لوسيل 2025 عندما تعانق زخات المطر كبرياء العرب في موطن المونديال
٥٤ مشاهدة
تحت سماء لوسيل الماطرة وفي الملعب الذي شهد تتويج ميسي بذهب مونديال 2022 لم يكن نهائي كأس العرب بين المغرب والأردن مجرد مباراة ختامية بل كان انفجارا فنيا أعاد تعريف سقف الطموحات العربية في تلك الليلة لم نكن بحاجة للبحث عن الإثارة في المدرجات فحسب بل كانت تسيل بغزارة مع كل جملة تكتيكية فوق العشب المبتل ومن الناحية الفنية قدم المنتخبان مباراة ممتعة ومثيرة فقد تلاشت الفوارق النظرية تماما بمجرد إطلاق صافرة البداية nbsp سحر طنان وصفعة الواقع بدأت المباراة كأنها فيلم سينمائي مكرر لسطوة الكرة المغربية هدف أسامة طنان المبكر من منتصف الملعب لم يكن مجرد هدف بل كان رسالة استعلاء كروي أراد بها المغاربة إنهاء المباراة قبل أن تبدأ في تلك اللحظة ظن الجميع أن النشامى سيكونون مجرد ضيف شرف في احتفالية مغربية لكن كرة القدم كما عودتنا لا تحترم إلا من يعرق فوق عشبها النشامى عندما يرفض المنطق الانحناء ما فعله منتخب الأردن في الشوط الثاني هو درس في الكبرياء علي علوان هذا الفتى الذي بات كابوسا للمدافعين لم يسجل هدفين فحسب بل سجل اعترافا رسميا بأن الكرة الأردنية لم تعد حصانا أسود عابرا بل باتت خيلا أصيلا يركض في طليعة السباق تحويل التأخر إلى تقدم 2 1 أمام أسود الأطلس في عمل بطولي يتجاوز حدود التكتيك إلى حدود الروح والغرينتا nbsp إثارة حبست الأنفاس لم تكن المباراة بجهة واحدة بل كانت سجالا كرويا نادرا فما إن يظن المشاهد أن المغرب قد أحكم قبضته حتى يفاجئه الأردن بردة فعل قتالية تعيد المباراة إلى نقطة الصفر وتجلت الندية في الصراعات الثنائية والسرعة في نقل الكرة ما جعل ريتم المباراة يتصاعد بشكل جنوني لم نعهده في النهائيات التقليدية التي يغلب عليها الحذر لوسيل مسرح يليق بالعظمة اختيار استاد لوسيل لهذا النهائي كان ضربة معلم فالتاريخ الذي يسكن جدران هذا الملعب انتقل إلى أقدام اللاعبين كما أن الزخم الجماهيري الذي غصت به المدرجات والتغطية الإعلامية التي رصدت كل شاردة وواردة بتقنيات سينمائية جعلا من النهائي منتجا عالميا بامتياز لقد شعرنا اليوم أن الكرة العربية لم تعد تنافس نفسها فقط بل باتت تقدم وجبة فنية تليق بأكبر الملاعب العالمية انتصار الكرة الجميلة في النهاية فاز المغرب باللقب لكن الفائز الحقيقي كان المستوى الفني الذي ظهر به المنتخبان لقد أثبتت هذه الموقعة أن الفوارق بين عرب أفريقيا وعرب آسيا ذابت في بوتقة الاحترافية خرج الجميع من لوسيل وهم يدركون أنهم شاهدوا واحدة من أجمل المباريات عربيا في ليلة تداخلت فيها مهارة الأسود بعزيمة النشامى تحت زخات مطر ستبقى عالقة في الذاكرة