nbsp قراءة بيانات صحافية تصدرها إدارات مهرجانات سينمائية عربية تثير سؤالا عمن يكتبها خاصة في فقرات تكريم سينمائيين وسينمائيات فالغالبية الساحقة من تلك البيانات تحتاج إلى تحرير جذري بل إلى إعادة كتابة لجهل واضح في أصول الكتابة بلغة عربية سليمة لا تحتاج لغة البيانات إلى سيبويه أو ابن مالك بقدر ما تتطلب حدا أدنى من صحة القواعد ومفرداتها والأبرز إلغاء كل عبارات التبجيل والتفخيم الأقرب إلى تقديس ممل لمكرم ـ مكرمة وإن لم يكن هناك في تلك الإدارات من يعرف اللغة وصحتها فليكلف من يتقن كتابة صحيحة يفترض بها أن تكون واضحة في تقديم المعلومات ومكثفة لها في آن واحد فقرة التكريم مثيرة لضحك وسخرية مريرة فأقل ما فيها تبجيل يبلغ حد المبالغة أو يتجاوزها لمن يختار له تستخدم كلمات لا علاقة لها بمعلومات صحيحة ولا بالسيرتين الحياتية والمهنية للمكرم ـ المكرمة لشدة انغماسها بمفردات وتعابير نافرة في بيان وفي مقالة أيضا المأزق الآخر كامن في من يختار من العرب تحديدا فمعظم المختارين هؤلاء غير مقدمين فنا سينمائيا يستحق التقدير غالبا وكتبة البيانات يبجلون ويقدسون عن جهل أو تنفيذا لوظيفة هذا غير لاغ وجود كثيرين وكثيرات من هؤلاء لكن مهرجانات عربية عدة تصبو إلى شهرة ونجومية واستعراض فمسؤولوها يظنون أن هذه الثلاثية كفيلة بجذب عدد كبير من المتفرجين والمتفرجات الذين ليسوا مشاهدين ولا حتى متلقين سينمائيين معظم المختارين ـ المختارات العرب يعيشون في أمجاد سابقة إن يكن لهم لهن أمجاد أصلا خارج نجومية غير مرتكزة غالبا على نتاج مثمر وفعال ومفيد بينما السينما العربية أقله في ربع القرن الأخير تنجز أفلام كثيرة فيها لسينمائيين وسينمائيات شباب إنهم الغالبية فالأكبر سنا أقلية لا تزال تعمل بجد وصدق وفعالية يمتلكون جرأة الاختبار والتجديد وبراعة كسر المتداول وجمال الغوص في المحرمات أو ما يشبهها لكن ألن يكون هذا أهم من تكريم عابر سيقال إن التكريم محتاج إلى سيرة مديدة وحافلة بنتاجات شتى من دون أن تهتم جهات التكريم بالقيم السينمائية لتلك النتاجات سيقال إن أفلاما متفرقة لسينمائيين وسينمائيات عرب شباب تختار في مسابقات وبرامج وهذا وحده كاف فلهؤلاء عمر واشتغالات ولا يحتاجون إلى تكريم الآن ولعلهم يحصلون عليه لاحقا تكريم مهدي فليفل 1979 الفلسطيني الدنماركي في الدورة 25 28 فبراير شباط ـ 5 مارس آذار 2024 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة حالة استثنائية بمعناها الإيجابي يندر أن تتكرر في مهرجانات عربية تقدم نفسها بصفة دولية مع هذا هناك من ينتقد هذه الخطوة معتبرا ضمنا أن التكريم حكر على كبار السن وصنيع فليفل قليل وغير مستحق أي مهزلة التعليق على بيانات كهذه غير عابر فكيفية كتابتها نتاج لامبالاة بل عدم اكتراث بكل ما يصنع للسينما حول أفلامها أو ربما دليل تربية جماعية متوارثة تظن التبجيل والتقديس إعلاما لهذا المهرجان أو ذاك