إلى فلسطين خذوني معكم
إلى فلسطين خذوني معكم
ملحق سورية الجديدة /> رباب هلال كاتبة وصحافية سورية. 14 سبتمبر 2025 | آخر تحديث: 12:09 (توقيت القدس) (إسماعيل شمّوط) + الخط - اظهر الملخص - انطلق أسطول الصمود من ميناء برشلونة نحو غزة، مستعيدًا ذكريات الطفولة وأحلام التحرير، حيث كانت الجدة تروي حكايات تجعل من الراوي بطلاً، رغم أن عمه اختار طريقًا مختلفًا وأصبح رجل دين.- يشارك في الأسطول أكثر من 50 سفينة، متحدين الحصار والعراقيل، حاملين رسائل تضامن مع غزة، بمشاركة نشطاء سياسيين وفنانين وكتاب من مختلف أنحاء العالم، مؤكدين على أهمية الذاكرة والمقاومة.
- يبحر قلب الراوي مع الأسطول، متمنيًا لهم السلامة والنجاح، مؤكدين على أن الحق لا يموت، كما قال غسان كنفاني.
مع انطلاق أسطول الصمود من ميناء برشلونة نحو غزّة المنكوبة، انبثق في ذاكرتي الطفوليّة صوت أم كلثوم يصدح للفدائيّين العرب في طريقهم للكفاح: إلى فلسطين خُذوني معكم، من قصيدة نزار قبّاني أصبح عندي الآن بندقيّة. أمّا أنا فلا بندقيّة عندي، ولا سبيل أمامي للذهاب إلى فلسطين، فأحقّق الحلم البعيد. حلم غرستْه جدّتي العمياء الحكّاءة في رأسي الصغير، فقد اخترعت مخيّلتها حكايةً جعلتني بطلتها، ووضعتْني فيها في مأزقٍ خطر. وسيكون البطل المنقذ عمّي الأثير؛ ابنها الشاب المتمرّد الذي لطالما كان يتسرّب من يوميّاتها إلى رفاقه الشيوعيين ونشاطهم السرّيّ. لربّما كان إعجابُها المستتر به دافعاً بمخيّلتها لأن تجعل منه مناضلاً في فلسطين، بلباسه الفدائيّ وبندقيّته، سيحارب العدوّ وسيعود منتصراً، وفي طريق عودته، سيلقاني مصادفةً، وينقذني من الشرَك الذي أُسرت فيه. أعتقد أنّ جدّتي لم تكن واعيةً لدلالة خيارها الأعمق، بأنّه، حينذاك، كان أيّ انتماء سياسيّ شأناً قابلاً لمحاربته وقمعه، باستثناء الانتماء للفدائيّين العرب والكفاح المسلّح إلى جانب فدائيّي فلسطين. فذلك كان مبدأً ثابتاً صلداً، وبمثابة المَطْهر، في القرن الماضي، وخلال نشوء الحركات النضاليّة العربيّة المناهضة للكيان المحتلّ لأرض فلسطين المقدّسة. فيا لعارنا، اليوم. وما لي حدث واقعيّاً، أنّ عمّي خذلني واختار درْباً مغايراً لأحلامنا المشتركة، وخرج من حكاية جدّتي.
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على