موافقة شكلية لـ الدعم السريع على الهدنة للتغطية على الجرائم
١٢ مشاهدة
يتعرض الجيش السوداني لضغوط كبيرة محلية ودولية للقبول بالهدنة الإنسانية لمدة ثلاثة أشهر التي اقترحتها اللجنة الرباعية وتضم السعودية والولايات المتحدة ومصر والإمارات خصوصا بعد إعلان مليشيات الدعم السريع موافقتها على الدخول في الهدنة بينما لم تعلن الحكومة السودانية التي يقودها الجيش بعد موقفا قاطعا حيالها وقررت الحكومة إخضاع المبادرة لمزيد من النقاش وتكليف لجنة لإعداد رؤيتها حول تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ودعم العمل الإنساني وتحقيق السلام في البلاد بموازاة ذلك تبرز أيضا ضغوط داخلية ترفض مهادنة الدعم السريع وبينما يكتنف الغموض موقف الجيش من قبول الهدنة أو رفضها صراحة تتواصل المعارك بين الطرفين مع غارات بالطائرات المسيرة طاولت عددا من الولايات الخاضعة لسيطرة كل جانب وطرحت اللجنة الرباعية في 12 سبتمبر أيلول الماضي خريطة طريق لتسوية الأزمة في السودان تشمل هدنة لثلاثة أشهر تعقبها عملية انتقالية شاملة في البلاد تختتم خلال تسعة أشهر وشددت على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع قابل للتطبيق محذرة من أن الوضع الراهن يخلق معاناة غير مقبولة ومخاطر على السلام والأمن وخلال الأيام الماضية أجرى مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية مسعد بولس سلسلة من الاجتماعات والاتصالات لوضع اللمسات الأخيرة على مقترح الهدنة الإنسانية التي باتت تنتظر الآن موقف الحكومة السودانية مناورة الدعم السريع وأعلنت مليشيا الدعم السريع موافقتها على الدخول في الهدنة الإنسانية المقترحة قائلة في بيان الخميس الماضي إن موافقتها تأتي تلبية لتطلعات ومصالح الشعب السوداني ولضمان معالجة الآثار الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحرب وتعزيز حماية المدنيين وذلك من خلال استكمال بنود الاتفاق على الهدنة الإنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية وبصورة عاجلة لجميع الشعب السوداني وأضافت أنها تتطلع إلى تطبيق الاتفاق والشروع مباشرة في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات والمبادئ الأساسية الحاكمة للمسار السياسي في السودان لكن عقب ساعات من إعلان موافقتها على الهدنة شنت الدعم هجوما بالمدافع والطائرات المسيرة على أربع مدن خاضعة لسيطرة الجيش ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من المدنيين إذ طاولت الهجمات مدينة عطبرة بولاية نهر النيل ومدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان والدمازين بولاية النيل الأزرق ومدينة الأبيض بولاية شمال كردفان فيما استمرت حتى صباح أمس السبت بهجوم جديد على مدينة الأبيض nbsp وكان وزير الدفاع السوداني حسن داؤود كبرون قد قال في بيان عقب اجتماع لمجلس الأمن والدفاع السوداني الثلاثاء الماضي إن المجلس أكد الترحيب بالجهود المخلصة التي تدعو لإنهاء معاناة السودانيين التي سببتها الدعم السريع والتي تخوض حربا مع الجيش منذ 15 إبريل نيسان 2023 وأضاف أن المجلس شكر حكومة الولايات المتحدة ومستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس مبديا ترحيبه بأي جهد يسهم في إنهاء معاناة الشعب ولفت إلى أن المجلس قرر تكليف لجنة لإعداد رؤية الحكومة حول تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ودعم العمل الإنساني واستعادة الأمن والسلام في كل أرجاء البلاد كما أعلن الوزير في الوقت نفسه استنفار الشعب في إطار التعبئة العامة لمساندة الجيش والقضاء على الدعم السريع في موازاة ذلك تعج وسائل التواصل الاجتماعي في السودان بمنشورات مكثفة رافضة للهدنة مع الدعم السريع وأخرى مؤيدة لها ومطالبة بإنهاء الصراع من جهتها بدأت الدعم السريع الترويج بأن الجيش يريد استمرار الحرب ولا يكترث للضحايا في هذا السياق اعتبر مستشار قائد الدعم السريع الباشا طبيق في منشور على منصة إكس أول من أمس الجمعة أن قبولهم الدعم بالهدنة الإنسانية المقترحة يؤكد الموقفين العسكري والسياسي الراسخين حسب وصفه واللذين تستند إليهما قيادة الدعم السريع وأضاف أن هذا القبول يوضح بجلاء أيضا من هو الطرف الذي أشعل الحرب ويعمل على عرقلة كل المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إيقافها ومعالجة جذور الأزمة السودانية وتابع عليه فإن على المجتمع الدولي والشعب السوداني إدراك الطرف الذي يسعى لاستمرار الحرب وتحويل معاناة المواطنين إلى وسيلة لتحقيق أجنداته الخاصة ضغط داخلي وخارجي وشكلت المواقف الدولية والمحلية المؤيدة للهدنة إلى جانب موافقة الدعم السريع ضغطا إضافيا على الجيش وقد أعلن التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة صمود الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك دعمه خريطة طريق دول الرباعية والتي تبدأ بإقرار هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر في كافة أرجاء السودان ورحب التحالف في بيان أول من أمس بموافقة الدعم السريع على مقترح الهدنة داعيا الجيش السوداني إلى أن ينحو المنحى ذاته بما يضع حدا لهذه الحرب التي لا طائل منها من جهة أخرى قال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة على إكس أول من أمس إن الهدنة الإنسانية المقترحة في السودان تمثل فرصة نادرة لوقف القتال وحماية المدنيين وتخفيف المعاناة الهائلة وأضاف أن الأمم المتحدة ترحب بكل الجهود الصادقة التي من شأنها أن تخفف من معاناة الشعب السوداني وتجلب له الأمل وتابع نحث جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة لتغيير مسار البلاد وندرك صعوبة اتخاذ مثل هذه القرارات في أجواء الحرب الملبدة لكنها ضرورية لإنقاذ الأرواح واستعادة الثقة وأشار المبعوث الأممي الى أنه كل يوم يمر من دون ضبط للنفس يجلب مزيدا من المعاناة عائلات تهرب خوفا وجرائم تهز الضمير الإنساني وقد تتيح الهدنة المستدامة مساحة للحوار ومسارا سياسيا جادا وهو الطريق الوحيد نحو سلام عادل ودائم وشدد على أن الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحويل هذه الهدنة المقترحة إلى جسر حقيقي نحو السلام تأتي هذه الضغوط في ظل توعد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بالثأر لكل الشهداء الذين سقطوا على يد قوات الدعم السريع وآخرهم في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور الأيام الماضية التي بسقوطها الأسبوع الماضي بات كل إقليم دارفور غربي البلاد خاضعا لـالدعم وأكد في خطاب عقب اجتماع مع قادة عسكريين الأربعاء الماضي الاستمرار في قتال المليشيا المتمردة حتى القضاء عليها قريبا محمد محمود nbsp الدعم السريع تحاول تحويل الأنظار والاهتمام العالمي عن الفظائع التي ارتكبتها في مدينة الفاشر التغطية على الجرائم في هذا الصدد قال الصحافي السوداني محمد محمود لـالعربي الجديد إن الدعم السريع تحاول الاستفادة من الزخم الذي أحدثه مقترح الهدنة لتحويل الأنظار والاهتمام العالمي عن الفظائع التي ارتكبتها في مدينة الفاشر الأيام الماضية وما زالت ترتكبها في الخفاء على من تبقى في المدينة ومنذ استيلائها على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر تشرين الأول الماضي ارتكبت الدعم السريع مجازر بحق مدنيين وفقا لمنظمات محلية ودولية فيما أقر قائد قوات الدعم محمد حمدان دقلو حميدتي في 29 أكتوبر الماضي بحدوث تجاوزات في الفاشر مدعيا فتح تحقيق في هذا الشأن وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا في بيان أول من أمس من وضع إنساني حرج لآلاف العائلات النازحة من الفاشر في أعقاب أعمال العنف الأخيرة مضيفا أن وقال إنه في منطقة طويلة والمناطق المحيطة بها يعيش النازحون في ظروف قاسية للغاية دون طعام كاف أو مياه نظيفة أو مأوى أو رعاية طبية وفي بيان صادر عن 10 خبراء بالأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان قالت الأمم المتحدة أول من أمس nbsp إن قوات الدعم السريع ارتكبت فظائع جماعية تشمل القتل والعنف الجنسي ضد نساء وفتيات في مدينة الفاشر وفي البيان أعرب خبراء الأمم المتحدة عن بالغ قلقهم إزاء تقارير تفيد بارتكاب قوات الدعم السريع فظائع واسعة النطاق في مدينة الفاشر بما في ذلك قتل المدنيين واستخدام العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات وأشاروا إلى إفادات شهود عيان بأن قوات الدعم السريع قامت عند دخولها إلى ملاجئ النازحين قرب جامعة الفاشر باختيار نساء وفتيات تحت تهديد السلاح واغتصاب جماعي لما لا يقل عن 25 منهن كما قامت القوات بـإجبار ما لا يقل عن 100 أسرة نازحة على الفرار وسط إطلاق النار كما جرى ترهيب كبار السن بحسب البيان وكانت الأمم المتحدة أكدت الاثنين الماضي استمرار ورود تقارير موثوقة عن أعمال عنف ضد المدنيين في الفاشر بما في ذلك عمليات إعدام بإجراءات موجزة وعنف جنسي بعد مرور أكثر من أسبوع على سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر وأعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الاثنين الماضي اتخاذه خطوات فورية لجمع أدلة ذات صلة بالأنباء عن جرائم في مدينة الفاشر لاستخدامها بملاحقات قضائية وأعرب مكتب المدعي العام في بيان عن قلقه العميق وانزعاجه البالغ إزاء التقارير الواردة من مدينة الفاشر والتي تتحدث عن عمليات قتل جماعي واغتصاب وجرائم أخرى يزعم ارتكابها أثناء هجمات قوات الدعم السريع وأشار إلى أن هذه الفظائع تشكل جزءا من نمط أوسع من العنف الذي يعصف بإقليم دارفور منذ إبريل نيسان 2023 مضيفا إن ثبتت هذه الادعاءات فقد ترقى هذه الأفعال إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي المؤسس للمحكمة وتابع البيان في إطار التحقيقات الجارية يتخذ المكتب خطوات فورية فيما يتعلق بالجرائم المزعومة في الفاشر من أجل جمع الأدلة ذات الصلة وحفظها لاستخدامها في الملاحقات القضائية المستقبلية nbsp كما رأى محمود أن الجيش بالفعل يتعرض لضغوط كبيرة يواجهها بالصمت وعدم إصدار رأي واضح حول مقترح الهدنة التي باتت العديد من الدول والمنظمات وعلى رأسها الأمم المتحدة تدعمها لوقف المجاعات والمجازر في البلاد وفي رأي محمود فإن البرهان يتعرض لضغوط داخلية أكبر وليس أمامه إلا أن يطلب مهلة بصورة واضحة أو يرفض المقترح ويستمر في القتال حتى إضعاف الدعم السريع وجعلها غير قادرة على شن هجمات جديدة ثم فرض شروطه من أجل الموافقة على هدنة لا تظهر كانتصار للدعم وأوضح أن الجيش وحلفاءه يعلمون أن الهدنة وطول فترتها المقترحة بثلاثة أشهر ربما تصبح مدخلا لوقف إطلاق النار كما تؤدي وفق محمود إلى تحقيق ما تريده الدعم بوقف الأعمال العدائية وفي يدها ولايات إقليم دارفور الخمس وأجزاء من ولايات أخرى مثل جنوب وشمال وغرب كردفان ومن ثم المساومة بعملية سياسية تجعلها جزءا من المستقبل السياسي في البلاد مجدي عبد القيوم nbsp إعلان الدعم قبول الهدنة هو أمر يخص رعاتها الدوليين قبل الإقليميين من جهته رأى المحلل السياسي السوداني مجدي عبد القيوم في حديث لـالعربي الجديد أن محاولات فرض الهدنة نفسها تعتبر مرحلة من مراحل الحرب التي يشنها ما وصفه بـالاستعمار بغية نهب موارد وثروات السودان عبر وكلائه الإقليميين والمحليين وأضاف أن هذه الضغوط تأتي بعد العجز عن هزيمة الجيش السوداني لذلك وبعد نهاية المليشيا في الميدان لجأوا إلى الضغوط الدبلوماسية وبالتالي اعتبر أنه ينبغي على الجيش ومن خلفه الدولة كلها التعاطي مع مقترح الهدنة باعتباره فصلا من فصول الحرب ينبغي خوضها حتى نهاية الشوط ولا تملك مليشيا الدعم السريع وفق عبد القيوم أمرها أو إرادتها وكذلك ما أسماها ملحقاتها السياسية مثل تحالفات تأسيس أو صمود موضحا أن إعلانها بقبول الهدنة هو أمر يخص رعاتها الدوليين قبل الإقليميين وقال إن على الدولة الاستفادة من التجارب القريبة تاريخيا في مقاومة الاستعمار فلا تزال التجربة حية