إغلاق الحدود يشل التجارة بين باكستان وأفغانستان ويشعل الأسواق

٥٧ مشاهدة
يشهد الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان حالة توتر غير مسبوقة أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الجانبين قبل وقف إطلاق النار الأخير في الدوحة في الـ19 من الشهر الجاري وقد تسببت هذه الحالة المأساوية في توقف الحركة التجارية بشكل كامل منذ 11 أكتوبر الجاري وحتى الآن ولم تقتصر تأثيرات إغلاق الحدود على حركة البضائع والشاحنات المحملة باحتياجات الأسواق فحسب بل امتدت إلى معاناة آلاف التجار والسائقين والعمال الذين فقدوا مبالغ كبيرة من أموالهم كما خابت آمالهم بعد تصريحات الناطق باسم الخارجية الباكستانية حسين أندرابي الذي أكد يوم الجمعة الماضي خلال إيجاز أسبوعي أن الحدود ستظل مغلقة أمام حركة التجارة حتى يتحسن الوضع الأمني خسائر كبيرة وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة المشتركة بين البلدين خان جان ألكوزاي في حديث لوسائل الإعلام المحلية أول أمس الأحد إن الخسائر اليومية المباشرة للتجار لا تقل عن مليون دولار أما الخسائر غير المباشرة فهي كبيرة جدا وأوضح أنه قبل الإغلاق كانت نحو 2000 شاحنة تعبر يوميا محملة بأنواع مختلفة من البضائع لكن تلك الحركة توقفت منذ أسبوعين وهو ما شكل خسارة فادحة للغاية وأضاف ألكوزاي أن أكثر من 500 شاحنة كانت تحمل فواكه وخضراوات فاسدة بالكامل أتلفت في اليوم الأول من إعلان الإغلاق بينما لا تزال آلاف الشاحنات الأخرى متوقفة على جانبي الحدود وطالب بأن تفصل المسائل الاقتصادية والتجارية عن الخلافات السياسية والأمنية بين البلدين لأن لها تبعات كارثية على جميع المستويات وقال التاجر الأفغاني محمد أسلم خان لـالعربي الجديد إنه كان ينتظر يوميا فتح المنافذ الحدودية بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين أفغانستان وباكستان في الدوحة للسماح بعبور شاحناته العشر المتوقفة على الجانب الأفغاني لكنها بقيت عالقة بعد إعلان الخارجية الباكستانية الجمعة الماضي أن التجارة والترانزيت ستظلان معلقتين حتى إشعار آخر وأضاف كانت لدي خمس شاحنات محملة بالعنب والخضراوات كلها تلفت وتخلصت منها أما الشاحنات الحالية فمحملة بالمكسرات والسجاد ولا أمل في تحقيق أي ربح فقط أحاول الخروج من المأزق لأن علي دفع أجرة الشاحنات الباكستانية التي استأجرتها من الجانب الآخر رغم أنني خسرت الكثير بسبب فساد البضائع وأعلنت غرفة التجارة والصناعة الأفغانية في بيانها الصادر في 18 أكتوبر تشرين الأول الجاري أن الخسائر المالية التي لحقت بالتجار الأفغان بلغت نحو 700 مليون أفغاني قرابة 10 ملايين دولار حتى ذلك التاريخ مشيرة إلى أن الأرقام قد تكون أعلى بعد اكتمال الحصر شلل تجاري ويرى الخبير الاقتصادي الأفغاني معين الدين لـالعربي الجديد إن إغلاق الحدود خلف تبعات ثقيلة على الطرفين خصوصا التجار والعمال والسائقين وأشار إلى أن المتضرر الأكبر هو الاقتصاد الباكستاني في إقليمي خيبر بختونخوا وبلوشستان بينما في المقابل تسعى الحكومة الأفغانية لتنويع منافذها التجارية عبر إيران ودول آسيا الوسطى والصين وأضاف المزارعون الأفغان خسروا كثيرا لأنهم يزرعون من أجل التصدير إلى باكستان ومع الإغلاق تبقى المنتجات داخل البلاد وتباع بأسعار زهيدة أو تتلف في الحقول لعدم وجود مخازن تبريد أو جدوى من نقلها إلى السوق ومن جانبه يؤكد الخبير الاقتصادي الباكستاني محمد أرشد لـالعربي الجديد أن إغلاق الحدود لم يجمد التجارة فحسب بل عطل أيضا حركة الترانزيت ما انعكس على مختلف الشرائح الاجتماعية ويضرب مثالا بارتفاع سعر الطماطم في باكستان إلى 700 روبية للكيلوغرام 2 49 دولار بعد أن كان 59 روبية فقط 0 21 دولار ما يظهر مدى تأثر الأسواق بالشلل التجاري كما يوضح التاجر الباكستاني أصفر خان الذي يعمل قرب الحدود أن المنطقة الحدودية تعتمد كليا على الحركة التجارية وأن إغلاقها يجعل الشباب بلا عمل مضيفا حين تغلق الحدود تغلق حياتنا معها ولا يتبقى أمام الشباب سوى خيار الالتحاق بالجماعات المسلحة ومن الفئات المتضررة أيضا الباكستانيون العالقون في أفغانستان الراغبون في العودة إلى بلادهم إذ ارتفعت أسعار تذاكر الطيران بشكل كبير فعلى سبيل المثال قفز سعر تذكرة شركة كام إير من 160 دولارا إلى 500 دولار للاتجاه الواحد ما جعل العودة مستحيلة على كثير من العاملين في مجال التجارة وتستمر حاليا المرحلة الثانية من المفاوضات بين أفغانستان وباكستان في تركيا وتطالب الحكومة الأفغانية بأن تفصل باكستان الملفات السياسية والأمنية عن العملية التجارية وأن تنشأ آلية مشتركة لإدارة المنافذ الحدودية بمشاركة قطرية تركية منعا لاستخدام التجارة كأداة ضغط لما لذلك من تبعات ثقيلة على القبائل والشعوب في كلا البلدين

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم