ليس في عالم الأحذية الكثير ليقال عنه إلا في حال التصاميم شديدة الغرابة خصوصا أنه لا يمكن التلاعب كثيرا بتصاميم الأحذية هذا إن أردنا الحديث عن الأحذية التي تنتعل فعلا في المناسبات المتعددة فكلها مقسمة إلى فئات إما تناسب الصورة النمطية المرسومة للرجل والمرأة أو حسب الوظيفة أي إما للمشي أو الركض أو الشؤون الرسمية أو العمل لا تخاطر العلامات كثيرا في التصميم خارج هذه الفئات إن أرادت البيع لكن هناك ما لا يتحدث عنه الناس كثيرا وهو الصوت نتحدث عن الصوت في عالم الأحذية كون شركة ON السويسرية تواجه دعوى قضائية جماعية سببها أن الأحذية الرياضية التي تنتجها ذات صوت مرتفع ومحرج أضاف نص الدعوى لا يوجد زبون منطقي سيشتري حذاء غاليا كهذا إن كان مضطرا إلى إجراء تعديلات بنفسه كي يتمكن من انتعاله والمقصود هنا تعديلات على الحذاء للتخفيف من صوت البلاستك في كعب الحذاء هذه الحادثة من عالم الأحذية تفتح الباب أمام احتمالات جديدة إذ يقاطع الجمهور العلامة ويقاضيها ما يعني أن على صناع الأحذية الحذر الآن الأمر الذي لا نعلم إن كان المصمم الفرنسي تيبو دينيس قد أخذه بعين الاعتبار فدينيس الذي صمم سابقا لديور ولوي فيتون يقدم اليوم مجموعة تحمل اسمه بالتعاون مع دار Birkenstock لإنتاج مجموعة خاصة من الأحذية ضمن مبادرة Ensemble 1774 علامة Birkenstock الألمانية شهيرة بإنتاجها للأحذية المريحة والصنادل المعروفة بأنها تصدر صوتا أثناء المشي بسبب الرطوبة والبلاستيك مع ذلك خاض دينيس المغامرة مقدما تصميمات لمجموعة أحذية استوحاها من متسلقي الجبال في السبعينيات قائلا إنه يحب فكرة تسلق المدينة حافظ دينيس على الشكل المميز لأحذية Birkenstock مستخدما القماش والجلد المتنوع ذاته ذاك الذي يحتاج إلى تنظيف دائم وهنا تأتي مفارقة تسلق المدينة فشوارعها المتسخة وأمطارها وغبارها كلها ستلتصق بالحذاء الذي لا يصنف حذاء رياضيا أو للمشي بل بحسب مصممه فإن الهدف منه خلق إحساس بالحركة وذلك عبر تدوير زواياه أبرز قطع المجموعة ما يسميه دينيس بـالبغل وهو حذاء مريح مصمم للمسافات الطويلة ويمكن ارتداؤه مع تشكيلة واسعة من الأزياء لكن يبقى سؤال التنظيف والصوت من دون إجابة خصوصا أن سعر الحذاء الواحد نحو 350 يورو بالمقابل فإن صفحات وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالفيديوهات التي تشرح كيف يمكن التخلص من الرائحة والأصوات التي تصدرها أحذية هذه العلامة دينيس أمام تحد كبير كونه أول مصمم ضيف في مجموعة Ensemble 1774 التي تصنف نفسها علامة فاخرة مع ذلك تبقى أسئلة الشكل والتصميم قائمة الكعوب العريضة التي يمتزج فيها الخشب والبلاستك والمطاط تبدو أحيانا غريبة لكن التركيز على الراحة والحركة والتنقل هو الهدف إضافة إلى أنها تكسر الصورة النمطية للأناقة الحادة والقياسية وتفتح الباب أمام التخفف من الجدية وربما هذا امتداد لتاريخ الأحذية التي تنتقل من عالم الرياضة مثلا إلى الحياة اليومية كما أحذية كرة السلة أو التنس تحاول علامة Birkenstock بدخول عالم الأزياء الفاخرة ترسيخ نفسها علامة أحذية يومية قادرة على إنتاج ما يعكس المال والسطوة وهنا رهان لا بد من الحذر منه خصوصا أن أحذية Birkenstock توصف بأنها للاستخدام شديد الاعتيادية كالمنزل والحديقة والحي ودخول عالم الأزياء الفاخرة مع الحفاظ على سعر منطقي وشكل واستخدام يومي لا يبدو مزيجا رابحا بهذا فإن المنافسة بلغت أقصاها سواء كنا نتحدث عن التصاميم الغريبة التي تقدمها علامة بالنسياغا أو الأناقة المفرطة التي نراها في أحذية كريسيتان لو بوتان أو سيرجيو فيراغامو هل تتمكن علامة الصنادل الشهيرة من دخول عالم الأزياء الفاخرة من دون ضجيج