ذاكرتي مليئة بالأشباح الكاميرا مساحة للتأمل

٧ مشاهدات
nbsp من جديد ها أنا في حمص مدينتي القديمة عائد لئلا ينال النسيان مني لأصنع لنفسي ذاكرة مما تبقى فتملأ الأشباح ذاكرتي يستهل أنس الزواهري فيلمه بهذه العبارة التي تكاد تلخص عملا يرثي من ذهب ومن بقي الزواهري مخرج ومنتج مستقل فلسطيني سوري مقيم في دمشق وأستاذ مادة السينما في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عبر ذاكرتي مليئة بالأشباح 2023 المشارك في الدورة 20 9 ـ 19 سبتمبر أيلول 2025 لشاشات الواقع متروبوليس بيروت يسلط الضوء على حياة أبناء المدينة العائدين إليها بعد التهجير والقصف والدمار فيروي كل منهم قصته المليئة بالرعب والمآسي الفيلم عن مدينة حمص وحال أبنائها بعد عودتهم إليها والعلاقة التي تجمعهم بها بالسرد تتشارك الشخصيات قصصها وأوجاعها فنتعرف إليها من خلال أصواتها وإلى المدينة وإلى ما أبقت الحرب منها يدخلنا في حالة تأمل نحدق بالوجوه وعيون أهل المدينة الذين يتعايشون مع ركام المنازل كأنه جزء منهم تقول إحدى الشخصيات عندما تسأل عن اختيار المتحدثين إنهم هم الذين تقدموا وتطوعوا لسرد قصصهم في هذه المعلومة دلالة على حاجة الناس إلى مشاركة وجعها مع الآخرين وإلى التواصل لا شك أن القصص وانتقاءها وطريقة سردها على لسان الشخصيات شديدة الأهمية والتأثير لكن بعض الأحاديث يمكن أن تكون محبوكة بطريقة أفضل ليس لافتعال التأثير بالمشاهد بل للخروج من بعض الكليشيهات في الحديث تنظر شخصيات مباشرة في العدسة كأنها تلقي عن كاهلها ثقل قصصها لحظات الاشتباك الحي المباشر بين الكاميرا والشخصيات رفعت من جرأة الفيلم ولعلها أنقذته من الرمادية التي تسوده اللغة الإخراجية اعتمدت على التناقضات الحياتية فصور الزواهري مشاهد الدمار بكاميرا ثابتة توحي بالسكينة بينما تروي الشخصيات أقسى اللحظات التي مرت عليها اختار أن يكون هناك تضاد بين الصوت والصورة في بعض المواضع ما يعكس حالة الشخصيات وعلاقتها بالمدينة تضاد بين حب الشخصيات الناس لها واستيائهم منها تعيد الصورة فيه تشكيل إدراكنا لمفهوم الثابت والمتحول باعتبار الثوابت تخضع للمتحرك فيها نسبة إلى قواعد الجدل فيفتح الفيلم بالصورة والصوت إمكانية تحول الثابت إلى متحرك أو إمكانية إعادة تشكيله باعتبار أن الثابت يمثل التعصب والانغلاق والتحديث يحث الفيلم بطريقة غير مباشرة على إمكانية تحول هذا الثابت أو ما اعتبرناه ثابتا إلى متحول أو إلى إمكانيات وآفاق أخرى nbsp nbsp اللقطة الأولى الطويلة توحي بالديناميكية الكامنة في المدينة لا ناس فيها عصافير لا توحي بالحرية أبناؤها مثقلون حمص التي اشتهرت بالضحك أهلها بائسون يتفحص المشاهد اللقطة لتتحول من مشهد إلى مساحة لإعادة النظر والتأمل في ما خلفته الحرب في نهج التضاد نفسه تكسر الكاميرا في اللقطة الأخيرة قيود الجمود وتتحرك بعد طول ثبات لتجول في شوارع حمص مع أصوات تناشد بأمل خجول ربما لا يكون محصورا بالمدينة هذه أمل بحياة أفضل أينما حلوا اعتماد اللقطات الواسعة يظهر حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمدينة فباتت أشبه بمدينة أشباح لم تكشف هذه اللقطات حجم الدمار فقط بل شكلت رمزا لحالة الشخصيات التي تتجول بين أزقتها في فراغ ووحدة يثقلان عليها رغم أن ذاكرتي مليئة بالأشباح يحمل في طياته وجع أبناء حمص وقصصهم طغت الرمادية عليه ليست الغاية توجيه الاتهامات إلى فئة معينة أو الإجابة عن سؤال دام عقودا هل كنت مع النظام أم ضده لكن لا بد من وضعه في سياقه السياسي فالفيلم أنجز قبل سقوط النظام وكما قال الزواهري في مقابلة كان ليأخذ شكلا مختلفا لو صور بعد سقوطه هذا يعيدنا إلى أهمية الصراع السياسي القائم آنذاك لكن أنس اختار عدم التطرق إليه وهذا خيار إخراجي مشروع مع ذلك هل كانت إضافة لقطة لبشار الأسد قبل انتهاء الفيلم قرارا صائبا دراميا فتارة يركز المخرج في لقطاته على إيصال مشاعر إنسانية كالوحدة والضياع ويجعلها محور الفيلم من دون التطرق إلى السياسة لا مباشرة ولا غير مباشرة والاكتفاء بأحاديث الشخصيات وقصصها وتارة يضع لقطة لبشار الأسد بدت كأنها أضيفت بلا مبرر درامي إذ لم يبن عليها مسبقا في كلام الشخصيات أو في نوعية اللقطات شكل الفيلم مساحة للمشاهدين بوقوفهم أمام الشخصيات والاستماع إلى شهاداتها فرصة لإعادة النظر في معتقداتنا كما يأخذ زاوية أخرى تتجاوز غايته الأساسية في نقل قصص الحرب لينطلق منها إلى أبعد مما تظهره الكاميرا إلى جرح المدينة وأهلها الذي يحاول الالتحام بطريقة أو بأخرى ذاكرتي مليئة بالأشباح حالة توثيقية فنية مهمة تبحر بنا إلى مدينة حمص وتؤرخ ما حل بها بعد الحرب وتصور كيف يحاول أبناؤها يوميا خلق حياة يطمحون إليها ورغم تساؤلات يتركها في زوايا إخراجية لا يمكن التغافل عن قيمته الفنية والتوثيقية nbsp nbsp في الدورة 20 9 ـ 19 سبتمبر أيلول 2025 لشاشات الواقع التي تنظمها جمعيةnbsp متروبوليس ـ بيروت أقامت سينماتيك بيروت ورشة للنقد السينمائي في السينما المعاصرة نتجت منها مقالات عدة منها ثلاث تنشرها العربي الجديد للمساهمة في نشاط ثقافي سينمائي شبابي والورشة مقامة بإشراف حرمون حمية والمنذر الدمني ومهدي عواضة من فريق سينماتيك بيروت

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم