ليبيا بين فوبيا التوطين وواقع الاستيطان

١٨ مشاهدة

ليبيا... بين فوبيا التوطين وواقع الاستيطان

مدونات

علي العسبلي

/> علي العسبلي كاتب وحقوقي ليبي وسجين رأي سابق. 12 نوفمبر 2025 + الخط -

يتصاعد في السنوات الأخيرة خطاب الكراهية ضدّ المهاجرين والوافدين في المنطقة والعالم، وليبيا ليست استثناءً من هذه الموجة. فوسط حالة الانقسام السياسي والعنف والفوضى المستمرّة، يعلو صوت بعض الليبيين الرافضين لما يسمونه التوطين، ويرفعون حالة الطوارئ، وكأنّ البلاد مُهدّدة بأن تتحوّل إلى مستعمرة جديدة للمهاجرين الأفارقة.

لكن السؤال البسيط الذي ينسف هذا الهوس، والذي طرحه عليّ صديقي الوهمي ذات مساء: هل ليبيا أصلًا قابلة للاستيطان؟

ليبيا اليوم بلد عبور لا بلد إقامة. لا أحد يرغب في البقاء فيها، حتى أبناؤها يغامرون بحياتهم في البحر هربًا من الجحيم، من الفوضى والمليشيات وانعدام مقوّمات الحياة الأساسية. كيف يمكن توطين أحد في بلد تحكمه البنادق لا القوانين، وتُدار فيه الحياة اليومية بالخوف والمصادفة؟

الغريب أنّ من يرفعون شعارات رفض التوطين هم أنفسهم مستوطنون تاريخيًّا، جاء أجدادهم من شبه الجزيرة العربية قبل مئات السنين واستقروا في شمال أفريقيا، ثم مع الزمن عرّبوا كلّ من في هذه الأرض. صار السكان الأصليون، الأمازيغ والتبو والطوارق وغيرهم أقليات في أرضهم، يُمنحون بعض الامتيازات كأنّها صدقة، ويُعاملون بوصفهم غرباء، تمامًا كما حدث مع السكان الأصليين في أميركا. وإذا طبّقنا المنطق ذاته، فعلى من يخافون من التوطين أن يعودوا إلى نجد والحجاز ويتركوا هذه الأرض لأصحابها الأوائل.

كيف يمكن توطين أحد في بلد تحكمه البنادق لا القوانين، وتُدار فيه الحياة اليومية بالخوف والمصادفة؟

من وجهة نظري، التي قد تزعج كثيرين، لا يختلف هذا التفكير كثيرًا عن الاستيطان الذي يجري في مناطق عدّة من العالم. فالمسوّغ واحد: حقٌّ ديني أو تاريخي مزعوم، ينتهي بطمس الهُويّة الأصلية واحتلال الأرض. كلاهما يبني شرعيته على رواية مختلقة، ويخاف من الآخر لأنّه يرى في وجوده تهديدًا لسرديته.

ومن المفارقات التي تفضح هذا النفاق، أنّ هؤلاء أنفسهم يفرحون حين يفوز مسلم أو عربي في انتخابات في أوروبا أو أميركا. يحتفون بـالمسلم

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم