أزمة الأخشاب وندرة مواد البناء تعيقان إيواء النازحين في غزة

١٣ مشاهدة
يشهد قطاع غزة واحدة من أزمات الموارد الأكثر تعقيدا في الأسابيع الأخيرة إذ يؤدي استمرار الحصار وإغلاق المعابر إلى نقص حاد في مواد البناء ومن بينها الأخشاب اللازمة لصنع الخيام التي تعد أحد أساسيات الإيواء المؤقت ومنذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة ومع تدمير آلاف المنازل وجد الناجون أنفسهم أمام تحد قاس إذ كيف يمكنهم إعادة بناء سقف أو جدار في ظل غياب المواد الأساسية ومع انقطاع خطوط الإمداد التجارية أصبحت مواد البناء سلعة نادرة تباع بأسعار مضاعفة تفوق قدرة غالبية العائلات ونتيجة الدمار غير المسبوق جراء القصف توجه كثير من السكان إلى إنشاء خيام بسيطة تعتمد على أعمدة خشبية تستخدم بمقابة هيكل يكسوه القماش أو النايلون في محاولة لتوفير مأوى غير أن هذا خلق طلبا كبيرا على الأخشاب حتى الأنواع الرديئة أو المستعملة منها يعيش النازح من حي الشجاعية سائد زهد 54 سنة مع عائلته داخل خيمة متهالكة في مدرسة تابعة لوكالة أونروا وهو يبحث عن الأخشاب في محاولة لتقوية الخيمة لكنه لم يتمكن من توفيرها بسبب سعرها المرتفع ويوضح لـ العربي الجديد أن الأزمات لا زالت تلاحق جميع النازحين إذ نواجه العديد من التحديات منذ اليوم الأول للعدوان والتي تفاقمت مع استمرار القصف والتدمير والنزوح والتجويع ويضيف زهد ما زلنا نواجه الآثار الكارثية للحرب بسبب استمرار المنع الإسرائيلي لدخول مواد البناء الأساسية عدم توفر الأخشاب بالكميات والأسعار المعقولة يهدد الآلاف خصوصا مع اقتراب حلول فصل الشتاء بينما لم نعد نحتمل آلاما إضافية فقد أرهقتنا الحرب واستنزفت مواردنا ويبرز تزاحم الناس على ورش النجارة الصغيرة التي لاتزال قائمة في محاولة لشراء أي قطعة خشب متوفرة ولو كانت من بقايا الأثاث أو الأبواب المتهالكة ومع نفاد مخزون الأخشاب يلجأ الأهالي إلى تفكيك الأبواب والنوافذ القديمة وحتى إطارات الأثاث لاستخراج ما يمكن استخدامه في تدعيم الخيام أو إغلاق الفتحات القائمة في الجدران المتصدعة نزح الفلسطيني محمد الشرفا من حي الدرج شرقي مدينة غزة إلى مخيم مؤقت قرب ساحة السرايا بعد أن دمر القصف بيته الأمر الذي أجبره على العيش داخل خيمة قماشية ويقول لـ العربي الجديد مع اقتراب حلول الشتاء والخوف من تسرب المياه إلى خيمتنا القماشية بدأت البحث عن الأخشاب لتركيبها أعمدة ودعامات وعلى النايلون لتغطية لكنني صدمت من اختفاء هذه المواد البسيطة أو بيعها في السوق السوداء بأسعار خيالية لا يمكنني توفيرها في ظل ظروفي المادية المتردية والتي يشاركني فيها غالبية أهالي القطاع ويوضح الشرفا أن عدم قدرته على شراء الأخشاب دفعه إلى البحث بين أنقاض منزله عن بقايا إطارات الأبواب ونقلها إلى نجار قام بتجهيزها كأعمدة مضيفا واجهنا صعوبات حتى في قص تلك الأخشاب القديمة إذ قمنا بنقلها إلى مكان بعيد والاصطفاف في طابور طويل عند النجار إذ باتت هذه الطريقة مقصد الكثير من الناس خلال الفترة الأخيرة بدوره يؤكد الفلسطيني خالد الجيار 34 سنة وهو عامل بناء متعطل من العمل أنه عمل لسنوات في تشييد البيوت والعمارات السكنية لكنه اليوم بات عاجزا عن ترميم خيمة تؤويه مع عائلته بسبب اختفاء الأخشاب وعدم قدرته على شرائها من السوق السوداء نتيجة ارتفاع الأسعار ويبين الجيار لـالعربي الجديد أنه لم يتوقف عن البحث لكنه يصطدم بالنقص أو الغلاء ويقول نحن محرومون من أبسط حقوقنا فبعد أن خسرنا بيوتنا ومصادر رزقنا بتنا عاجزين حتى عن إنشاء خيمة بسيطة رغم أننا ندرك أن الخيمة لا يمكنها أن تقي أطفالنا من البرد والأمطار معظم أهالي القطاع اتجهوا إلى الحلول البديلة لتدعيم الخيام مثل استخدام أعمدة معدنية صدئة أو بقايا الحديد المتوفرة أو حتى جذوع الأشجار المحروقة وجميع هذه المواد لا توفر الأمان الكافي أو العزل المطلوب ولن تصمد غالبية الخيام القائمة أمام الأمطار أو تحمي سكانها من البرد ولا يمكن فصل ما يجري حاليا في سياق الإيواء عن الأزمة الإنسانية الأشمل التي يعيشها سكان قطاع غزة فغياب الأخشاب ليس مجرد نقص لسلعة هامة بل هو انعكاس لانهيار كامل في سلاسل الإمداد ومظهر من مظاهر الحرمان الإسرائيلي المتعمد للمدنيين من أبسط مقومات الحياة إذ يهدد تواصل إغلاق المعابر بتفاقم الأزمات لتنضم ندرة الأخشاب إلى مصادر الألم في غزة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم