عصابات الاحتلال صراع بالوكالة مع جواسيس إسرائيل في غزة
٥٩ مشاهدة
تجمع عصابات إجرامية معلومات عن المقاومة في غزة كما نشطت في عمليات خطف مطلوبين لجيش الاحتلال الإسرائيلي من بينهم الممرضة تسنيم الهمص ووالدها الدكتور مروان المختفيان بالطريقة ذاتها في نمط تكرر أثناء الحرب nbsp لم يخطر ببال الممرضة الغزية تسنيم الهمص أن نوبتها المسائية في النقطة الطبية بمخيم الأرض الطيبة غرب مواصي خانيونس ستنتهي مساء الثاني من أكتوبر تشرين الأول 2025 في مكان آخر غير منزلها فما أن همت بالمغادرة حتى توقفت شاحنة مدنية محملة بالأمتعة أمام المكان وبدت كأنها تقل عائلة نازحة وفي غضون دقائق قليلة تحول المشهد إلى عملية اختطاف محكمة نفذتها مليشيا متعاونة مع الاحتلال خرج أفرادها من الشاحنة وفق ما تؤكده عائلتها وشهود عيان اقتيدت الممرضة العشرينية إلى جهة مجهولة قبل أن يتبين لاحقا أنها معتقلة في سجن عسقلان الإسرائيلي في ظروف قاسية وجاءت هذه الحادثة بعد شهرين ونصف من اختطاف والدها الطبيب مروان الهمص مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة بالطريقة ذاتها أثارت حادثتا اختطاف الطبيب وابنته صدمة واسعة داخل عائلة الهمص لكن الأخطر أنهما لم تكونا معزولتين إذ تشير بيانات المكتب الإعلامي الحكومي التي حصل عليها العربي الجديد إلى تصاعد غير مسبوق في عمليات الخطف خلال النصف الثاني من العام الجاري بلغ ضحاياها نحو 300 مواطن بينهم 200 خطفوا من داخل مراكز المساعدات الأميركية ومئة آخرون في حوادث متفرقة nbsp نمط إجرامي متكرر ومنظم تتورط مجموعات إجرامية خارجة عن القانون تعمل تحت مظلة الاحتلال الإسرائيلي في عمليات الخطف في غزة خصوصا في المناطق التي انهارت فيها الخدمات الأمنية بفعل العدوان وكثافة القصف ما أوجد بيئة فوضى استغلتها تلك المجموعات بحسب ما يكشفه مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة والذي يعتبر أن الأرقام الصادمة تدل على نمط متكرر ومنظم لعمليات الاختطاف عمليات الخطف جرت بإسناد من جنود الجيش الإسرائيلي وجند الاحتلال خلال عام 2025 ست عصابات وسلحها وفي الوقت الحالي بقيت أربع منها نشطة وهي عصابات ياسر أبو شباب المتمركزة شرق رفح وحسام الأسطل الملقب أبو سفن في قرية قيزان النجار ومناطق جنوب وشرق خان يونس وتشمل التشكيلات المسلحة أيضا عصابة في شرق غزة تضم أفرادا من عائلة المنسي وأخرى تضم بعض المنتمين إلى عائلة حلس أما العصابة التي يتحدر قادتها وعناصرها من عائلة دغمش فجرى تفكيكها بعد مهاجمة أوكارها عقب وقف إطلاق النار في غزة إذ هاجمت قوة كبيرة من قوة رادع وهي وحدة خاصة شكلتها وزارة الداخلية في غزة لمكافحة التجسس والأنشطة غير القانونية مجمعا للعصابة في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة مساء الثاني عشر من أكتوبر الجاري وخاضت مواجهات مسلحة عنيفة معها استمرت أكثر من 6 ساعات انتهت بمقتل أكثر من 25 من عناصر العصابة بينهم حسام دغمش المسؤول الميداني في حي الصبرة وهو المسؤول المباشر عن اغتيال الصحافي صالح الجعفراوي كما اعتقلت رادع 60 آخرين وعثرت الأجهزة الأمنية على أسلحة وكميات كبيرة من التموين والسولار ومركبات دفع رباعي وأجهزة اتصال حديثة مربوطة بأنظمة مخابرات الاحتلال وذخيرة مصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي كانت تنقل إلى العملاء خلال الفترة الماضية وجرت مصادرتها وفق ما أعلنته رادع في بيان مقتضب كما تفتتت عصابة من المنتمين إلى عائلة جندية بعد اعتقال قادتها وعناصر منها واندمج الآخرون في عصابات أخرى بحسب مصادر أمنية متطابقة رفضت الكشف عن هويتها حتى لا يستهدفها الاحتلال والمشترك بين تلك العصابات أن قادتها ذوو سوابق جنائية وأمنية وغالبيتهم فروا من السجون مع اندلاع الحرب وبدأت أنشطتهم بسرقة شاحنات المساعدات وقطع الطرق قبل أن يتحولوا إلى جواسيس بيد الاحتلال كما هو الحال مع ياسر أبو شباب الذي كان موقوفا في قضايا مخدرات وتخابر والأسطل المحكوم بالإعدام لدوره في اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش بماليزيا عام 2018 قبل أن يعتقل لاحقا في غزة توصلت المصادر الأمنية إلى ضلوع العصابات في عمليات الخطف بعد التعرف على هويات بعض منهم في حوادث مختلفة منها واقعة اختطاف الممرضة تسنيم الهمص التي نفذتها مجموعة بقيادة شخص من خانيونس وهو عضو في عصابة الأسطل المتعاونة مع مجموعة أبو شباب وهو من سحب الهمص بالقوة إلى الشاحنة وتشير المصادر إلى أن هذا الشخص مرتبط بمخابرات الاحتلال الشاباك ومتورط بالتنسيق مع مليشيات أخرى في القطاع كما كشفت هويات سبعة عناصر من عصابات مسلحة شاركوا في خمس عمليات اختطاف وإطلاق نار إما من خلال اعترافات ميدانية أو التعرف عليهم أثناء التنفيذ وانتهت جميعها بتسليم المختطفين للاحتلال عمليات ميدانية بإسناد جوي إسرائيلي لم تكن عمليات الخطف في غزة مجرد اقتحامات خاطفة بل سيناريوهات ميدانية محكمة تجمع بين التمويه المدني والإسناد الجوي الإسرائيلي وفق إفادات المصادر الأمنية وروايات شهود العيان ويستعيد الغزي الثلاثيني أحمد نصر المقيم في خيمة بمنطقة فش فريش جنوب خانيونس مشهد اختطاف الطبيب مروان الهمص صباح 21 يوليو تموز الماضي قائلا لـالعربي الجديد إن مركبة دفع رباعي بيضاء بلا لوحات توقفت قرب سيارة تابعة لوزارة الصحة وترجل منها أربعة مسلحين بملامح عربية بدوية أطلقوا النار باتجاه استراحة صغيرة كان يجلس فيها الهمص مع مرافقه والصحافي تامر الزعانين الذي استشهد على الفور وحاول الهمص المقاومة فأطلقوا النار على قدمه قبل أن يحملوه عنوة إلى المركبة التي انطلقت بسرعة باتجاه محور صلاح الدين فيلادلفيا الخاضع لسيطرة الاحتلال ويعد تنكر أفراد من القوات الإسرائيلية أو أي جهة تعمل لصالحها بصفة مدنيين لاستدراج أشخاص واعتقالهم عملا يدخل في نطاق الغدر المحظور في القانون الدولي الإنساني وفقا للمادة 37 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف والقواعد العرفية التي أقرتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر إذ يستغل مظهر الحماية الذي يمنحه القانون للمدنيين لخداع الطرف الآخر وإذا أدى هذا السلوك إلى قتل أو جرح المستهدف مدنيا كان أو مقاتلا يعد جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بحسب توضيح ليما بسطامي مديرة الدائرة القانونية في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وفي حادثة أخرى يروي عبد الله يوسف من سكان منطقة الكتيبة غرب مدينة غزة تفاصيل عملية تنكر جرت في التاسع من مايو أيار الماضي حين نزل تسعة أشخاص بملابس نسائية من مركبة كبيرة محملة بالفراش والأغطية لتبدو كأنها تقل أسرة نازحة واقتحموا محيط منزل القيادي في المقاومة أحمد سرحان في خانيونس في محاولة لاختطافه لكن سرحان اكتشف أمرهم وفتح النار لتندلع اشتباكات استمرت سبع دقائق تخللتها غارات جوية إسرائيلية كثيفة غطت العملية وانتهت باستشهاده واختطاف زوجته وابنه وانسحاب المجموعة باتجاه خط التحديد شرق القطاع في هذه الوقائع يتضح عمل العصابات بدعم وإسناد جوي مباشر من الاحتلال بحسب الثوابتة مشيرا إلى أن الغارات المنفذة لتغطية عمليات الخطف أو الاغتيال تعد جريمة حرب مركبة تجمع بين القصف العشوائي واستهداف المدنيين عمدا ومن بين 300 حالة اختطاف وثقها المكتب سجلت أربعة حوادث هي الأخطر اختطاف الدكتور مروان الهمص أثناء جولته على مستشفى ميداني واختطاف ابنته تسنيم واختطاف زوجة وطفل الشهيد أحمد سرحان بعد مقتله إضافة إلى إعدام الصحافي والناشط صالح الجعفراوي في حي الصبرة في 12 أكتوبر تشرين الأول الجاري وفق غازي المجدلاوي منسق المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرا غير حكومي موضحا أن جميع المختطفين ينقلون مباشرة إلى داخل الأراضي المحتلة حيث يحتجزون في معسكرات أو قواعد عسكرية لفترات طويلة دون تهم أو تواصل مع ذويهم في ظروف توصف بأنها اختفاء قسري ممنهج ووفق بسطامي فإنه في حالة الطبيب مروان الهمص وابنته الممرضة تسنيم يشكل اعتقال العاملين في الوحدات الطبية دون أساس قانوني مشروع أو إساءة معاملتهم أو استغلال التخفي بصفة مدنية لسلبهم الحماية المقررة لهم انتهاكا جسيما لأحكام القانون الدولي الإنساني وجريمة بموجب نظام روما الأساسي فالعاملون الطبيون يتمتعون بحماية خاصة بموجب اتفاقيات جنيف ولا يجوز المساس بهم أو تقييد حريتهم nbsp وعدم تقديم معلومات عن مصيرهم أو عن أماكن وجودهم أو حتى رفض الإقرار بحرمان هؤلاء الأشخاص من حريتهم يعد اختفاء قسريا وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الجنائي الدولي nbsp خطف الباحثين عن المساعدات يقول صالح الهمص مدير التمريض في مستشفى غزة الأوروبي إن اختطاف الممرضة تسنيم الهمص التي لم تمارس أي نشاط سياسي يأتي في إطار محاولة ابتزاز والدها والضغط عليه لانتزاع اعترافات واصفا الحادث بالخيانة الإجرامية وأوضح أن العائلة وجهت رسالة احتجاج عاجلة إلى منظمة الصحة العالمية ومؤسسات أممية مطالبة بالتحرك للإفراج عنهما ومن بين أخطر أساليب العصابات العاملة تحت مظلة الاحتلال استغلال مراكز توزيع المساعدات كمصائد بشرية وفق الثوابتة فالشاب محمود عمر الذي اختطف برفقة 25 شخصا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في مركز تابع لمؤسسة غزة الإنسانية شمال رفح مطلع يوليو الماضي يروي لـالعربي الجديد كيف داهمهم مسلحون يحملون بنادق كلاشنكوف وأحاطوا بهم قبل اقتيادهم إلى مركز احتجاز يبعد نحو كيلومتر واحد فقط عن موقع التوزيع ويضيف عمر أن المجموعة تعرضت للضرب والإهانة والشتم قبل أن يحضر ضابط مخابرات إسرائيلي استخدم حاسوبا محمولا للتحقق من هوياتهم فأفرج عن عدد منهم بينما نقل خمسة شبان إلى جهة مجهولة بعد تقييد أيديهم وعصب أعينهم 200 ضحية خطفتها العصابات من مراكز المساعدات الأميركية شهادة أخرى يقدمها محمد الشاعر الذي كان بانتظار شاحنات المساعدات قرب مفترق موراغ في رفح خلال الشهر ذاته حين فتح مسلحون النار من مركبة قدمت من داخل المدينة ما دفعه وعددا من الشبان للاختباء في حفرة قريبة ويقول الشاعر سمعناهم يشتموننا وينعتوننا بكلاب حماس ويهددوننا بالقتل قبل أن يعودوا إلى داخل رفح المعزولة هذه الوقائع وفق الثوابتة تؤكد أن العصابات تستخدم المساعدات أداة لاستدراج المدنيين تمهيدا لاعتقالهم أو تصفيتهم تحت غطاء العمل الإنساني في نمط وصفه بأنه جريمة مزدوجة تجمع بين الخداع الإنساني والانتهاك العسكري nbsp جمع المعلومات عن المقاومة في 13 سبتمبر أيلول الماضي ألقى عناصر من المقاومة القبض على ثلاثة أفراد من عصابة تنشط في حي الشجاعية شرق مدينة غزة متهمين باختطاف مقاومين من المدينة وأعدموهم ميدانيا كما ينقل محمود مروان أحد شهود العيان قائلا وقف ملثم مسلح وقال أمام الناس هذا مصير من يتعاون مع الاحتلال هؤلاء من مجموعة المتعاون أبو جندية المختبئ شرق الشجاعية وسنصل إليه ونفذ عناصر المقاومة في مساء 13 أكتوبر تشرين الأول 2025 عملية إعدام أخرى شملت 8 أشخاص من عصابات الاحتلال الناشطة في حي الصبرة بعد انتهاء التحقيق معهم وثبات تورطهم في قضايا اختطاف وإعدام مقاومين وفق مصادر في وحدة رادع ذكرت أنه خلال الفترة بين يوليو تموز وسبتمبر أيلول الماضي اختطفت عصابات تابعة للاحتلال 5 مقاومين ثلاثة منهم وسط القطاع مضيفة أن هذه العصابات لا تكتفي بتنفيذ عمليات الخطف إذ نشطت مؤخرا في جمع معلومات للاحتلال عن أماكن أسراه وأنفاق المقاومة ويقوم أفرادها بتمشيط وتطهير منازل قبل دخول جيش الاحتلال إليها واستهدفتهم المقاومة في شهر مايو أيار الماضي بتفجير منزل مفخخ شرق رفح ما تسبب بمقتل وإصابة عدد منهم ولن تتوقف قبل القضاء عليهم وبالتزامن مع عملية غزة نفذت الأجهزة الأمنية عملية نوعيةnbsp في خانيونس جنوبي القطاع أعدم خلالها العميل أحمد زيدان الترابين الذي يعد الذراع الأيمن للمدعو ياسر أبو شباب وفق ذات المصادر وبحسب الثوابتة ما يحدث هو تطبيق للقانون وملاحقة من جندهم الاحتلال ولا يمكن وصف ذلك على أنه بداية لحرب أهلية خاصة أن ما يحدث يحظى بدعم ومباركة سكان القطاع مؤكداnbsp أن التهدئة تخلق فرصة لملاحقة العملاء والخارجين عن القانون وتصعب تحركهم وهو ما تؤكده مصادر أمنية في غزة متوعدة العصابات بعدم التوقف عن ملاحقتها ما اضطرها للفرار إلى شرق القطاع حيث المناطق التي تخضع لسيطرة الاحتلال إذ تتمركز شرق رفح عصابة المدعو ياسر أبو شباب وشرق خان يونس عصابة المدعو حسام الأسطل بينما سلم العشرات من عناصر المليشيات أنفسهم للأجهزة الأمنية