا إلى العمل والتنفيذ خلال وقت قياسي فرأت فيلم لاب أنه لا بد من البناء على النجاح الذي حققته التجربة الأولى وعليه نظم مهرجان عام 2024 إذ أقيم 396 عرضا في 57 دولة حول العالم تشير سلامة إلى أن فيلم لاب تختار أفلام المهرجان بمعايير تحرص على تغطية السردية الفلسطينية زمانيا ومكانيا مؤكدة أن الانقسام الذي فرضه الاحتلال على الشعب الفلسطيني خلق روايات فلسطينية عدة لكل منطقة أو مجموعة لهذا تحرص المؤسسة على جمع الكل الفلسطيني من خلال أفلام من الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل إضافة إلى مجتمعات اللجوء والشتات الفلسطيني ومن ناحية أخرى تسترجع سلامة أحداث السنتين المنصرمتين خلال الإبادة وتشارك انطباعاتها وفريقها عن دور السينما والأفلام في زمن الحرب والإبادة الأفلام جزء من السردية الفلسطينية غزة منذ اليوم الأول أحدثت تحولا كبيرا في سردية وصورة فلسطين حول العالم لذا يجب علينا جميعا أن نبني على هذا التحول السردي وأن يكون سقفنا عاليا وألا نتنازل عنه لا يجوز تخفيض السقف بعد كل الدم والدمار الذي أصابنا على كل شخص أن يوجه عمله بطريقة يدعم بها صمود الفلسطينيين وأن يجد الجدوى من خلال عمله ومهاراته ومن الأمثلة على الجدوى التي شغلت بال العاملين في القطاع الثقافي الفلسطيني خلال العامين الماضيين تذكر سلامة أهمية الوصول إلى شعوب مختلفة رغم الظروف السياسية والمعاناة في بلدانهم فالعروض لن تقتصر على دول العالم الأول والدول المستقرة بل ستشمل بلدانا مثل اليمن ومالي والسودان وستصل جغرافيا إلى مناطق قد تبدو بعيدة عن هموم المنطقة مثل اليابان التي تستضيف أكثر من 60 عرضا ومن خلال مشاهداتها للتحول في الخطاب العالمي منذ العام الماضي حتى اليوم تؤكد سلامة أن فلسطين لم تعد مجرد قضية سياسية يناصرها بعض المؤمنين بها حول العالم بل تحولت إلى قضية إنسانية بحتة ولهذا فإن الإقبال على استضافة وعرض أفلام فلسطينية بمحتوى فلسطيني خالص غير خاضع لشروط التمويل أصبح أكبر وتجاوب المؤسسات الثقافية حول العالم مع دعوة فيلم لاب لاستضافة المهرجان تزامنا مع ذكرى وعد بلفور هو دليل على تغير جوهري في النظرة العالمية للقضية الفلسطينية على حد تعبيرها الأفلام تعيد لنا إنسانيتنا فلا تقتصر على إخبارنا أن هناك شهداء مثلا من عائلة معينة بل ترينا كيف يكمل الأب حياته بعد فاجعة فقد أبنائه والنضال اليومي الذي يخوضه الناس من أجل حياتهم وهذا هو ما يعيد الناس إلى رؤيتنا بشرا فلا يروننا ضحايا طوال الوقت ولا يروننا أبطالا طوال الوقت نحن في النهاية بشر تضيف سلامة في السياق نفسه تشير سلامة إلى أن فيلم لاب أعادت كثيرا من الحوالات للممولين من المؤسسات الأجنبية التي لم تتخذ موقفا حاسما لدعم فلسطين خلال الإبادة بل دعمت الاحتلال ومنها قنصليات أجنبية عبرت لها فيلم لاب برسائل رسمية عن رفض تمويلها لهذه الأسباب رغم الخسائر المادية والأزمة المالية التي لحقت بالمؤسسة نتيجة هذا القرار لكن فيلم لاب على حد تعبير سلامة لا يمكن أن تقارن هذه الخسائر بهول الخسائر في قطاع غزة تؤكد أن التمويل المشروط يزيد من الضغوط على فيلم لاب كغيرها من المؤسسات الفلسطينية الثقافية الرافضة له فبند نبذ الإرهاب الذي تدرجه المؤسسات الممولة برأي سلامة يتعارض كليا مع مبادئ فيلم لاب ومحتوى أفلامها كما أن هذا النوع من التمويل يفرض رقابة على المحتوى والضيوف وغيرها من تفاصيل العمل بند نبذ الإرهاب الذي يدرجه الاتحاد الأوروبي وغيره من الممولين في العقود والاتفاقيات في إشارة إلى بعض الفصائل الفلسطينية أدرج رسميا في عقود التمويل عام 2019 ويتيح للممول إدراج أي عمل أو محتوى فلسطيني بأنه عمل مقاوم ومناهض للاحتلال على أنه إرهاب كما يتيح للممولين التدقيق الشامل للموظفين والشركاء في أي مشروع لضمان عدم انخراطهم في أعمال مناهضة للاحتلال ومن جهة أخرى يعمل فريق فيلم لاب على إيجاد حلول عاجلة لسداد العجز في الميزانيات فخفضت تكاليف التشغيل والتوظيف وعقد شراكات محلية ودولية لتنفيذ المشاريع بأقل التكاليف في سبيل عدم الرضوخ لشروط الممولين ورغم هذه التحديات تحرص فيلم لاب على تقديم عروض الأفلام ضمن المهرجان مجانا لضمان وصول السردية الفلسطينية لأكبر جمهور ممكن يذكر أن مهرجان أيام فلسطين السينمائية يتضمن عروضا لأفلام لكل من إيليا سليمان ومهى الحاج وتوفيق صالح ومحمد بكري وكارول منصور ومنى الخالدي وآن ماري جاسر ولينا سويلم