البرلمان العراقي على بعد أيام من جلسته الأولى من دون اتفاق حول رئيسه
١١ مشاهدة
على غرار ملف اختيار رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية تعثر اجتماع القوى العربية السنية في العراق الذي استمر حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس في إعلان أي اتفاق بشأن اسم مرشحه لرئاسة البرلمان العراقي يأتي ذلك قبل انطلاق الجلسة الأولى للبرلمان المقرر عقدها بعد خمسة أيام يوم الاثنين 29 ديسمبر nbsp كانون الأول الحالي والتي من المفترض أن يتم خلالها انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه ووفق نظام المحاصصة المعمول به في العراق منذ الغزو الأميركي للبلاد 2003 فقد جرى العرف السياسي أن يكون منصب رئاسة البرلمان للعرب السنة ورئاسة الجمهورية وهو منصب فخري للقوى الكردية ورئاسة الحكومة للقوى العربية الشيعية لكن أيا من تلك الاستحقاقات لم يتم حسم مرشحيه رغم مرور شهر ونصف على إجراء الانتخابات التشريعية العامة وإعلان النتائج الرسمية لها وكان آخر الاجتماعات حول المرشح المناسب للمنصب قد انعقد مساء أمس الثلاثاء من دون أن يخرج بأي مرشح توافقي بين القوى السياسية السنية لتقديمه في جلسة البرلمان العراقي الأولى المقررة الأسبوع المقبل واكتفى الاجتماع بإصدار بيان قال خلاله إنه اتفق على طرح عدد من الآليات المناسبة التي من شأنها تسهيل حسم اختيار رئيس مجلس النواب حيث جرى الاتفاق على دراسة هذه الآليات ومناقشتها خلال الأيام المقبلة واتخاذ القرار بشأنها في الاجتماع القادم بحسب بيان رسمي للمجلس ويقول عضو تحالف السيادة عمار العزاوي لـالعربي الجديد إن حسم اختيار رئيس البرلمان العراقي سيكون خلال اليومين المقبلين كحد أقصى والحوارات بين القوى السياسية ستظل مستمرة دون أي انقطاع حتى يوم عقد الجلسة الأولى للبرلمان وبين العزاوي أن النتائج النهائية ستتضح فور انتهاء المشاورات والاتفاقات بين الأطراف السياسية واليومان المقبلان سيكونان حاسمين وسيشهدان اجتماعات سياسية مكثفة بين كل الأطراف السياسية وليس السنية فقط من جهته قال أستاذ العلوم السياسية علي الجبوري لـالعربي الجديد إن الخلافات بين القوى السياسية السنية تتعمق بشكل ملحوظ في ظل اقتراب موعد عقد الجلسة الأولى للبرلمان والتي ينص القانون على انتخاب رئيس المجلس خلالها وهذه الخلافات قد تؤخر الوصول إلى اتفاق سريع وبين الجبوري أن القوى السياسية عادة ما تدفع عملية التوافق إلى اللحظات الأخيرة قبل انعقاد الجلسة وهو ما يعكس نمطا متكررا في التجارب البرلمانية السابقة وهذا التأخير في الاتفاقات ليس جديدا فقد شهدت السنوات السابقة عدة حالات مماثلة سواء عند تشكيل الحكومة أو تمرير القوانين المهمة والخلافية حيث يتم غالبا التوصل إلى التوافق خلال موعد انعقاد الجلسة نفسها وليس قبلها وأضاف أن المشهد الحالي يعكس صعوبة بناء توافق سريع بين القوى السنية نظرا إلى تعدد الأطراف والمصالح لكن التاريخ السياسي يشير إلى إمكانية الوصول إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة كما جرت العادة وتنعقد الجلسة المرتقبة الاثنين المقبل لاختيار رئيس للبرلمان في ظل انقسام واضح وخلافات متصاعدة بين القوى السياسية السنية بشأن اختيار مرشح توافقي على الرغم من إعلان هذه القوى تشكيل المجلس السياسي الوطني في محاولة لتوحيد المواقف والرؤى واستنساخ تجربة الإطار التنسيقي الذي يجمع القوى السياسية الشيعية ويوفر لها مظلة تنسيقية في إدارة الخلافات واتخاذ القرار بشأن مرشح رئاسة الحكومة غير أن هذه الخطوة ورغم أهميتها لم تنجح حتى الآن في تجاوز التباينات الداخلية أو بلورة توافق حاسم حول اسم المرشح ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة قد تنعكس على سير الجلسة الأولى واستقرار عمل البرلمان العراقي ومن أبرز المرشحين المطروحة أسماؤهم حاليا لرئاسة مجلس النواب محمد الحلبوسي ومثنى السامرائي ومحمود القيسي وهيبت الحلبوسي وثابت العباسي لكن التنافس الأشد وفقا لما ذكرته مصادر مطلعة لـالعربي الجديد محصور حاليا ما بين زعيم حزب تقدم محمد الحلبوسي ورئيس تحالف العزم مثنى السامرائي والأخير أقرب للمشهد كونه يحظى بدعم كبير من أطرف في قوى الإطار التنسيقي