خطوات في الاتجاه الصحيح

٦٢ مشاهدة
منذ لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع مع قائد قوات سوريا الديمقراطية قسد مظلوم عبدي برعاية المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توم براك وقائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر في 7 أكتوبر تشرين الأول الجاري تسارعت خطوات التقارب بين الحكومة السورية وقسد بشكل ملحوظ على مستويي الاجتماعات الثنائية والتصريحات أعلن مظلوم عبدي في العاشر من الشهر الجاري أن قسد ستكون جزءا من المؤسسة العسكرية السورية ووزير الخارجية أسعد الشيباني قال إن الحكومة قادرة على حل مشكلة نحو نحو مائتي ألف كردي بلا جنسية وإلى جانب ذلك شكل إنهاء التوتر الذي ساد في شرقي حلب وفتح الطريق الرئيس الذي يصل مدينة حلب بمدينة الطبقة ومنها إلى الرقة ودير الزور ثم تسليم قسد معتقلين من عناصر قوات الحكومة إلى دمشق خطوة عملية باتجاه تعزيز الثقة بين الجانبين بدا واضحا منذ اتفاق 10 مارس 2025 أن التوصل إلى اتفاق نهائي مسألة وقت ليس إلا طالما أقر الطرفان منذ البداية أن حل الخلاف بينهما يجب أن يكون محصورا بالمستوى السياسي لا العسكري وبالتالي الاحتكام إلى لغة التفاوض وحدها وكان طبيعيا أن يأخذ الاتفاق أشهرا عدة حتى تظهر معالمه بشكل جدي فمسألة مصير قوات سوريا الديمقراطية وطبيعة النظام السياسي وآلية الحكم والسيطرة في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة مسائل شائكة تتطلب روية إضافة إلى محاولة اعتماد كل طرف على لعبة الوقت على أمل حدوث متغيرات محلية وإقليمية تصب في صالحه وإذا كان الحضور الأميركي خلال النصف الأول من هذا العام قد لعب دورا محبطا تجاه أي خطوة عسكرية ضد قسد من دمشق أو تركيا فإن الحضور الأميركي نفسه أخذ منذ أشهر قليلة يلعب دورا ضاغطا على قسد للقبول باتفاق ضمن وحدة الدولة السورية ودورا ضاغطا على دمشق لتقديم تنازلات تطمئن الأكراد حتى كتابة هذه السطور لا توجد تصريحات رسمية واضحة ومحددة حيال التفاهمات التي خرجت بها الاجتماعات الثنائية لكن تصريحات مسؤولين في قسد لوسائل الإعلام تؤكد أن الاتفاق تضمن بقاء قوات سوريا الديمقراطية كتلة موحدة تتألف من ثلاث فرق رئيسية تغطي مناطق الرقة ودير الزور والحسكة إلى جانب ألوية أخرى على أن تتبع قوات الأسايش الأمن الداخلي الكردي وقوات حماية المرأة وزارة الداخلية ضمن قوات الأمن العام السوري لتتولى مهام حفظ الأمن شرق البلاد nbsp كما تضمن الاتفاق تسلم الدولة السورية السيطرة الكاملة على المعابر وحقول النفط والدوائر المدنية من خلال موظفين يتبعون للحكومة وربما يكون بعضهم من الكوادر السابقة نفسها وأن يعاد تشكيل مجلس سورية الديمقراطية مسد حزبا سياسيا يمثل أبناء شرق سورية في العملية السياسية المقبلة لا تشكل هذه البنود حلا وسطا يرضي الطرفين فحسب بل والأهم أنها تشكل قاعدة يمكن البناء عليها لمواجهة أي خلافات ممكنة بين المكونات السورية لأنها تؤكد على الوحدة ضمن الدولة السورية المرجوة من جهة ولأنها تؤكد على التنوع وضمان حقوق الأقليات ومصالحها من جهة ثانية وبهذا المعنى أهمية التفاهمات هذه هي انعكاس لبراغماتية وعقلانية سياسيتين من كلا الطرفين وخصوصا من الحكومة السورية المطالبة أكثر من غيرها باعتماد لغة الحوار والتفاهم والتنازلات باعتبارها آليات أساسية في العمل السياسي خلال عملية بناء الدولة وتشكيل مجال سياسي حيوي يشارك فيه الجميع سيكون الإعلان المرتقب عن الاتفاق النهائي بين دمشق وقسد خطوة مهمة جدا على الصعيد الداخلي لأنه سينهي حالة التوتر الاجتماعي والسياسي ولأنه سيضع الخبرات الكردية على المستويات العسكري والسياسي والاقتصادي في يد الدولة ولأنه سيمهد لتفاهمات سياسية ـ قانونية قد تظهر نتائجها قريبا فإذا كانت التصريحات والتسريبات قد كشفت الجوانب العسكرية والاقتصادية من الاتفاق فإن المسائل السياسية الكبرى تبقى طي الكتمان حتى يحين وقتها

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم