الخدر العاطفي برود مؤقت

٤ مشاهدات
تم النشر في:

قد تمرّ على القلب أيام يظن فيها أنه جفّ، لا تهزه ضحكة طفل ولا تدمعه مصيبة قريبة، حتى تبدو الحياة وكأنها تُعرض على شاشة بعيدة. يضحك من حولنا، ونضحك معهم، لكن الضحكة لا تصل إلى الداخل. نبكي أحياناً، لكن بلا وجع حقيقي. هذا الشعور المربك لا يعني أن الإنسان بلا قلب، بل أن قلبه أرهق من فرط ما واجه، فاختار أن يصمت. يُسمّى هذا الانطفاء الداخلي بالخدر العاطفي، وهو ليس قسوة ولا بروداً، بل حالة نفسية يختبئ خلفها الكثير من الألم والإرهاق.

ولكي نفهم هذه الظاهرة بصورة أعمق، لا بد أن ننظر إليها من زاوية علم النفس. فالعقل البشري حين يزداد الحمل عليه، يلجأ أحياناً إلى تعطيل الاستجابة العاطفية وكأنه يضغط على زرّ التجميد الداخلي. يحدث ذلك في حالات الاكتئاب والقلق، أو بعد صدمات متكرّرة تجعل الإنسان يفضّل التبلّد على مواجهة الموجة العاطفية المؤلمة. وهنا يظهر الخدر في صورة انفصال عن الذات، أو شعور بالفراغ، أو فقدان المتعة حتى في التفاصيل البسيطة.

وإذا انتقلنا إلى الحياة اليومية، سنجد أن آثاره لا تقف عند حدود الشعور الداخلي، بل تتسرّب إلى علاقاتنا. ففي الحياة الأسرية مثلاً، قد تحتضن الأم طفلها من غير أن يرافقها دفء المشاعر الذي اعتادت عليه، أو يمرّ الأب بمناسبة عائلية كبيرة دون أن يشعر بالفرح الذي يتوقعه من حوله. وفي العلاقات الزوجية، قد يلاحظ أحد الطرفين أن مشاعره تجاه الشريك لم تعد تتفاعل لا غضباً ولا شوقاً، كما لو أن بينهما حاجزاً زجاجياً غير مرئي.

ومن الأسرة إلى المجتمع، يستمرّ المشهد بصور مختلفة. فقد يكون الإنسان حاضراً في مناسبة سعيدة أو حتى موقف محزن، لكنه يشارك الآخرين بالابتسامة أو الكلمات بينما داخله لا شيء يتحرك. كأن الحياة تسير من حوله وهو يراقبها دون أن يكون جزءاً منها.

وإذا وسّعنا العدسة أكثر، سنجد أن بيئة العمل ليست بمعزل عن هذا الأثر. فالمهام التي كانت تمنح شعوراً بالإنجاز تتحول مع الوقت إلى

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع سبق لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم