نادر صدقة لـ العربي الجديد المواجهة مع الاحتلال حتمية
١٠ مشاهدات
يرى الأسير الفلسطيني المحرر نادر صدقة ابن الطائفة السامرية أن المواجهة حتمية مع الاحتلال الإسرائيلي نتيجة ممارساته ويعتبر صدقة الذي تم إبعاده إلى مصر ضمن شروط صفقة إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية خلال حوار مع العربي الجديد أن الفلسطيني الذي لا يجاهر بمقاومته للاحتلال ولا يعبر عن رفضه له علنا شخص ناقص في حريته وإنسانيته وفلسطينيته قضى نادر صدقة ابن مدينة نابلس التي تعد مركز الطائفة السامرية والذي كان يقود العمل المسلح لكتائب أبو علي مصطفى ــ الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال 22 عاما بعد حكم بالسجن ستة مؤبدات إذ اعتقل وهو في سن 27 عقب مطاردة استمرت عامين الاحتلال كان يطاردني لأنه يطارد في كل فلسطيني حدثنا عن الاتهامات التي كانت موجهة إليك والتي صدر بموجبها الحكم عليك بالمؤبدات الستة الاحتلال كان يطاردني لأنه يطارد في كل فلسطيني بدليل أن هناك خلفنا في السجون الآن ستة آلاف معتقل إداري من دون مخالفات ولا أي قضايا وهؤلاء لا يملك الاحتلال أسبابا لاعتقالهم وهم موجودون في السجن وهناك من يقضي أحكاما إدارية لمدة عشرة أعوام من دون تهمة وبالتالي لا يحتاج الاحتلال مسوغا لتقديم تهمة وهو يطاردني لأسباب عدة أهمها أنني إنسان ولكوني إنسانا فهذا يعني أنني أناقض إنسانية الاحتلال الذي يعتقد بفردانية إنسانيته ويحتكر الإنسانية ويعتقد أن كل المحيط غير اليهودي دون أو أغيار بمعنى أنني في شريعته دون آدمية شعب الله المختار أما السبب الآخر لمطاردتي فهو أنني حر وحريتي تعني نفيي لاستعباد الآخر والآخر يريد استعبادي لضمان وجوده ومن دون استعبادي لا يمكن ضمان وجوده أما السبب الثالث فهو أنني فلسطيني ولا يمكن لفلسطينية الفلسطيني أن تدوم وتعبر عن ذاتها طالما أن هناك كيانا صهيونيا وحركة صهيونية تمتلك أدوات الفتك والقتل كل من يتجاهل هذه العداوة بين الفلسطيني والصهيوني وكل من لا يصد ولا يعبر عن عمله ضد الاحتلال ولا يعبر عن رفضه علنا ناقص في إنسانيته وحريته وفلسطينيته مواجهة الاحتلال ليست خيارا ونحن هناك بوصفنا فلسطينيين لا نملك ترف الاختيار فالمواجهة حتمية ألم تدفعك هويتك الدينية بوصفك سامريا في فلسطين إلى تجنب المواجهة مع الاحتلال في جيبي ثلاثة جوازات سفر إسرائيلي وأردني وفلسطيني وكان بإمكاني أن أعيش حياة مرفهة لكنني فلسطيني وهذه الهوية تكفيني فأنا مواطن عربي القومية إسلامي الثقافة فلسطيني الجنسية كل مكوناتي الاجتماعية والثقافية عربية فلسطينية من هنا أنا متيقن أن الكيان الإسرائيلي سيزول يوما ما لأنه كيان معاد للتاريخ والجغرافيا والديموغرافيا وللروح لا يمكن أن يبقى ورغم أن المقاومة تدفع ضريبة مفتوحة على بحر من الألم والدماء فهذا لا يعني أن المقاومة تستطيع إنجاز كل ما تريد فهذا طريق طويل ودرب لا يمكن التنبؤ بنهايته في المستقبل القريب لكن خوضه فرض واجب على كل فلسطيني كيف ترد على لوم المقاومة واتهامها بالتهور والانتحار في عملية السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 أعتقد أن من يريد انتقاد المقاومة يجب أن تكون بندقيته على كتفه أنا لا أستطيع أن ألوم المقاومة التي تعيش تحت النار فيما يجلس من ينتقدها في غرفة مرفهة فالمقاومة تحفر بأظافرها وتصنع المعجزات أمام عدو لم تصمد أمامه دول كبرى ومخازن أسلحة ضخمة لكنني لا أريد تحريم انتقاد المقاومة لأن أي شيء قابل للانتقاد وحتى في زمن الحرب وأنا لا أخون من ينتقد ولكنني أطالبه بأن يخجل أحيانا وأن تكون مواقع الانتقاد مناسبة عملية السابع من أكتوبر كانت فعلا ثوريا خالصا وهناك زاويتين لرؤيتها فإما أن نراها من زاوية عمل مغامر استهدف أسر جنود إسرائيليين وفلت من عقاله وبالتالي أتى بنتائج وخيمة على الشعب الفلسطيني وهذه رؤية موجودة ولها من يتبناها وإما أن نعتبرها خطوة على طريق التحرير وهذه الخطوة كانت بمثابة قفزة لها ما بعدها من منطلق العمل على استمرار دوران عجلة العمل التحرري وهذا يعني من هذا المنطلق أنك اليوم في الأسفل وغدا وفق حركة تلك العجلة ستكون في الأعلى أنا هنا أقدم رؤية أخرى وهي أن السابع من أكتوبر حلقة ضمن سلسلة طويلة من الحلقات في مشوار التحرير هناك الآلاف من الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال ولم يعد لديهم أفق في الإفراج عنهم يمكن النظر إلى السابع من أكتوبر على أنه قدم إمكانية للاحتلال أن يجتاح غزة لكن من جهة أخرى ننسى أن هناك تحالفا حكوميا يمينيا متطرفا في إسرائيل لا يمكن أن يترك معادلة توازن الرعب الذي شكلته المقاومة في غزة قائمة وفكرة تدمير المقاومة في غزة كانت قادمة لا محالة سواء حدثت عملية السابع من أكتوبر أو لم تحدث في ظل هذه الحكومة وما فعلته عملية السابع من أكتوبر أنها فقط عجلت به الفرق في السابع من أكتوبر أن المقاومة استطاعت تحرير أسرى واستطاعت تحرير أكثر من 400 أسير مؤبدات وأحكام عالية كان الزمن قد تجاوزهم ونسيهم التاريخ حدثنا عن النفي بوصفه عقوبة تجاه الأسرى المحررين عبر إبعادهم عن أرضهم أنا عربي الهوى وفلسطين جزء من عروبتي ووجودي في أي بلد عربي أعتقد أنه جزء من هويتي بخلاف هذا أنا في مصر وأهل مصر وحنان مصر حلا بردا وسلاما على قلوبنا في هذه الغربة إن صح وصفها بالغربة ولكن دعني أقول إن الاحتلال يمارس اليوم كما هائلا من التهديدات والقمع على الأسرى المحررين الذين عادوا إلى الأرض الفلسطينية فهم يعيشون تحت سيف خطر الاعتقال وهناك منهم من تمت إعادة اعتقاله واليوم الاحتلال على سبيل المثال يعاقب أهل الأسرى المبعدين بمنعهم من الوصول إلينا وزيارتنا هل ستواصل المقاومة وما هي أدواتك في ذلك أنا أمارس المقاومة فعلا أنا هنا لأذكر أن هناك الآلاف من الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال ولم يعد لديهم أفق في الإفراج عنهم في المدى المنظور وسط اختلاف عن الوضع الذي كان قائما قبل السابع من أكتوبر فهؤلاء يتعرضون اليوم لأبشع أنواع التعذيب وتنهشهم الكلاب المسعورة يوميا