فرحة كريسماس مصر المنقوصة ماذا يقول الناس والتجار

٥٥ مشاهدة
يشهد سوق الكريسماس في مصر هذا العام حالة ركود واضحة انعكست في ضعف الإقبال وتراجع حجم المبيعات مقارنة بالمواسم السابقة في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية وارتفاع الأسعار وتآكل القدرة الشرائية للمواطنين وعلى الرغم من انتشار المنتجات الموسمية في عدد من المناطق التجارية الكبرى ولا سيما في القاهرة والإسكندرية فإن حركة البيع بقيت محدودة وفق رصد ميداني وآراء بائعين ومستهلكين في شوارع مثل سموحة وميامي ومحطة الرمل في الإسكندرية شمالي مصر تظهر زينة الكريسماس وأشجار العيد الصناعية والهدايا الموسمية في واجهات المحال مزينة بديكورات وأشكال متعددة تجذب مختلف فئات المجتمع غير أن هذا الحضور البصري لا يقابله نشاط شرائي فعلي ووفق رصد الأسعار في عدد من المحال والأسواق بمنطقة المنشية ارتفعت أسعار منتجات الكريسماس هذا العام بنسب تراوح بين 25 و50 مقارنة بموسم العام الماضي تبعا لنوع المنتج ومصدره وتراوح سعر شجرة الكريسماس الصناعية متوسطة الحجم بين 900 و1800 جنيه مقابل متوسط يتراوح بين 600 و1000 جنيه العام الماضي كذلك ارتفعت أسعار الزينة البسيطة مثل الكرات والإضاءة والنجوم من متوسط 50 80 جنيها إلى 100 180 جنيها للقطعة الواحدة فيما تجاوزت أسعار الهدايا الجاهزة الصغيرة في بعض المحال 300 جنيه ما دفع كثيرين إلى الاستغناء عنها ويرجع البائعون هذه الزيادات إلى ارتفاع تكلفة الاستيراد خصوصا أن نسبة كبيرة من المنتجات تستورد أو تعتمد على خامات مستوردة ويقول أحمد فوزي تاجر جملة لـالعربي الجديد سعر الدولار وتكاليف الشحن والجمارك كلها تضغط علينا التاجر الصغير هو الحلقة الأضعف لأنه لا يستطيع التخزين أو البيع بالكميات الكبيرة ويضيف فوزي أن الأسعار تختلف بشكل كبير عن الأعوام السابقة نتيجة تقلبات أسعار المواد الخام مشيرا إلى أن الزبائن أصبحوا أكثر حذرا في الشراء إذ يسأل كثيرون عن السعر قبل النظر إلى جودة المنتج بدوره يقول محمد عبد الله 40 عاما صاحب محل لبيع مستلزمات الاحتفالات وسط الإسكندرية إن الموسم الحالي أضعف بنحو 40 مقارنة بالعام الماضي موضحا أن الناس يسألون كثيرا عن الأسعار لكن الشراء الفعلي قليل بسبب الظروف الاقتصادية وحالة الغلاء التي زادت حدتها مؤخرا ويؤكد أن هدايا وسلع الكريسماس مثل أشكال بابا نويل وأشجار العيد تأثرت بارتفاع الأسعار الذي طاول السلع بمعظمها في مصر بعد تراجع قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية لافتا إلى أن الإقبال بات يقتصر على عدد محدود من المواطنين وبعض المحال التجارية والفنادق التي تحرص على اقتنائها سنويا لمواكبة احتفالات رأس السنة على صعيد المستهلكين يؤكد كثيرون أن أولويات الإنفاق تغيرت تقول الموظفة هبة مصطفى 34 عاما كنا نشتري شجرة وزينة كاملة كل سنة لكن هذا العام اكتفينا بإعادة استخدام القديم الأسعار مبالغ فيها مقارنة بالدخل وهناك أشياء أساسية أهم من الهدايا وفرحة العام الجديد ويتفق معها محمود السيد 29 عاما العامل في القطاع الخاص قائلا إن الجميع يبحث عن روح الاحتفال ومذاق عيد الميلاد لكن الغلاء لا يستثني أحدا سواء البائع أو المستهلك لم يعد الإنفاق على المناسبات أولوية فالإيجار والفواتير والطعام أهم الكريسماس أصبح رفاهية من جانبه يشير محمد عبد الدايم صاحب محل لبيع لوازم الاحتفال إلى أن غالبية البائعين لجأوا هذا العام إلى تقليل الكميات المعروضة أو التركيز على منتجات أقل تكلفة في محاولة لتفادي الخسائر كما اتجه البعض إلى تقديم تخفيضات مبكرة وهي خطوة لم تكن شائعة في مواسم سابقة ويعتمد سوق الكريسماس في مصر على نافذة زمنية قصيرة لا تتجاوز أربعة أسابيع إلى ستة ما يجعل أي تراجع في الإقبال خسارة مباشرة للبائعين وفي هذا الصدد تقول ندى كامل التي تعمل في بيع الهدايا الموسمية إن ضعف الموسم في بدايته لا يترك فرصة للتعويض خصوصا أن معظمنا يعمل برأس مال محدود ويتأثر مباشرة بتداعيات الأزمة الاقتصادية وضعف القوة الشرائية ما يؤدي إلى ركود في المبيعات ويرى الخبير الاقتصادي ورئيس جمعية حماية المستهلك في الإسكندرية جمال زقزوق أن تراجع سوق الكريسماس يعكس حالة أوسع من الركود النسبي في الأسواق غير الأساسية موضحا أن الأسواق الموسمية تعد مؤشرا حساسا على مستوى الدخل الحقيقي للأسر وعندما يتراجع الإنفاق عليها فهذا يعني أن المستهلك يعيد ترتيب أولوياته تحت ضغط التضخم ويضيف زقزوق لـالعربي الجديد أن استمرار ارتفاع الأسعار دون نمو مواز في الدخول يضغط على الطلب خصوصا في السلع ذات الطابع الكمالي أو الاحتفالي لافتا إلى أن السوق يفتقر إلى التنظيم والبيانات إذ لا توجد أرقام رسمية لحجم سوق الكريسماس في مصر وهو سوق يعتمد أساسا على صغار التجار بما يزيد المخاطر في مواسم الركود من جانبه يشير عضو شعبة الهدايا بالغرفة التجارية في الإسكندرية أكرم الشناوي إلى أن الخسائر لا ترتبط فقط بتراجع المبيعات بل أيضا بارتفاع التكاليف الثابتة مثل الإيجارات والكهرباء محذرا من أن استمرار هذه الظروف قد يدفع عددا من البائعين إلى الخروج نهائيا من هذا النشاط الموسمي أو التحول إلى أنشطة أقل مخاطرة ويقول رغم أننا على بعد أيام قليلة من انتهاء موسم الكريسماس لهذا العام فإننا لا نرى سوى موسم باهت اقتصاديا تحكمه أسعار مرتفعة وإقبال محدود في ظل ضغوط معيشية متصاعدة وبينما يحاول البائعون التكيف عبر تقليل المعروض أو خفض هوامش الربح يبقى المستهلك حذرا يعيد حساباته في كل عملية شراء ويختم بالقول في ظل غياب سياسات واضحة لتنظيم الأسواق الموسمية أو دعم صغار التجار يبقى سوق الكريسماس نموذجا مصغرا لحالة أوسع من التباطؤ الاقتصادي حيث تتراجع الكماليات أولا وتتحول الأعياد إلى اختبار صعب لقدرة السوق على الصمود

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم