خاص ما حمله رئيس المخابرات المصرية من رسائل في زيارته إلى لبنان
٦٣ مشاهدة
التقى الرئيس اللبناني جوزاف عون مع رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد الذي وصل صباح الثلاثاء إلى العاصمة اللبنانية بيروت في زيارة مفاجئة وسط إجراءات أمنية مشددة وتأتي الزيارة بالتزامن مع زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان وبعد أيام قليلة من لقاء اللواء رشاد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة ما يمنحها بعدا سياسيا وأمنيا بالغ الحساسية في لحظة إقليمية متوترة وبحسب ما قاله مصدر مصري مطلع لـالعربي الجديد فإن بيروت تمثل أهمية قصوى في الحسابات المصرية وأشار المصدر إلى أن زيارة رشاد تأتي في إطار الدور الإقليمي النشط الذي تضطلع به القاهرة حاليا لإرساء السلام والاستقرار بالتنسيق مع الولايات المتحدة وعدد من الشركاء الإقليميين مضيفا أن لبنان جبهة أساسية في معادلة التهدئة خصوصا بعد التطورات الأخيرة في سورية والحدود الشمالية لذلك تسعى مصر إلى المساهمة في الحفاظ على استقرار لبنان ومنع انزلاقه إلى مواجهة مفتوحة والتقى رشاد كذلك مع رئيس الحكومة نواف سلام ومن المفترض أن يلتقي برئيس مجلس النواب نبيه بري لبحث ملفات أمنية وسياسية متشابكة تتعلق بالوضع على الحدود الجنوبية ودور الجيش اللبناني في تطبيق القرار 1701 وإمكان استئناف التنسيق العربي لدعم المؤسسات اللبنانية في مواجهة الضغوط الاقتصادية والأمنية وأفادت مصادر أن رشاد قد يلتقي قيادة حزب الله في اجتماع غير معلن ما يعزز الطابع السياسي العميق للزيارة ويرى مراقبون في القاهرة أن الجولة الحالية تمثل امتدادا للقاءات رشاد الأخيرة في القدس إذ يعتقد أنه يحمل رسائل مباشرة وغير مباشرة من إسرائيل إلى الجانب اللبناني تتصل بتفادي أي تصعيد عسكري جديد على الحدود خصوصا بعد تصاعد الاشتباكات خلال الأسابيع الماضية غير أن رواية أخرى متداولة في الأوساط اللبنانية تشير إلى أن اللواء رشاد يستطلع الموقف اللبناني من وساطة مصرية محتملة بين لبنان وإسرائيل هدفها تهدئة التوتر الميداني وإحياء آليات التفاهم القديمة على غرار ترتيبات ما بعد حرب 2006 وأكدت مصادر مصرية مطلعة لـالعربي الجديد أن القاهرة تسعى حاليا إلى توسيع نطاق تحركاتها الدبلوماسية في المشرق مستفيدة من مكانتها لدى مختلف الأطراف ومن اتصالاتها المفتوحة مع واشنطن وتل أبيب والعواصم العربية وأضافت أن مصر تدرك خطورة اللحظة الراهنة في لبنان وتتعامل مع الملف بوصفه جزءا من أمن الإقليم لا من زاوية العلاقات الثنائية فحسب مشيرة إلى أن التنسيق الأمني بين القاهرة وبيروت قائم منذ فترة طويلة وأن الزيارة تأتي ضمن مقاربة مصرية جديدة تهدف إلى منع تكرار سيناريوهات الفوضى التي شهدتها المنطقة خلال العقد الأخير وتشير مصادر لبنانية متقاطعة إلى أن زيارة رشاد جاءت بعد مشاورات مكثفة بين القاهرة وعدد من العواصم الغربية والعربية في محاولة لبناء جبهة دبلوماسية عربية موحدة تدعم الاستقرار في لبنان وتمنع تمدد التوتر من غزة وسورية إلى الحدود الشمالية لإسرائيل كما تأتي الزيارة في ظل تزايد التحذيرات من احتمال توسع العمليات العسكرية المتبادلة وارتفاع وتيرة الضربات الجوية في جنوب لبنان ما جعل من المبادرة المصرية واحدة من المساعي القليلة الجدية لتفادي الانفجار الشامل وقال المحلل السياسي المصري والخبير في الشؤون اللبنانية عمرو ناصف في تصريحات خاصة لـالعربي الجديد إن القاهرة تتعامل مع الملف اللبناني بواقعية وتسعى إلى الوصول إلى صيغة توافقية تحفظ استقرار لبنان وتمنع انزلاقه إلى مواجهة شاملة خصوصا بعد التطورات التي آلت إليها الأوضاع في سورية والتمدد الإسرائيلي في جغرافيا ثبت تاريخيا أنها جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي المصري موضحا تصوري الشخصي أن خطر ضياع فلسطين وما جرى ويجري في السودان وليبيا ثم في سورية كل ذلك يعني أن مصر ليست في مأمن أبدا من تداعيات الانهيار الإقليمي ومن ثم من الحماقة أن تحرق أوراق القوة القليلة التي ما زالت المنطقة تمتلكها وعلى رأسها حركات المقاومة وبحسب المصادر فإن توقيت الزيارة هدفه أولا الحد من مخاطر اتساع الحرب إذ أن تصاعد الضربات المتبادلة جنوبي لبنان في الأسابيع الأخيرة يرفع احتمال الاشتعال الشامل وهو سيناريو تسعى القاهرة إلى منعه إذ سيقوض ترتيبات اليوم التالي في غزة ويهدد خطوط الملاحة في شرق المتوسط وقناة السويس بصورة غير مباشرة وثانيا تثبيت مكاسب المسار الغزي حيث إنه منذ تغيير قيادة المخابرات المصرية في أكتوبر تشرين الأول 2024 وتولي رشاد المنصب خلفا لعباس كامل واصلت القاهرة دورها كضامن وراع للمسارات الأمنية مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية وزيارة بيروت تأتي بعد نشاط مصري مكثف شمل لقاء نتنياهو الأخير ما يوحي بسعي القاهرة لتفكيك ترابط جبهة الشمال مع غزة وبحسب المصادر فإن أجندة الزيارة شملت رسالة ردع متبادلة ومقاربة 1701 إذ من المرجح أن تنقل القاهرة إلى المسؤولين اللبنانيين تصورا عمليا لتثبيت قواعد الاشتباك والعودة الصارمة إلى مندرجات القرار 1701 وقف الأعمال العدائية ومناطق خالية من السلاح جنوب الليطاني ودعم دور اليونيفيل على نحو يمنع الانزلاق إلى مواجهة واسعة دون أن يفهم كإملاء سياسي على بيروت وذلك عبر قناة اتصال غير مباشرة مع تل أبيب حيث إن لقاء رشاد بنتنياهو قبل أسبوع وضع مصر في موقع الوسيط القادر على اختبار النوايا ونقل رسائل خطوط حمراء بين الطرفين خصوصا حول الاستهدافات العمقية ووتيرة الرد وبينما لم تعلن بيروت رسميا عن تفاصيل المباحثات يرى مراقبون أن القاهرة تعمل اليوم على صياغة دور أمني سياسي مزدوج فهي من جهة تنخرط بعمق في مسار اتفاق شرم الشيخ والمرحلة الثانية من ترتيبات غزة ومن جهة أخرى تتحرك باتجاه لبنان لتثبيت خطوط التهدئة الإقليمية ومنع تلاقي الجبهات وإذا ما نجحت الزيارة في فتح قناة حوار جديدة بين بيروت وتل أبيب عبر الوساطة المصرية فقد تشكل خطوة أولى نحو تثبيت هدنة غير معلنة تضمن مصالح جميع الأطراف وتخفف الضغط عن جبهة الجنوب اللبناني وكان السفير المصري في لبنان علاء موسى أكد أن زيارة رشاد إلى بيروت تندرج في إطار التنسيق السياسي والأمني وأن القاهرة تبذل جهودا للمساعدة في خفض التصعيد محذرا من أن اتساع نطاق الهجمات الإسرائيلية وتيرتها يتطلب اليقظة وهي تصريحات صدرت من قصر بعبدا nbsp وقبل الزيارة بأيام كان رشاد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 21 أكتوبر تشرين الأول في سياق مشاورات إقليمية أوسع حول ترتيبات وقف إطلاق النار والمسار السياسي التالي وتمنح هذه المعطيات زيارة بيروت وزنا إضافيا بوصفها حلقة ضمن مسعى مصري متزامن على جبهتي غزة والحدود اللبنانية الإسرائيلية