سودانيون بلا وثائق معضلة تضاعف معاناة النزوح واللجوء

٥٩ مشاهدة
فقد عشرات آلاف السودانيين أوراقهم الثبوتية ووثائقهم وشهاداتهم الأكاديمية خلال فرارهم من فظائع الحرب التي اندلعت في وقت متزامن بعدد من الولايات من بينها العاصمة الخرطوم خسر آلاف السودانيين أوراقهم الثبوتية وهوياتهم خلال الحرب المستمرة منذ ثلاثين شهرا ولايزال بعضهم ينتظرون داخل وخارج السودان الحصول على وثائق بديلة بينما حرم البعض من استخراج الأوراق الثبوتية على أسس مناطقية وقبلية وفقا لما يعرف بالانتماء إلى حواضن قوات الدعم السريع التي تخوض الحرب ضد الجيش السوداني وخلفت خسارة الوثائق الثبوتية معاناة قاسية لآلاف الأشخاص الذين تفرقوا بين شتات النزوح الداخلي واللجوء في دول الجوار ما تسبب في تعطيل حياتهم وحرمانهم من العديد من الخدمات والحقوق مثل السفر والعلاج والتعليم وفرص العمل وحاول بعضهم على مدار أكثر من عامين استخراج وثائق بديلة لكن من دون جدوى وتتنوع صعوبات الحصول على الأوراق الثبوتية بين خروج المؤسسات المسؤولة عن استخراج الأوراق الثبوتية عن الخدمة من جراء تدمير البنية التحتية الحكومية أو فقدان مراكز السجل المدني ومكاتب الجوازات وغيرها معداتها وأرشيفاتها نتيجة النهب والتخريب الذي طاول المؤسسات الحكومية منذ بداية الحرب إلى جانب عدم وجود بعثات دبلوماسية لاستخراج الأوراق الثبوتية خارج السودان وكذا ارتفاع كلفة استخراج الأوراق الثبوتية في الداخل في ولاية غرب كردفان التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع فقد محمد عبد الله أوراقه الثبوتية في مايو أيار الماضي ما حرمه من الاستفادة من حسابه البنكي وعطل الكثير من الإجراءات التي تستخدم فيها تلك الوثائق ويقول لـالعربي الجديد عندما هاجم الدعم السريع قريتي نزحت بأسرتي إلى منطقة مجاورة لكنني فقدت أوراقي خلال النزوح ولم أستطيع استعادتها أو أتمكن من استخراج بديل لها لعدم وجود مركز للأوراق الثبوتية في مناطق سيطرة الدعم السريع المشاكل التي واجهتها خلال الفترة الماضية كبيرة إذ ظللت عاجزا عن إجراء أي معاملة حكومية وعدم وجود مركز لاستخراج الأوراق الثبوتية جعل الآلاف مثلي غير قادرين على الوصول إلى الخدمات الأساسية فقدان الوثائق الثبوتية يحرم آلاف السودانيين من الخدمات والحقوق ومنعت السلطات حصول سكان مناطق سيطرة الدعم السريع على الأوراق الثبوتية بدورها تبحث سوسن الطيب النازحة من حي الكلاكلة في أم درمان عن وسيلة تمكنها من استخراج شهادتها الجامعية التي تركتها مع مستنداتها الثبوتية والأكاديمية قبل نزوحها إلى مدينة الضعين في شرق دارفور في يوليو تموز 2023 وتقول لـالعربي الجديد غادرنا المنزل على عجل بسبب المعارك التي كانت تدور داخل الحي ولذلك تركت كل المستندات والأوراق الثبوتية وشهاداتي الأكاديمية وتعرض المنزل لاحقا لعمليات نهب من المسلحين ما أدى إلى فقدان المستندات كانت سوسن تستعد قبل الحرب للسفر إلى إحدى الدولة العربية من أجل العمل لكن فقدان أورقها الثبوتية والجامعية تسبب في فقدانها فرصة العمل وتوضح حصلت على فرصة عمل في الكويت وقبل استكمال إجراءات السفر اندلعت الحرب ونزحنا إلى الضعين والتي توقفت فيها خدمات السجل المدني والجوازات منذ بداية الحرب مراكز استخراج الأوراق الثبوتية توقفت في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع وبات من غير المسموح للسكان في تلك المناطق الحصول على وثائق بزعم أنهم حواضن للدعم السريع أو يناصرونها في الحرب ضد الجيش وتتابع تسبب فقداني للأوراق الثبوتية مثل جواز السفر والرقم الوطني والبطاقة القومية في عدم قدرتي على استخراج شهاداتي الجامعية ولا أتوقع أن تحل هذه المعضلة قريبا ما وضع مستقبلي المهني في مهب الريح في حين كنت على وشك بداية حياة عملية في مجالي الذي درسته بدورها فقدت المعلمة بالمعاش مريم تاج الدين جواز سفرها وبطاقتها القومية في مدينة أم روابة التي سيطر عليها الدعم السريع في أغسطس آب 2023 وقد تمكنت من دخول دولة جنوب السودان التي سمحت للسودانيين بدخول أرضيها من دون أوراق ثبوتية ثم عبرت إلى مخيم كريندقو في أوغندا nbsp وتقول مريم لـالعربي الجديد حاولت استخراج الأوراق الثبوتية كي أتمكن من توثيق توكيل في السودان من أجل صرف معاشي لكن ارتفاع كلفة استخراج جواز السفر إلى 250 دولارا للاجئين في أوغندا حرمني من ذلك فالمبلغ يفوق قدراتي المالية عشرات النساء في المخيم لا يملكن أوراقا ثبوتية لاستكمال أي إجراءات رسمية في السودان ما عطل حياتهن وعرضهن لكثير من المعاناة وفي الداخل السوداني أدى الصراع إلى حرمان الآلاف من استخراج أو تجديد أوراقهم الثبوتية منذ اندلاع الحرب يقول مصطفى يعقوب من ولاية شمال دارفور لـالعربي الجديد آلاف الأشخاص الذين فروا من مناطق الصراع فقدوا وثائقهم الثبوتية وشهاداتهم الجامعية وأوراق ممتلكاتهم سواء بالنهب أو التلف أو الحرق وبعضهم تركها خلفه حين نزوحه ومع تعطل خدمات استخراج وتجديد الأوراق الثبوتية في مناطق كثيرة بما فيها إقليم دارفور يعاني هؤلاء الكثير من المشكلات ويتابع يعقوب لم يتمكن ابني من الجلوس لامتحان الشهادة الثانوية بسبب فقدان رقمه الوطني وبطاقته القومية وخلال عامين ونصف العام من الحرب تعطلت حياة آلاف المواطنين الذين فقدوا أوراقهم الثبوتية أو انتهت مدتها القانونية خاصة في المناطق التي تمنع السلطات سكانها من الحصول على الأوراق الثبوتية بحجة أنها مناطق الدعم السريع وإلى جانب معاناة قضاء الأمور الحياتية اليومية التي تحتاج إلى إبراز الوثائق الثبوتية اضطر كثير من السودانيين إلى الهجرة السرية خيارا بديلا بعد تعذر الحصول على وثائق بديلة ما عرض حياة الكثير منهم للخطر وألحق بهم أضرارا مختلفة يقول يوسف عبد القادر وهو أب لستة أطفال لـالعربي الجديد أعيش في دولة جنوب السودان لاجئا منذ بدء الحرب ولم أتمكن من استخراج جوازات سفر لي أو لأطفالي وزوجتي ما حرمنا من حرية التنقل وحال دون استكمال الكثير من المعاملات القانونية جواز سفري انتهت صلاحيته في نهاية عام 2023 أما أطفالي وزوجتي فقد فقدوا أوراقهم الثبوتية أثناء مغادرة مناطق الحرب في ولاية الجزيرة وعلى مدار أكثر من عامين لم أتمكن من استخراج أوراق ثبوتية بديلة بسبب ارتفاع تكلفة استخراج الجواز في جنوب السودان ويضيف عبد القادر أحتاج إلى ثمانية جوازات سفر ولا يمكنني من دفع كلفتها بالدولار فالمبلغ كبير ولا يملكه أي لاجئ نعاني من الفقر ولا أملك أي مصدر دخل وفشلت في استكمال إجراءات تحويل ملكية أرضي في السودان لعدم امتلاكي أوراقا ثبوتية وعندما أحتاج إلى توكيل من ينوب عني يحرمني عدم وجود الأوراق الثبوتية سارية المفعول من إنجاز المهمة خسرت الطالبة تبيان عبد الرؤوف فرصتها في الدراسة بالهند بسبب فقدان أوراقها الثبوتية أثناء النزوح من حي الطائف بالخرطوم وتقول لـالعربي الجديد عندما اندلعت الحرب حملنا بعض أغراضنا ونزحنا من الحي الذي يقع بالقرب من القيادة العام للجيش وفي أحد الارتكازات العسكرية استولى الجنود على ممتلكاتنا بما فيها الأوراق الثبوتية وتوسلت لهم أسرتي لمنحي أوراقي الثبوتية خاصة جواز السفر لكنهم أجبرونا على المغادرة ومنذ ذلك اليوم فشلت في استخراج أي أوراق بديلة بسبب توقف مراكز استخراج الجوازات في ولاية جنوب كردفان التي نزحت إليها من جانبه يقول الناطق باسم الشرطة السودانية العميد فتح الرحمن التوم لـالعربي الجديد لدى وزارة الداخلية خطة لتسهيل حصول المواطنين على الأوراق الثبوتية مثل شهادات الميلاد والوفاة والرقم الوطني والبطاقة الشخصية وجواز السفر وقد تمكنت الوزارة من إعادة تشغيل 45 مركز جوازات وسجل مدني داخل وخارج السودان من أجل تيسير الحصول على الوثائق الثبوتية ويضيف فتح الرحمن في الفترة التي أعقبت بدء عمل مراكز السجل المدني والجوازات جرى استخراج ما يتجاوز مليونين وخمسمئة ألف جواز سفر وإعادة طباعة آلاف الأرقام الوطنية فضلا عن استخراج شهادات الميلاد والوفاة وفي الأيام القادمة ستستأنف خدمة استخراج البطاقة القومية بعد استكمال الإجراءات الفنية والإدارية وتقوم الإدارة العامة للجوازات والهجرة بتسيير مأموريات لاستخراج الأوراق الثبوتية للسودانيين في الدول التي لا توجد بها مكاتب جوازات ضمن البعثات الدبلوماسية في المقابل يؤكد الخبير القانوني عاطف كرم الله لـالعربي الجديد أن تسهيل الحصول على الأوراق الثبوتية من بين الحقوق الأساسية للمواطنين كونها تمكنهم من ممارسة حياتهم بحرية داخل وخارج السودان لكن وزارة الداخلية وضعت قيودا مشددة حرمت بموجبها آلاف السودانيين من الحصول على الأوراق الثبوتية كما فرضت رسوما باهظة ما جعل الكثير من الأشخاص يفشلون في استخراجها نتيجة عدم تمكنهم من توفير تلك المبالغ ليس من العدالة أن تفرض 250 دولارا على اللاجئين السودانيين للحصول على جواز السفر فالناس عموما واللاجئون خصوصا يحتاجون إلى المساعدة لا فرض الجبايات عليهم

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم