هناك تزايد في أعداد الأفلام التي تحققها مخرجات فرنسيات هذه خطوة مهمة ولا سيما حين يلفت الفيلم النظر ويكون من صنع امرأة فيتحمس له بكل إخلاص كما حصل مع بولين لوكيس نينو 2025 وفالنتين كاديك لقاء الصيف 2025 لكن أفلاما نسائية أخرى لا تقدم جديدا بل تدعو إلى تساؤل عن مدى إمكانية حصولها على تمويل إذا لم تكن مخرجتها امرأة سينمائيات وعاملات في مجالات أخرى يرفضن فكرة قبول سيناريو أو جائزة لمجرد أنهن نساء وأنهن يجب أن يكن رقما إضافيا في الإحصاءات الرسمية والجمعيات المتكاثرة في فرنسا لـمراقبة المساواة بين الجنسين في الصناعة السينمائية إحصاءات تبين أن نسبة المخرجات السينمائيات في فرنسا بلغت عام 2024 أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات ما وصفه المركز الوطني الفرنسي للسينما والصورة المتحركة CNC بأنه مؤشر مقلق هذا لمجرد أن عدد أفلام المخرجات انخفض بمقدار فيلمين عن العام السابق تقول الأرقام إن عدد الأفلام الفرنسية التي أخرجتها أو شاركت في إخراجها نساء بلغ 62 عام 2024 مقارنة بـ64 في العام الذي سبقه و69 عام 2022 يمثل هذا أقل من ربع الأفلام 42 2 إجمالي الإنتاج السينمائي الفرنسي ذاك العام وهذه أدنى نسبة منذ عام 2019 ارتفعت النسبة بين عامي 2005 و2022 من 20 إلى 30 ومنذ عام 2005 لم تخرج سوى ثلاث نساء أفلاما بميزانيات تتجاوز 20 مليون يورو من أصل 111 مشروعا وافق عليها المركز الوطني للسينما ميزانيات أفلام المخرجات لا تزال أصغر من ميزانيات أفلام الرجال 3 5 ملايين يورو بالمتوسط مقارنة بـ5 7 ملايين يورو لذا أكد المركز أنه يجب توخي الحذر وأن الوقت حان لتجديد الأدوات التي تفقد فعاليتها بشكل واضح وكما صرح مديره غايتان برويل نحن في حاجة إلى النظر في طرق أخرى لاتخاذ إجراءات لماذا المقارنة مع عام 2019 ما الأدوات التي تفقد فعاليتها ما الطرق الأخرى المقترحة منذ بداية 2019 قدم المركز برنامج حوافز مالية بزيادة تصل إلى 15 دعما مقدما للإنتاجات السينمائية التي تحافظ على التوازن بين الجنسين في المناصب الإدارية لا شك أن هذه المكافأة للمساواة بين الجنسين التي أقرت حينها غيرت المشهد ورغم أن البرنامج أظهر فعالية كشف أيضا عن محدوديته فبعض المديرين يبذل جهدا مضاعفا بينما لا يسعى آخرون إلى زيادة عدد النساء الموظفات لكن من ملاحظة أن المساواة بين الجنسين تشهد ركودا في هذه الصناعة بسبب نقص فيلمين بين عام وآخر اتخذ المركز إجراء آخر أكثر فعالية اعتبارا من بداية 2027 ستفرض غرامات مالية على شركات الإنتاج السينمائي للأفلام الروائية التي لا تحقق المساواة في المناصب القيادية أي إذا كان عدد النساء في فريق الإنتاج أقل من عدد الرجال ستعلن التفاصيل الدقيقة لهذا الإجراء بعد التشاور مع خبراء الصناعة في مايو أيار المقبل nbsp nbsp تتجلى هذه السياسة المطبقة على الصناعة السينمائية في ردات فعل ظهرت مؤخرا على ترشيحات ما قبل نهائية أعلنتها أكاديمية لوميير لمراسلي الصحافة الدولية بباريس لاختيار أفضل الأفلام الفرنسية لعام 2025 من خمسة ترشيحات لأفضل فيلم روائي فرنسي لم يرد اسم أي مخرجة فكلها لرجال دومينيك مول ملف 137 وفرانسوا أوزون الغريب وستيفان ديموستييه مصمم القوس المجهول وعبد اللطيف كشيش مكتوب حبي كانتو 2 وريتشارد لينكليتر الموجة الجديدة كما لم تتضمن فئة أفضل مخرج أي مخرجة هذا أثار انتقادات تستنكر النتائج المصوت عليها ديمقراطيا كتبت السينمائية أندريا بيسكوند على منصة إكس كنت أعتقد أن المخرجات الفرنسيات قدمن عاما رائعا للسينما عام 2025 مواضيع وجرأة وجودة إخراج وأصالة أستغرب عدم ترشيح أي من الأسماء المتوقعة لجوائز لوميير شكرا جزيلا لحفصية حرزي وريبيكا زلوتوفسكي وجوليا دوكورنو وإميلي بونين وماري هيلين رو وأليس دوارد ولجميع الغائبات عن الترشيحات أغنيتن السينما الفرنسية هذا العام بمواهبكن الفذة يحزنني ويغضبني هذا أقل ما يمكن قوله أن المخرجات لا يمثلن سوى 30 من العاملين في هذا المجال فهن يقدمن أفلاما رائعة لكنهن غائبات عن الجوائز أخبرونا إن كنا نمثل مشكلة في المقابل لم يشر منتقدون إلى أن هناك ثلاث مخرجات من أصل خمسة ترشيحات لجائزة أفضل فيلم روائي أول لويز هيمون المبتلعون وبولين لوكيس نينو وفالنتين كاديك عن لقاء الصيف الفائزة أخيرا بجائزة لوي ديلوك كما يوجد فيلمان آخران مرشحان لجائزة أفضل فيلم وثائقي أخبرها أني أحبها لرومان بوهرينجر وضعي روحك على كفك وامشي لسيبيده فارسي ما يجري حاليا في فرنسا لا يعتبر ظاهرة صحية في التمييز الإيجابي ولن ترضى نساء كثيرات عن اختيارهن لوظيفة ما بسبب الجنس إذا تقرر اليوم أن تكون النساء نصف المختارين للوظيفة فماذا سيكون لاحقا اللون الانتماء الجنسي لتزدهر أي صناعة صناعة السينما هنا تخضع كل وظيفة شاغرة لعملية اختيار ويجب اختيار الشخص المناسب والأفضل وهذا بديهي لا يهم إن كان رجلا أو امرأة أو لون بشرته كذا هذا إذا لم نتطرق إلى مهن سينمائية يتفوق فيها عدد النساء على الرجال ولا أحد يطالب بتكافؤ الفرص فيها وكما يعبر فرنسيون في المهنة وخارجها تكافؤ الفرص نعم المساواة لا لأن هذا يؤدي إلى نتائج حمقاء وغير مجدية إنها حالة من حالات العبث فمفهوم التكافؤ لا صلة له إطلاقا بمفاهيم الطموح أو الرغبة أو المسؤولية أو الكفاءة الفعلية الأهم أن يكون التوظيف شفافا وغير تمييزي فيحصل أفضل المرشحين على الوظيفة بغض النظر عن جنسهم