تفاهة الشر في ديارنا
تفاهة الشر في ديارنا
موقف /> ناصر السهلي صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة العربي الجديد في أوروبا. 31 أكتوبر 2025 | آخر تحديث: 01:03 (توقيت القدس) جنود الاحتلال قرب غزة، 29 أكتوبر 2025 (عمير ليفي/Getty) + الخط - اظهر الملخص - الشر يتكاثر في مجتمعاتنا، حيث أصبح القتل والطاعة العمياء مبررين باسم الدين أو القبيلة، مما يعكس مفهوم تفاهة الشر الذي صاغته حنّة أرندت.- في السودان وفلسطين، تتشابه الجرائم رغم اختلاف الأعلام، حيث تُبرر المذابح والقتل باسم العقيدة أو الانتقام، مما يعكس ثقافة الإفلات من العقاب.
- مواجهة الشر لا تتطلب فلاسفة أو ثوارًا، بل شجاعة التفكير ورفض الطاعة العمياء، وإلا سنظل نبرر القتل باسم جماعتنا ونفقد قدرتنا على الغضب الأخلاقي.
من اليمن إلى السودان، يتكاثر الشر في ديارنا العامرة كما لو كان جزءاً من المشهد العادي لا حدثاً استثنائياً. لم يعد الشر فعلاً شيطانياً نادراً، بل ممارسة متكررة تُبرَّر باسم الدين أو القبيلة أو الولاء للجماعة. ولعل الفيلسوفة الألمانية حنّة أرندت، حين صاغت مفهوم تفاهة الشر، لم تكن تتخيّل أن أفكارها ستجد هذا الصدى في مجتمعاتنا، حيث تتحوّل الطاعة العمياء إلى فضيلة، ويصبح القتل مجرد تنفيذ أوامر.
في السودان، كما في فلسطين، تتشابه الوجوه وتختلف الأعلام. جندي صهيوني يطلق النار على طفل في غزة لأنه آخر، ومقاتل في مليشيا يهاجم مستشفى في الفاشر لأن ضحاياه ينتمون للجهة الخطأ. كلاهما نتاج منظومة واحدة تُخدّر الضمير باسم العقيدة أو الانتقام، وتحيل الإنسان إلى أداة مطيعة للقتل. مذابح الجنجويد ليست طارئة على الجغرافيا السودانية؛ فمن مذبحة الضعين عام 1987 إلى أرمادتا عام 2023، يتكرر المشهد ذاته بوجوه جديدة. سقط نظام عمر البشير، الحليف الأول لتلك المليشيا، لكن ثقافة الإفلات من العقاب باقية، كما بقيت لجان التحقيق تستخف بالضحايا.
وفي ديار عربية أخرى لا يختلف المشهد كثيراً. فبعض السوريين قد يتحسسون حين يُقال إن جنجويد تفاهة الشر لا يختلفون عن أولئك الذين حاصروا وجوّعوا مدنهم، وقتلوا أبناء وطنهم تحت لافتة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على
