موسكو وواشنطن تثيران مخاوف سباق تسلح نووي

٥٥ مشاهدة
منذ إلغاء قمة الرئيسين الروسي والأميركي فلاديمير بوتين ودونالد ترامب التي كان متوقعا أن تجمعهما في العاصمة المجرية بودابست بالتوازي مع تعثر جهود التسوية في أوكرانيا وغموض آفاق الرقابة على الأسلحة مع قرب انتهاء مدة معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية ستارت 3 في فبراير شباط المقبل أصدرت موسكو وواشنطن في الفترة الأخيرة مجموعة من الإشارات تفيد بجاهزيتهما للعودة إلى سباق تسلح أشبه بـالحرب الباردة وعاد الكرملين أمس الأحد ليعتبر أنه لا حاجة لعقد قمة بين بوتين وترامب وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالة تاس الروسية للأنباء إن عقد اجتماع عاجل بين الرئيسين أمر ممكن لكن لا توجد حاجة لذلك في الوقت الحالي مضيفا أن عقد اجتماع عاجل أمر ممكن من الناحية الافتراضية ولكن في الوقت الراهن لا توجد ضرورة له مضيفا أن تسوية الأزمة الأوكرانية تتطلب دبلوماسية راسخة وليس لقاء وكانت صحيفة فاينانشال تايمز قد ذكرت في 31 أكتوبر تشرين الأول الماضي أن ترامب ألغى القمة بسبب إصرار موسكو على مواقف متعنتة بشأن أوكرانيا الاستعدادات الأميركية لإجراء تجارب نووية ستستغرق ما لا يقل عن عام نظرا لتقادم المعدات بميدان نيفادا وفي وقت أجرت روسيا في ظرف أيام معدودة تدريبات لقواتها النووية واختبارا لصاروخ بوريفيستنيك المجنح بعيد المدى الذي يعمل بالدفع النووي والغواصة المسيرة بوسيدون القادرة على حمل رؤوس حربية نووية وجه ترامب وزارة الحرب الأميركية بنتاغون باستئناف تجارب الأسلحة النووية فورا واعتبر وزير الحرب بيت هيغسيث أن استئناف التجارب النووية للولايات المتحدة خطوة مسؤولة سباق تسلح أم رسالة ردع مع ذلك أعرب خبراء عسكريون وسياسيون روس استطلعت العربي الجديد آراءهم عن قناعتهم بأن طلب ترامب إجراء تجارب نووية لا يعني بالضرورة ترجمته إلى تفجير ذخائر نووية على أرض الواقع معتبرين أن إجراء روسيا اختبارات لأحدث أسلحتها ليس من باب إطلاق سباق تسلح جديد بل شكل رسالة ردع قد تليها تهدئة والتوصل إلى حل وسط في مسألة مستقبل الرقابة على الأسلحة وأوضح رئيس قسم العلوم السياسية والاجتماعية في جامعة بليخانوف الاقتصادية الروسية أندريه كوشكين أن الاستعدادات لإجراء تجارب نووية تستغرق ما لا يقل عن عام نظرا لتقادم المعدات بميدان التجارب الأميركي نيفادا متوقعا في الوقت نفسه أن تجري واشنطن اختبارات وتدريبات على استخدام السلاح النووي بلا تفجيرات وحول ما إذا كان الأمر سيفضي إلى سباق تسلح جديد قال كوشكين الذي خدم لثلاثة عقود في الجيش السوفييتي والروسي ويحمل رتبة عقيد احتياط في حديث لـالعربي الجديد إن تصريحات ترامب بشأن الاختبارات النووية لا تعني بالضرورة إجراء تفجيرات لذخائر نووية على أرض الواقع خصوصا أن الاستعدادات لها قد تستغرق ما بين سنة وثلاث سنوات لتهيئة ميدان التجارب نيفادا الذي أجريت فيه خلال السنوات الأخيرة تجارب بلا انفجارات لذخائر نووية ولفت إلى أن الاختبارات النووية لا تقتصر على تجارب تفجير قنابل نووية بل تشمل أيضا محاكاة إجراء عمليات التفجير بواسطة أجهزة الحاسوب مشيرا إلى وجود عقبات أخرى أمام التجارب النووية الحقيقية مثل ضرورة الانسحاب الكامل من معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية بالإضافة إلى الأعباء الاجتماعية مثل حتمية خروج تظاهرات مناهضة لاستئناف التجارب النووية في الولايات المتحدة وأوروبا على حد سواء يشار إلى أن الولايات المتحدة وقعت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية في عام 1996 ولكنها لم تصدق عليها وأجرت واشنطن آخر تجربة نووية في سبتمبر أيلول عام 1992 وكانت عبارة عن تفجير تحت الأرض في موقع نيفادا للأمن النووي وفي أكتوبر 1992 فرض الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش الأب حظرا على إجراء المزيد من التجارب بقي ساريا على مدار الإدارات المتعاقبة وجرت الاستعاضة عنها بتجارب تستخدم محاكاة حاسوبية متقدمة كما أجرت في أكتوبر 2023 تجربة في ميدان تجارب نووية تحت سطح الأرض ولكن من دون استخدام ذخيرة نووية أما روسيا فوقعت على المعاهدة في عام 1996 أيضا وصدقت عليها في عام 2000 ولكن بوتين وقع في نهاية عام 2023 على قانون سحب التصديق على المعاهدة من جهتها لم تجر روسيا ما بعد السوفييتية أي تجارب نووية على الإطلاق الاختبارات النووية تشمل محاكاة إجراء عمليات التفجير بواسطة أجهزة الحاسوب تصعيد ما قبل انتهاء ستارت 3 وفي معرض تعليقه على دوافع روسيا لإجراء اختبارات لأحدث أسلحتها في الفترة الأخيرة قال كوشكين لا شك أن هذه التجارب لها علاقة مباشرة بإحجام الولايات المتحدة عن تأكيد قبولها تمديد العمل بمعاهدة ستارت 3 لمدة عام كما اقترح بوتين ولذلك سعت روسيا لتظهر أمام العالم أنها تملك أسلحة مثل بوريفيستنيك وبوسيدون تستطيع الوصول إلى أي مكان في العالم بلا وسائل لاعتراضها بدوره اعتبر الخبير في مكتب التحليل العسكري السياسي الأستاذ المساعد في قسم التحليل السياسي في جامعة بليخانوف الاقتصادية الروسية فاديم ماسليكوف أن اختبار صاروخ بوريفيستنيك أثار مخاوف الإدارة الأميركية نظرا لقدرته على التحليق لمسافات غير محدودة متوقعا أن تستخدم روسيا هذه الورقة ضمن المساومات بشأن شروط إبرام معاهدة جديدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية وقال ماسليكوف في حديث لـالعربي الجديد اختبارا بوريفيستنيك وبوسيدون أجريا من دون حشوهما بالذخيرة النووية رغم أنهما كليهما يعملان بالدفع النووي ما أثار مخاوف ترامب والمحيطين به خصوصا أن بوريفيستنيك قادر على اختراق كافة المنظومات للدفاعين الجوي والمضاد للصواريخ وشكك ماسليكوف في قدرة الولايات المتحدة على إجراء تجارب نووية في القريب العاجل مضيفا أطلق الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما برنامجا واسع النطاق لتحديث الترسانة النووية الأميركية إلا أنه لم يتم تحقيقه كما أعلن ترامب خلال ولايته الأولى 2017 2021 عن استعداده لإجراء تجارب نووية ما يعني أن هناك إرادة سياسية ولكن انعدام النتيجة يدل على غياب الإمكانيات التكنولوجية اللازمة وقلل الخبير من أهمية المزاعم بشأن انطلاق حلقة جديدة من سباق تسلح بين البلدين معتبرا أن الميزانية العسكرية الأميركية لن تتحمل أعباء جديدة في إطار أي سباق تسلح بين روسيا والولايات المتحدة خصوصا أن تكلفة تصميم وإنتاج الأسلحة الاستراتيجية تفوق كثيرا تكاليف الدبابات والطائرات ما يعني أن بوريفيستنيك وبوسيدون وغيرهما من الأسلحة الروسية قد تصبح ورقة مساومة روسية في المفاوضات حول إبرام معاهدة جديدة للحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية بعدما باتت ضرورة ملحة من جانب آخر رأى الخبير في مركز بحوث قضايا الأمن التابع لأكاديمية العلوم الروسية الباحث المتخصص في الشأن الأميركي قسطنطين بلوخين أن ترامب قد ينفذ وعيده بإجراء تجارب نووية على أرض الواقع في ظل الوضع الجيوسياسي الراهن ودخول الولايات المتحدة حربا باردة جديدة مع روسيا والصين في آن معا واعتبر بلوخين في حديث لـالعربي الجديد أنه لا ينبغي اعتبار تصريحات ترامب مجرد تهديد من أجل الاستهلاك الإعلامي بل قد يتم تنفيذه على أرض الواقع باعتباره يعكس الوضع الجيوسياسي الراهن ولكن حتى هذا السيناريو لن يشكل كارثة وذكر بأن التجارب النووية كانت جزءا لا يتجزأ من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق من دون أن تفضي إلى صدام مباشر بينهما وحول رؤيته للأسباب التي دفعت ترامب إلى الإعلان عن إمكانية إجراء تجارب نووية وما إذا كان ذلك من شأنه أن يطلق سباق تسلح جديدا قال أولا هذا رد فعل على اختباري بوريفيستنيك وبوسيدون والسعي إلى سد التأخر في مجال الأسلحة فرط الصوتية بإظهار القوة في فئات أخرى من الأسلحة ثانيا تسعى الولايات المتحدة لتحديث ثالوثها النووي بمكوناته البري والجوي والبحري ما يشمل إجراء اختبارات وثالثا هذه إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة دخلت حربا باردة جديدة ومنافسة بلا هوادة مع روسيا والصين في آن معا هذه المرة قسطنطين بلوخين ترامب قد ينفذ وعيده في ظل الوضع الجيوسياسي الراهن ودخول الولايات المتحدة حربا باردة جديدة مع روسيا والصين في آن وأثار الوعيد الأميركي بإجراء تجارب نووية حفيظة روسيا إذ ذكر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف يوم الخميس الماضي بأن موسكو وواشنطن فرضتا في تسعينيات القرن الماضي حظرا على التجارب النووية ووقعتا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية مع ذلك أقر بيسكوف بأن الولايات المتحدة هي دولة ذات سيادة يحق لها اتخاذ قرارات سيادية مستشهدا في الوقت نفسه بتأكيدات بوتين المتكررة أن روسيا ستتصرف حسب الوضع في حال مخالفة الحظر كما نفى أن يكون اختبار صاروخ بوريفيستنيك اختبارا نوويا معربا عن أمله أن يكون قد تم نقل المعلومات إلى ترامب بصورة دقيقة وكان بوتين قد أعلن أثناء زيارته إلى مستشفى عسكري في موسكو يوم الأربعاء الماضي أن اختبارات طوربيد بوسيدون أجريت من على متن غواصة مرجحا أن هذه المسيرة تحت المائية لن يكون لها قريبا مثيل في العالم من جهة سرعات وأعماق السير زاعما أنه لا توجد وسائل لاعتراضها علما أن تاريخ بوسيدون يعود إلى عام 2018 حين استعرض بوتين منظومة أطلقت عليها في ما بعد هذه التسمية موضحا أن هذه المركبات تحت المائية المسيرة ستكون قادرة على التحرك على عمق كبير بسرعة تفوق سرعة الغواصات والطوربيدات الحديثة بأضعاف وقبل ذلك بأيام عدة قدم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف إحاطة لبوتين أبلغه فيها باستكمال اختبارات صاروخ بوريفيستنيك الذي حلق لنحو 15 ساعة قطع خلالها 14 ألف كيلومتر ورغم أن اختبار بوريفيستنيك أثار حفيظة الغرب إلا أن روسيا اعتبرت أنه أجري مع مراعاة الالتزامات الدولية الروسية وبذلك تكون روسيا قد عملت في الأسابيع الأخيرة جاهدة على استعراض عضلاتها العسكرية والنووية إذ أشرف بوتين في الأسبوع قبل الماضي على تدريبات للقوات النووية الاستراتيجية الروسية بمشاركة عناصرها البرية والبحرية والجوية المعروفة مجتمعة باسم الثالوث النووي

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم