اليونان تعلن خطة بقيمة 2 5 مليار يورو لمواجهة الجفاف
١٣ مشاهدة
أعلنت اليونان اليوم الخميس خطة عشرية بقيمة 2 5 مليار يورو لمواجهة مخاطر نقص المياه خصوصا في أثينا والمناطق المحيطة بها إضافة إلى العديد من الجزر وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يجب أن نكون مستعدين لأسوأ الاحتمالات في إشارة إلى موجات الجفاف وسوء الأحوال الجوية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة وأضاف خلال الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس شركة إيداب إحدى أكبر شركات المياه العامة في اليونان قد تتساقط الثلوج وقد تمطر لكن الأمل ليس استراتيجية وتقدم إيداب خدماتها لنحو 4 4 ملايين نسمة في منطقة أتيكا التي تشمل العاصمة أثينا وضواحيها وفي ظل تراجع احتياطيات المياه خلال السنوات الأخيرة قدم وزير الطاقة والبيئة اليوناني ستافروس باباستافرو خطة طموحة مدتها عشر سنوات بقيمة 2 5 مليار يورو تهدف إلى تأمين موارد المياه في البلاد وتشمل الخطة مشروعا رائدا لتعزيز الخزانات التي تغذي شبكة مياه أثينا إضافة إلى إنشاء محطات تحلية في الجزر السياحية التي تعاني نقصا حادا في المياه خصوصا في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في عدد السكان بسبب النشاط السياحي وأوضح الوزير أن احتياطيات المياه في أثينا بلغت أدنى مستوى لها في السنوات الأخيرة مشيرا إلى أن الجفاف المطول في السنوات الماضية فاقم الأزمة وعلى نطاق أوسع أكد أن البيانات تظهر أنه بعد قبرص ستكون بلادنا الأكثر تعرضا للضغط المائي في جنوب أوروبا لافتا إلى أن الانعكاسات قد تطاول أكثر من نصف سكان اليونان وأضاف باباستافرو أن اليونان تحتل حاليا المرتبة التاسعة عشرة عالميا من حيث خطر نقص المياه مشيرا إلى أنه منذ عام 2022 انخفضت احتياطيات المياه في البلاد بنحو 250 مليون متر مكعب سنويا كما أشار إلى أن هذا التراجع ترافق مع انخفاض في معدل هطل الأمطار بنسبة 25 وارتفاع في معدلات التبخر بنسبة 15 سنويا وخلال موجة الحر الطويلة في صيف 2024 دعت شركة إيداب سكان العاصمة والمناطق المحيطة بها إلى ترشيد استهلاك المياه فيما وجهت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي دعوات يومية لرفع مستوى الوعي العام حول أهمية الحفاظ على الموارد المائية تأتي خطة اليونان لمواجهة الجفاف في سياق اقتصادي حساس تعيشه البلاد منذ أعوام إذ ما زالت آثار الأزمة المالية التي عصفت بها في العقد الماضي تلقي بظلالها على الاستثمارات العامة وقدرتها على تمويل مشاريع البنية التحتية الحيوية ومع تصاعد تأثيرات التغير المناخي على الموارد المائية في أوروبا الجنوبية أصبحت المياه أحد أبرز التحديات الاستراتيجية التي تواجه الاقتصاد اليوناني خصوصا في القطاعات المرتبطة بالسياحة والزراعة والطاقة تعد الزراعة اليونانية من أكثر القطاعات استهلاكا للمياه وتمثل نحو 85 من إجمالي الطلب المائي في حين تسهم بما يقارب 4 فقط من الناتج المحلي الإجمالي هذا الخلل بين الإنتاج والاستهلاك جعل القطاع عرضة لتقلبات المناخ ورفع من كلفة الإنتاج الزراعي بشكل كبير أما قطاع السياحة الذي يشكل ركيزة أساسية للاقتصاد اليوناني ويسهم بما يزيد عن 20 من الناتج المحلي فيواجه هو الآخر ضغوطا متزايدة خصوصا في الجزر التي تعاني نقصا حادا في المياه خلال موسم الصيف حين تتضاعف أعداد الزوار من الناحية المالية تمثل الخطة الجديدة التي تبلغ قيمتها 2 5 مليار يورو استثمارا استراتيجيا يهدف إلى الحد من الخسائر الاقتصادية الناتجة عن ندرة المياه وتحفيز النمو في قطاعات جديدة مرتبطة بالتكنولوجيا البيئية وتحلية المياه وإدارة الموارد المستدامة ومن المتوقع أن تمول هذه الخطة جزئيا من خلال قروض أوروبية وصناديق التنمية الخضراء التابعة للاتحاد الأوروبي ما يعزز التوجه الأوروبي نحو التحول الأخضر وتقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية المهددة كما ينظر إلى هذه الخطة على أنها محاولة لتأمين الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي على المدى الطويل من خلال تقليل المخاطر البيئية التي يمكن أن تعيق الاستثمار وتزيد من تكاليف المعيشة فارتفاع أسعار المياه وانخفاض توافرها ينعكسان مباشرة على الأسر والصناعات ما يجعل إدارة الموارد المائية قضية اقتصادية بامتياز وليست بيئية فحسب لذلك تجسد الخطة اليونانية الجديدة لمكافحة الجفاف تحولا في التفكير الاستراتيجي للدولة من إدارة الأزمات إلى التخطيط الاستباقي المبني على التكيف مع الواقع المناخي الجديد ولا تقتصر على معالجة مشكلة آنية تتعلق بنقص المياه بل تعد استثمارا طويل الأمد في الأمن الاقتصادي والبيئي للبلاد وفي ظل تصاعد آثار التغير المناخي وتزايد موجات الجفاف في حوض البحر الأبيض المتوسط تبدو تجربة اليونان نموذجا يمكن أن تحتذي به دول المنطقة التي تواجه ظروفا مشابهة ولا سيما في ما يتعلق بدمج السياسات البيئية في الخطط التنموية وإذا ما نجحت أثينا في تنفيذ مشاريعها خلال السنوات المقبلة فقد تصبح مثالا أوروبيا في التكيف مع ندرة المياه وضمان استدامة التنمية رغم القيود الطبيعية المتزايدة فرانس برس العربي الجديد