مشاورات عراقية ما بعد الانتخابات اتفاقات مبدئية واستثناء السوداني
٦٥ مشاهدة
خلال اليومين الماضيين تناوب قادة الأحزاب الفائزة في الانتخابات التشريعية العراقية التي أجريت الثلاثاء الماضي الزيارات والتهاني في أولى محطات بدء الحوارات من أجل تشكيل الحكومة الجديدة التي يودون أن تكتمل قبل انقضاء الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني في 8 يناير كانون الثاني المقبل وجرى تبادل الزيارات في إطار التوصل إلى اتفاقات مبدئية في سبيل تشكيل الكتلة الكبرى التي من المفترض أن تشكل الحكومة لكن اللافت أن اللقاءات استثنت الفائز الأول في الانتخابات وهو رئيس الحكومة في مؤشر اعتبره مراقبون أنه إعلان شبه صريح برفض منح السوداني ولاية ثانية وأجريت الانتخابات الثلاثاء الماضي لاختيار أعضاء البرلمان السادس في العراق وتصدر ائتلاف الإعمار والتنمية الذي يقوده السوداني في ثماني محافظات هي بغداد والنجف والقادسية وكربلاء والمثنى وميسان وذي قار وبابل وتوزعت المقاعد الـ329 في البرلمان الجديد وفق النتائج الأولية على النحو الآتي 47 مقعدا لائتلاف الإعمار والتنمية الذي يتزعمه السوداني و18 مقعدا لتحالف العزم بزعامة مثنى السامرائي و18 مقعدا لتحالف قوى الدولة بزعامة عمار الحكيم كذلك حصل حزب تقدم الذي يتزعمه محمد الحلبوسي على 36 مقعدا و29 مقعدا لائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وتسعة مقاعد لتحالف الحسم الذي يتزعمه وزير الدفاع ثابت العباسي nbsp وحصل الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني على 27 مقعدا وحزب بدر بقيادة هادي العامري على 21 مقعدا وتحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر على 14 مقعدا أما التحالف الوطني الكردستاني بزعامة بافل الطالباني فقد حصل على 18 مقعدا فيما حصلت الجبهة التركمانية على 7 مقاعد وهذه النتائج أولية قابلة للتغيير الطفيف nbsp وسرعان ما باركت جميع الأحزاب الانتخابات التي شاركوا فيها معتبرين إياها الأكثر عدالة والأقل من ناحية التزوير والتلاعب بالأصوات ودفعت الدعوة التي أطلقها رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان بالأحزاب إلى الإسراع بالحوارات لتشكيل الحكومة وجاء في بيان القضاء التشديد على ضرورة الإسراع بإجراء الحوارات والتفاهمات اللازمة من أجل تشكيل السلطتين التشريعية والتنفيذية ضمن السقوف الزمنية الدستورية المحددة nbsp على إثر ذلك جرت اجتماعات عدة من ضمنها لقاءات جمعت رئيس مجلس القضاء القاضي فائق زيدان برئيس جهاز المخابرات حميد الشطري وجرى التشديد وفق بيان رسمي على ترسيخ مبدأ سيادة القانون والحفاظ على المنجز الديمقراطي الذي تحقق للعراق في انتخابات مجلس النواب الأخيرة كذلك التقى الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري مع زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي فيما اجتمع أيضا الخزعلي مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وأكدا ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة والتقى الخزعلي زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم فيما أجرى زعيم تحالف الأساس محسن المندلاوي لقاء مع نوري المالكي هذه الاجتماعات وصفها قيادي في تحالف الإطار التنسيقي بأنها اللبنة الأساسية لتشكيل الحكومة الجديدة معتبرا في حديث مع العربي الجديد أن القوى السياسية والأحزاب الفائزة بالانتخابات تريد التوصل إلى تفاهمات مبدئية بشأن الاستحقاقات الانتخابية وهي الفرص في الحصول على المناصب وفق الأوزان البرلمانية وأكمل القيادي قائلا إن الاجتماعات الأخيرة التي ستستمر خلال الفترة المقبلة اجتماعات إطارية بمعنى أنها ستكون بين أطراف تحالف الإطار التنسيقي فقط ولا يبدو أن السوداني سيكون على رأس الفريق الذي سيشكل الحكومة ووفق مصادر سياسية فإن القناعة في عدم تجديد الثقة لمحمد شياع السوداني لولاية ثانية تسود أطراف التنسيقي منصب رئاسة البرلمان أما على صعيد الأحزاب السنية فإن الخلافات التي تتكرر على منصب رئاسة البرلمان لا تبدو أنها ستكون سهلة خصوصا بين حزب تقدم بزعامة محمد الحلبوسي وتحالف عزم بزعامة مثنى السامرائي لكن معظم الإشارات تفيد بأن حزب تقدم سيحصل على منصب رئيس البرلمان لكونه الفائز الأول على مستوى القوى السنية لكن طروحات زعيم الحزب محمد الحلبوسي في أنهم يريدون منصب رئيس الجمهورية الذي من المفترض أن يكون لصالح الأحزاب الكردية وفق عرف المحاصصة قد تعقد حسم ملفي رئاسة الجمهورية والبرلمان أيضا nbsp وكان الحلبوسي قد قال في مقابلة متلفزة أجريت قبل إجراء الانتخابات لا أحد يختار لنا نحن من نختار وإذا رأى المجتمع السني من خلال ممثليه أن رئاسة الجمهورية هي استحقاقه وأنها المكان الذي يرغب فيه العرب السنة فسنذهب باتجاهها أما إذا رأى المكون السني أن رئاسة البرلمان ستكون أكثر إنتاجا لهم وللبلد من رئاسة الجمهورية فسنمضي باتجاه رئاسة البرلمان ورد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وقال إن المنصب بات استحقاقا عرفيا للكرد لما يحمله من رمزية بعد معاناة الإقليم من حملات الأنفال والقصف الكيماوي وهو منصب رمزي وغير تنفيذي إلى حد كبير وأن رئيس البرلمان يتمتع بصلاحيات أوسع ضمن النظام السياسي القائم nbsp وفي ما يتعلق بمنصب رئيس الوزراء العراقي فقد لفت علي الفريجي عضو ائتلاف الأساس الذي يتزعمه نائب رئيس البرلمان الحالي محسن المندلاوي وينضوي ضمن الإطار التنسيقي إلى أن الأحزاب الشيعية وتحالف الإطار التنسيقي بشكل عام لن يجدد الثقة بالولاية الثانية للسوداني وهذا الأمر قد حسم مستكملا حديثه مع العربي الجديد بأن تحالف الإطار وبقية الأحزاب تفكر باستبدال السوداني بشخصية أخرى تكون على قدر حل المشكلات والأزمات الاقتصادية وأن هذا التوجه ناتج من المتغيرات الإقليمية بالإضافة إلى الضغط السياسي بدوره وجد الباحث في الشأن السياسي عبد الله الركابي أن العرف العراقي المعمول به بشأن تقاسم المناصب الرئيسية الكبرى الحكومة الجمهورية البرلمان ليس مقدسا كذلك أنه ليس دستوريا أو قانونيا بل خاضع للاتفاقات والتسويات بين الأحزاب بالتالي فإن إمكانية تبادل المناصب أمر وارد موضحا لـالعربي الجديد أن الكرد لن يتنازلوا عن رئاسة الجمهورية كما أن الأحزاب السنية عدا محمد الحلبوسي لن يتنازلوا عن رئاسة البرلمان في حين أن الأحزاب الشيعية متمسكة برئاسة الحكومة لكونها الأقوى بالإضافة إلى أن رئيس الحكومة هو القائد العام للقوات المسلحة ما يعني أن قرار السلم والحرب عادة ما يكون بين المكون السياسي الشيعي