سلمان رشدي في الساعة الحادية عشرة خماسية عن اللحظة الفاصلة

٥٢ مشاهدة
قد يضيق الزمن على الإنسان في لحظة ما ويقترب من حده الأخير فتتقدم الأسئلة الوجودية الكبرى إلى الواجهة وتبدو الحياة كأنها تقف على عتبة نهائية وفي الثقافة الغربية يستخدم توصيف الساعة الحادية عشرة للدلالة على اللحظة الفاصلة قبيل النهاية مباشرة وهي اللحظة التي ينطلق منها سلمان رشدي في عمله السردي الجديد الساعة الحادية عشرة خماسية قصصية جوناثان كايب وراندوم هاوس 2025 ليغوص القارئ في عالم يختبر فيه أبطاله أقصى درجات التوتر الإنساني يكتسب هذا الإصدار أهمية خاصة كونه أول نص تخييلي يصدر للكاتب منذ الهجوم الذي تعرض له عام 2022 وأفقده البصر في عينه اليمنى قبل أن يستعيد القدرة على الدخول إلى فضاء المخيلة بعد إنهاء مذكراته السكين تأملات بعد محاولة القتل 2024 تتألف المجموعة من خمسة نصوص سردية تشمل قصتين قصيرتين وثلاث نوفيليتس لتشكل معا ما يسميه الناشر خماسية قصصية تنتقل أحداثها بين الهندnbsp وبريطانيا والولايات المتحدة وهي البلدان التي شكلت فضاء الكاتب الثقافي والمعرفي عبر مسيرته ورغم اختلاف سياقات الشخصيات تتشارك القصص كلها في نظرتها إلى الزمن عند لحظته الحرجة مستحضرة أسئلة النجاة والهوية والنهاية والبحث عن المعنى في مواجهة الموت المحتمل قصص تمزج الواقعي بالفانتازي وروح ساخرة تواجه المأساة في في الجنوب تتقاطع حياة رجلين مسنين مع مأساة وطنية عامة لتطرح أسئلة عن كيفية استيعاب الإنسان للنهاية الفردية والجماعية وفي موسيقية كاهاني تستعرض حياة بطلة موسيقية تواجه عالما من الثروة والامتياز والأنانية مع مزج بين الواقعي والفانتازي ومناقشة للعلاقة بين الفن والسلطة ويشير رشدي إلى أن الفكرة تدور حول قوة الموسيقى وتأثيرها المحتمل على الخير والشر في تذكير بأسطورة قارع المزمار التي تستغل فيها الموسيقى أحيانا لتحقيق الخير وأحيانا للانتقام أما متأخر فتمثل أول تجربة لقصص الأشباح عند رشدي يبدأ النص فجأة بجملة صادمة عندما استيقظ ذلك الصباح كان قد مات ليتطور إلى حكاية عن صداقة غير متوقعة بين شاب وشيخ في كامبريدج مع تركيز على فكرة المهام غير المنجزة والانتقام من الظلم وفي أوكلاهوما يستلهم رشدي عالم كافكا ليخلق شبكة من الخداع والتساؤلات حول موت أو اختفاء شخصية غامضة أما الرجل العجوز في الساحة فهي استعارة مكثفة عن حرية التعبير إذ يجسد الكاتب اللغة بصفتها امرأة لتأكيد قدرتها على التأثير والتفاعل في زمن يتصاعد فيه الخوف من الكلمة والانكشاف تتجلى في هذه الخماسية ملامح أسلوب رشدي المعروفة سرد متعدد الطبقات مزج بين الواقعي والفانتازي روح ساخرة تواجه المأساة من دون إنكار شدتها ومع تقدمه في السن وتجربته القريبة من الموت اكتسبت نبرته عمقا إضافيا يظهر في استحضار الجسد المعرض للأذى واستدعاء الذاكرة لترميم ما تكسر مع الزمن مع ترك مساحة للمفاجأة الإبداعية والاكتشاف أثناء الكتابة يشير رشدي في مقابلة مع WBUR إلى أن هذه القصص تتناول الوعي بالموت والإرث الفني وتطرح أسئلة حول كيفية مواجهة اللحظة الأخيرة سواء بالسلام أو بالغضب وهي نصوص عن الفرد في مواجهة النهاية وعن المخاطر التي تهدد الحضارة في البلدان التي عاش فيها الهند وبريطانيا وأميركا nbsp ويعد هذا العمل استمرارا لمسار بدأه رشدي في مذكراته السكين من مواجهة صريحة مع أثر الهجوم والاختلاف جوهري فالمذكرات نص غير تخييلي يعتمد على الشهادة المباشرة بينما تنتمي الساعة الحادية عشرة إلى الفن السردي التخيلي لتكون عودته الفعلية إلى الكتابة الإبداعية بعد الجرح واستعادة المخيلة التي ظن أنها أغلقت عليه وتؤكد المجموعة عبر موضوعات الموت والعدالة والفن واللغة قدرة الكاتب على طرح أسئلة وجودية وشخصية للمقاربة النقدية للحياة والموت من دون أن تتحول إلى نصائح مباشرة أو دروس أخلاقية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم