مأساة آلاف الأفغان المرحلين من باكستان وإيران

٥٤ مشاهدة
في خضم المشاكل والعقبات التي يواجهها الأفغان المرحلون من باكستان وإيران صار العثور على فرصة عمل من بين أكبر التحديات خصوصا أن البطالة تتجاوز مسألة الحرمان من الاحتياجات الأساسية ومقومات الحياة إلى التسبب بمشاكل أسرية واجتماعية وباضطرابات نفسية في أحيان كثيرة وتعرض الأفغان العائدون من إيران وباكستان للترحيل من دون أن يتمكن معظمهم من أخذ مقتنياتهم أو مدخراتهم القليلة والتي كانت ستعينهم على تلبية احتياجاتهم لمدة أشهر على الأقل ويحتاج جميع العائدين إلى الطعام والملابس وأماكن إيواء دافئة تقيهم برد الشتاء وبعضهم يحتاج إلى الأدوية والعلاج عاد ذبيح الله بادشاه من باكستان حيث كان يقيم في مدينة فيصل أباد بإقليم البنجاب شرقي البلاد ويعمل في حفر الآبار ويمتلك أدوات الحفر مع شريكه الباكستاني يقول لـالعربي الجديد عندما بدأت الحملات الأخيرة للأمن الباكستاني ضد اللاجئين الأفغان لم أتمكن من جمع أموالي ومحتويات المنزل فبعت بعض الأغراض بثمن زهيد جدا وصرفت ما كان بحوزتي من مبلغ بسيط على امتداد طريق العودة من باكستان وخلال الأشهر الأولى لإقامتي في أفغانستان ويشير بادشاه إلى أنه بعد شهر استأجر منزلا في ضواحي العاصمة كابول وبعد عناء طويل عثر على وظيفة في أحد مطاعم منطقة كوتي سنكي غرب العاصمة ويقول كنت أغادر المنزل في الصباح الباكر لأن طريق الوصول إلى العمل كان يستغرق ساعة كاملة وكنت أبدأ الدوام وأنا شديد الإرهاق من جراء التنقل بواسطة الحافلات والسيارات وسط ازدحام شديد ويتابع كان يبقى من راتبي الشهري نحو عشرة آلاف أفغانية 150 دولارا أميركيا أدفع منها إيجار المنزل خمسة آلاف أفغانية ويبقى بحوزتي فقط نصف المبلغ لتأمين احتياجات أولادي مع العلم أن زوجتي كانت تعد بعض الحلويات وكان ابني يبيعها في الشوارع لكن كل ذلك لم يكن كافيا لتوفير متطلبات الحياة بعد فترة قررت ترك العمل من جراء الإرهاق وبعد المسافة ما أدى إلى تفاقم المشاكل المنزلية وضغوط الحياة خصوصا أن زوجتي تعاني من مرض السكري وهي بحاجة إلى الأدوية والرعاية الصحية ويقول لا أجد عملا إلا في المدينة التي تبعد ساعة عن منزلي في الضواحي ولا أحظى براتب أعلى مما كنت أكسبه أحاول البقاء خارج المنزل تفاديا للمشاكل مع زوجتي وأفراد عائلتي أحيانا ألازم المسجد وأحيانا أقضي وقتي مع الأصدقاء وأعود عند حلول المساء الحال ذاتها تعيشها عائلة قدرت الله محمود التي جرى ترحيلها من إيران لتمكث أياما في مخيم للاجئين عند الحدود الأفغانية الإيرانية قبل أن تستأجر منزلا في مدينة هرات غربي أفغانستان كان قدرت الله وشقيقه الأكبر يعيشان في منزل واحد وتمكن من العثور على وظيفة طاه في إحدى الشركات حيث يقوم كذلك بأعمال التنظيف ويقول لـالعربي الجديد عملي مريح وراتبي جيد كما أن صاحب العمل يطلب مني أخذ كميات الطعام المتبقية لأفراد أسرتي ويساعدني كذلك في احتياجات المنزل كان قدرت الله يدفع إيجار المنزل ويقسم كمية الطعام والاحتياجات بين أسرته وأسرة شقيقه لكن مع مرور الأيام طلب من شقيقه أن يدفع معه إيجار المنزل علما أن الأخير لم يكن قادرا على ذلك كونه يبيع الطماطم على عربة صغيرة بالقرب من منزله وهو مصاب بالتهاب الكبد الوبائي يقول أحد أقاربهما لـالعربي الجديد رغم طلب شقيقه منحه بعض الوقت ريثما تتحسن أحواله المادية فإن قدرت الله أصر على طلبه ووصل الأمر إلى حد الخلاف بينهما مع العلم أن شقيقه كان يعمل بالتجارة في إيران وكان يصرف على كل أفراد الأسرة بينما يقبع اليوم مع عائلته في منزل آخر وهو عاجز عن دفع قيمة الإيجار ويؤكد الناشط الاجتماعي حشمت الله ديندار لـالعربي الجديد أن الوضع المعيشي للعائدين من إيران وباكستان صعب جدا ويعد انعدام فرص العمل من أكبر التحديات ما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية وخلافات زوجية فضلا عن العنف الأسري وكذلك إصابة العديد منهم باضطرابات نفسية حادة ويدعو ديندار المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل دعم هذه الشريحة المهمشة في المجتمع الأفغاني

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم