مقاطعة طالبان اجتماع طهران رسالة سياسية لإسلام أباد

٥٢ مشاهدة
لم تشارك أفغانستان في الاجتماع الذي عقدته دول الجوار في طهران يوم الأحد الماضي لبحث تطورات الملف الأفغاني مبررة ذلك بأنها تفضل إدارة علاقاتها مع دول المنطقة عبر قنوات ثنائية ومباشرة ولا ترى جدوى من الانخراط في مثل هذه اللقاءات الجماعية غير أن غياب حكومة طالبان عن الاجتماع لم يمر بدون تداعيات إذ أثار استياء واضحا في إسلام أباد في المقابل رأى بعض المراقبين أن كابول بعدم مشاركتها نجحت في إفشال محاولة باكستانية جديدة كانت تهدف إلى بلورة موقف إقليمي موحد من شأنه وضع طالبان في موقف بالغ الحرج ودفعها إلى تقديم تنازلات ولو جزئيا تتعلق بمطالب باكستان مثل فتح المعابر الحدودية ومنع حركة طالبان الباكستانية من استخدام الأراضي الأفغانية لتنفيذ هجمات ضد باكستان وكان المندوب الباكستاني الخاص محمد صادق خان قد أعرب في اجتماع طهران عن قلق بلاده إزاء التهديدات الموجهة إليها من الأراضي الأفغانية مطالبا دول المنطقة أن تتعامل مع تحفظات باكستان بجدية واعتبر أن أفغانستان مستقرة وخالية من العناصر الإرهابية أمر أساسي لكسب ثقة جيرانها واستثمار إمكاناتها الاقتصادية الضخمة لذلك من الضروري أن يتخذ حكام الأمر الواقع الحاليون في أفغانستان خطوات لتخفيف معاناة شعبهم وأهم خطوة في هذا الصدد ستكون تطهير أراضيهم تماما من جميع أنواع الإرهابيين وشاركت في الاجتماع بالإضافة إلى باكستان وإيران كل من روسيا وطاجكستان والصين وأوزبكستان وتركمانستان وأصدرت إيران أمس الاثنين بيانا حول تفاصيل البنود المتفق عليها في اجتماع الممثلين الخاصين لدول جوار أفغانستان في طهران وقالت أكدت الدول المشاركة على التكامل الإقليمي وعلى مركزية المنطقة في حل القضايا والتحديات القائمة بما فيها بعض القضايا المتعلقة بأفغانستان كما أكدت على تعزيز الاستقرار في أفغانستان وأعلنت استعدادها للمساعدة في تحقيقه إذا أبدت أفغانستان حاجة لذلك وشددت على أهمية استمرار العلاقات الاقتصادية والتجارية مع أفغانستان بهدف تحسين معيشة شعبها وضرورة اندماج أفغانستان في العمليات السياسية والاقتصادية للمنطقة وأضاف أعربت الدول المشاركة في الاجتماع عن مخاوفها الأمنية وأكدت استعدادها لمساعدة أفغانستان في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر كما أكدت على مسؤولية المجتمع الدولي في رفع العقوبات والإفراج عن الأصول الأفغانية وبحسب البيان عارضت الدول أي محاولة من جانب الدول الأجنبية لإقامة وجود عسكري في أفغانستان وشددت على مسؤولية بعض الدول عن الوضع الراهن في أفغانستان في المساعدة على إعادة بناء وتحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية دون استغلالها ورقة ضغط سياسية وأيدت جميع الجهود المبذولة لخفض التوترات بين أفغانستان وباكستان وأعربت عن استعدادها للمساهمة في تعزيز هذه الجهود وفي الوقت نفسه دعت باكستان وأفغانستان للعودة إلى طاولة المفاوضات وحل خلافاتهما عبر القنوات الدبلوماسية طالبان ترفض التعامل مع باكستان ومع أن طهران أكدت أن الاجتماع لم يكن بطلب من إسلام أباد إلا أن الاعتقاد السائد في كابول أن باكستان بعدما باءت بالفشل كل محاولاتها لإقناع طالبان بتقديم تنازلات تريد الآن أن تعيد المياه إلى مجراها الصحيح وأن تطبع الأوضاع مع كابول وكان اجتماع طهران محاولة من هذا القبيل لكن كابول وتحديدا القيادة المركزية في طالبان غير مقتنعة بأي نوع من التعامل مع باكستان خصوصا أن إسلام أباد كانت ولا تزال تقول إن حكومة طالبان تعمل وفق أجندة إسرائيلية وهندية كما حاولت إسلام أباد في الأسابيع الأخيرة أن تنظم صفوف المعارضين لـطالبان وفتح جبهة قتالية جديدة في وجه الحركة قيادة طالبان قررت اعتبار الخطر الحالي على مستقبل أفغانستان هو باكستان وسياساتها علاوة على ما سبق صرح الكثير من المسؤولين في باكستان منهم وزير الدفاع خواجه آصف ووزير الإعلام عطاء تارر وكذلك وزارة الخارجية الباكستانية في أحد بياناتها أن هناك ضرورة لتغيير نظام الحكم في أفغانستان وأن حكومة طالبان مستبدة ولا بد من تغيرها وفق طموحات الشعب الأفغاني كل تلك الأمور أغضبت القيادة المركزية في طالبان وهي قررت حسب ما علم العربي الجديد من مصدر مقرب من زعيم الحركة الملا هيبت الله أخوند زاده أن الأخير وباقي قيادات الحركة مثل نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية الملا عبد الغني برادر ووزير الدفاع الملا يعقوب مجاهد نجل الملا عمر مؤسس الحركة ووزير الداخلية الملا سراج الدين حقاني اعتبار الخطر الحالي لمستقبل أفغانستان وحكومة طالبان هو باكستان وسياساتها مؤكدا أن الجميع يقولون إن ما تفعله باكستان بإشارة دول أخرى وأنه لا يمكن التعامل معها بوصفها جارا أو دولة صديقة بعد كل ما جرى وعن ذلك قال المحلل السياسي الأفغاني يوسف خان منغل لـالعربي الجديد إن المعضلة الأساسية هي أن باكستان ماضية في نهجها الحالي وهي لا تغير سياساتها مع أفغانستان وهي لا تتحمل أفغانستان الآمنة المستقرة وأضاف باكستان تارة تتخفى بزي الصديق وتارة أخرى بزي العدو ولكن هدفها واحد النيل من أفغانستان والتربص بها حسابات باكستان كانت خاطئة جدا وبعدما فشلت في كل ما فعلته أخيرا بدءا بالقصف الجوي في كابول ثم الهجمات المتكررة على الحدود ثم إغلاق المنافذ الحدودية وأخيرا التعامل السيئ مع اللاجئين الأفغان خسرت النفوذ في الجانبين السياسي والاجتماعي وخسرت سوق أفغانستان الآن تريد تغيير الأمور ولكن كيف يمكن لنا أن نطمئن أن باكستان فعلا تغيرت هذا الأمر لا تقبله عقولنا وتابع أنه منذ سيطرة طالبان على أفغانستان أغسطس آب 2021 بدأت الاحتفالات في باكستان وكان الجميع في إسلام أباد يرون أن أفغانستان أصبحت لنا وتحت سيطرتنا لكنهم نسوا ما فعلته إسلام أباد مع الحركة بعد سقوط حكومتها الأولى بيد التحالف الدولي ضد الإرهاب ثم هم أيضا لم يدركوا أيديولوجية طالبان وطريقة تفكير الأفغان ولكن عندما قالت طالبان نحن دولة مستقلة لها سيادتها وسياستها الخارجية ترسمها مثلما تشاء غضبت إسلام أباد وتحت ذريعة أن طالبان الأفغانية تؤوي حركة طالبان الباكستانية بدأت تقصف وتستهدف السيادة الأفغانية بل اعتبر المسؤولون في الحكومة الباكستانية أفغانستان حليفة لإسرائيل والهند nbsp شفاعت علي خان الحوار الثنائي ربما يكون مجديا بدلا من الوساطات من جهته رأى الإعلامي الأفغاني ميرويس خان أفغان أن قرار طالبان بعدم المشاركة في اجتماع طهران كان صائبا للغاية وقال أفغان في تسجيل مصور على فيسبوك أول من أمس الأحد إن أجندة الاجتماع لم تكن مدروسة ولم تكن مناسبة موضحا أن هدف الاجتماع وأجندته كانت مناقشة أبعاد القضية الأفغانية والتباحث بشأن الاستقرار في أفغانستان في حين أنها مستقرة للغاية وجميعهم يعرفون ذلك وأضاف أفغانستان أكثر استقرارا من باكستان ومن الكثير من دول المنطقة ليس فقط في الجانب الأمني بل في الجانب الاقتصادي والمالي من هنا لا داعي لأن تأتي باكستان وبالتنسيق مع إيران وأن تعقد اجتماعا لمناقشة استقرار أفغانستان وهي مستقرة للغاية nbsp عدم مشاركة طالبان خسارة لكابول في المقابل اعتبر بعض المراقبين في أفغانستان أن عدم مشاركة حكومة طالبان في الاجتماع خسارة لكابول وضياع للفرصة وقال المندوب الباكستاني السابق لأفغانستان محمد آصف دراني في تصريح صحافي إن عدم مشاركة طالبان في اجتماع طهران إن دل على شيء فإنه يدل على عدم تمييز الحركة للألعاب السياسية وعدم فهمها للقضايا السياسية معربا عن أسفه لذلك قائلا إن سياسات طالبان تشير إلى أنها لا ترغب في حل المشاكل والتعامل مع دول المنطقة وهذا ما يراه أيضا المحلل الأمني الباكستاني شفاعت علي خان الذي قال لـالعربي الجديد إن كل الوساطات الرامية لحل الأزمة بين أفغانستان وباكستان فشلت في حل الأزمة وقد أدركت باكستان أن الأزمة مع أفغانستان ليست في صالحها وبالتالي هي تريد أن تستأنف الحوار معها معتبرا أن الحوار الثنائي ربما يكون مجديا بدلا من الوساطات وإسلام أباد تريد فتح الطريق إلى ذلك ومشاركة طالبان في اجتماع طهران كانت فرصة جيدة للحديث وبدء التعامل بشكل مباشر لكن يبدو أن طالبان ما زالت تتعامل بوصفها حزبا وليست حكومة تمثل الشعب بأسره وأوضح أن الوضع الأمني الحالي على الحدود بين الدولتين قد ينفجر في أي وقت ويتطلب النقاش والحوار الجاد بينهما وإلا فهناك لاعبون في المنطقة يسعون للاصطياد في الماء العكر وحالة التوتر السائدة تنفعهم ولا تنفع الدولتين الجارتين اللتين ترتبطان بعلاقات دينية واجتماعية وتاريخية وسياسية وأمنية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم