قراءات أميركية لخطة ترامب الأولوية لاستدامة اتفاق غزة

٥٥ مشاهدة
تتعدد القراءات في الولايات المتحدة لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بوقف حرب غزة والصعوبات التي يمكن أن تواجهها وهو ما يشير إليه مسؤولون أميركيون سابقون ومحللون تحدثت معهم العربي الجديد بينهم المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية البروفسير وليام لورانس والخبير في الأمن القومي توم واريك نائب مساعد وزير الأمن الوطني الأميركي السابق وتجمع هذه القراءات بشكل أو بآخر على أن أسهل مراحل اتفاق غزة هي وقف النار المؤقت وتنفيذ عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين نظرا لعدم ممانعة طرفي القتال جيش الاحتلال وحركة حماس في وقف النار مؤقتا بسبب الإنهاك من جهة والضغوط الدولية على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الداخلية والخارجية من جهة أخرى إلا أنه بحسب رأيه فإن الشيطان لا يزال يكمن في الكثير من اتفاق غزة وبنوده العشرين التي هي عبارة عن خطوط عريضة تتطلب الكثير من البحث والنقاش والتفاوض ويحتاج تنفيذها إلى قدرات تمويلية ولوجستية وبشرية هائلة بينما تبقى كذلك عقبتان كبيرتان هما موافقة حماس على تسليم السلام ومناورات نتنياهو المعتادة وفي هذا الصدد رأى الدبلوماسي الأميركي السابق البروفسير وليام لورانس في تصريحات خاصة لـالعربي الجديد إن إطلاق سراح المحتجزين في غزة ضمن المرحلة الأولى من اتفاق غزة التي تم التوصل إليها يمثل تحولا كبيرا في المفاوضات لكنه شدد على أن خطة ترامب المكونة من 20 نقطة هي ليست خطة سلام أو اتفاقا أمنيا وإنما مجرد إطار للتفاوض ومجموعة من الأهداف والمبادئ تعيد الأطراف إلى مناقشات سابقة محذرا من أن التحديات السياسية والأمنية لا تزال تعيق التقدم نحو حل مستدام وأن هناك العديد من الأسئلة الرئيسية أحدها حول كيفية أن يتماشى الخفض التدريجي لأسلحة حماس مع الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية إضافة إلى قضايا أخرى متعلقة بالحكم السياسي وترتيبات الأمن التي يجب التفاوض بشأنها nbsp توم واريك الفارق بين اتفاق يناير والاتفاق الحالي هو هزيمة إيران وفي هذا السياق قارن لورانس بين مفاوضات وقف النار الحالية ومفاوضات يناير كانون الثاني 2025 قائلا إن ما حدث بين يناير والآن هو أن إدارة ترامب أجبرت اليوم إسرائيل على ترتيبات كانت إدارة جو بايدن تتفاوض بشأنها لكنها فشلت في تنفيذها معتبرا أن الأطراف تستمر في العودة إلى الترتيبات القديمة مثل نشر القوات وغيرها وأضاف يبدو الأمر أكثر ارتباطا بالخطة القديمة عندما تتحدث الأطراف عنها وأقل اقترابا من نقاط خطة ترامب العشرين وأشار إلى أن ما تحقق من الخطة الجديدة حتى اللحظة هي نفس الأفكار التي حدثت في اتفاق يناير 2025 مع فارق إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة هذه المرة وبرأيه فإن هذا الأمر يعد تطورا مهما بارزا مقارنة بالمفاوضات السابقة في يناير وهو لم يتم نتيجة المفاوضات بقدر ما جاء بسبب تغير الظروف على الأرض وقال حول ذلك إن السبب الرئيسي هو أن حماس وجميع الأطراف الأخرى استنتجوا أن الرهائن لم يعودوا ورقة ضغط بل أصبحوا عبئا لذا احتاج المدافعون عن المصالح الفلسطينية إلى البحث عن أوراق تأثير وتفاوض أخرى نقاط قابلة للتطبيق في اتفاق غزة رغم ذلك أعرب لورانس عن أمله في إحراز تقدم وباعتقاده فإن الهدنة جيدة وقد تؤدي على الأقل إلى تقليل عدد الضحايا لكن معظم العمل لم ينجز بعد وفق تعبيره وفي هذا الصدد أبدى تفاؤلا حذرا بشأن تحقيق عدد من نقاط اتفاق غزة خلال الأيام والأسابيع المقبلة تشمل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى والنقطتين المتعلقتين بالمساعدات الإنسانية مؤكدا في الوقت ذاته أن النقاط الأخرى مثل نزع سلاح حماس أو انسحاب إسرائيل معقدة للغاية ولم تناقش بعد وبرأيه فإن من يعتقد أن حماس ستتخلى بسهولة عن سلاحها أو أن إسرائيل ستغادر غزة فورا لا يفهم مواقف الطرفين موجها انتقادات لتركيز إدارة ترامب الكبير على الأجوبة الاقتصادية على حساب الترتيبات الأمنية والسياسية وشدد من ناحية أخرى على أن الضغوط الدولية والعربية إلى جانب التغييرات في الرأي العام الأميركي قد تكون حاسمة لضمان احترام اتفاق غزة وتحقيق تقدم نحو حل مستدام أما أهم شيء فهو أن ترامب بات يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول بوقف النار بينما جاء الضغط على حماس من مصر والدول العربية الأخرى موضحا أن عوامل عدة ساهمت في ما تحقق حتى الآن وتشمل رغبات ترامب وضغوط الرأي العام الإسرائيلي ودعم الدول العربية والاعتراف الأوروبي المتزايد بفلسطين مذكرا أيضا بـالتغييرات التي طرأت داخل حركة ماغا حركة ترامب لنجعل أميركا عظيمة مجددا في الولايات المتحدة التي أصبح نصف أنصارها إضافة إلى أغلبية مؤيدي ترامب تحت سن الأربعين يرون أن الحرب في غزة هي إبادة جماعية ويريدون إنهاءها ولذلك فقد أعرب عن اعتقاده بأنه إذا انتهك نتنياهو وقف إطلاق النار كما فعل في مارس آذار الماضي بحجج واهية فستكون هناك طرق غير مسبوقة وضغوط أكبر عليه مبديا تخوفه في الوقت ذاته من طبيعة ترامب الذي يركز على الضجة الإعلامية أكثر من استدامة الاتفاق وقال ترامب ليس شخص التفاصيل تهمه التقارير الإعلامية أكثر من استدامة الاتفاق بدوره اعتبر الخبير في الأمن القومي توم واريك الذي عمل سابقا نائبا مساعدا لوزير الأمن الوطني الأميركي في تصريحات خاصة لـالعربي الجديد أن التقدم في مفاوضات غزة يمثل خطوة إيجابية لكنه شدد على أن التحديات الكبيرة التي تواجه تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة تتطلب تعاونا دوليا واسع النطاق وإرادة سياسية قوية مشيرا إلى أن الزيادة الكبيرة في المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المحتجزين والاتفاق على وقف النار كلها تطورات مرحب بها للغاية لكن نجاح الخطة يعتمد بشكل كبير على تخلي حماس عن أسلحتها وهو أمر قد لا توافق عليه بحسب اعتقاده كريس لابيتنا نتنياهو يواجه ضغوطا لكنه قد يبحث عن طرق للحفاظ على سيطرة إسرائيل على غزة والضفة وهو لا يريد سلاما حقيقيا مع الفلسطينيين وبرأيه فإن الشرط الأساسي للمضي قدما هو أن تتخلى حماس عن أسلحتها ما يدور حوله شكوك وأوضح لقد رأينا علامات كما رأى الجميع تشير إلى أن حماس تحاول الاحتفاظ بما تسميه أسلحة دفاعية لكن حتى هذه لن يسمح بها معتبرا أنه من المهم لنجاح خطة ترامب أن تكون الدول مستعدة لتقديم الآلاف من قوات حفظ السلام لتوفير الأمن لكل من الغزيين والإسرائيليين ولبدء الإعمار المادي والاجتماعي في غزة ولفت إلى أن هذا الأمر قد يحتاج إلى المضي قدما بغض النظر عما تفعله حماس مع فكرة أن الهيئة الدولية الانتقالية لغزة يمكن أن تتولى المناطق التي لا توجد فيها حماس حال رفضها الخطة الحالية nbsp ويعمل واريك زميلا أقدم في مبادرة أدريان للأمن القومي في برنامج الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي وكان عمل سابقا على ملفي إيران والعراق إبان عمله في الخارجية الأميركية وحول الفارق هذه المرة بين خطة فريق ترامب والخطط السابقة والتي شارك في إعداد إحداها واطلع على البقية قال الأمر ليس سهلا كنت جزءا من مجموعة كتبت خطة سيناريوهات ما بعد حرب غزة في مايو أيار 2024 وهناك خطة دولة الإمارات في يوليو تموز 2024 وهناك خطة وزارة الحرب الأميركية البنتاغون في أكتوبر 2024 وهناك خطة في البنتاغون لا تزال في خزنة ما وتصف كيف يجب أن يتم تجميع قوة الأمن الدولية لذلك نعم هذه الأفكار موجودة منذ فترة ولكن الفارق اليوم هو أنه يبدو أن شيئا يحدث بالفعل كثيرون منا يرون أن لدينا كل هذه المناقشات حول الأفكار لكن حتى يدعم الرئيس الأميركي إحدى الخطط فإن الأفكار تبدأ مناقشتها بجدية أما السؤال الأهم الآن فيتعلق برأيه بنوع الحوكمة الدولية لغزة بمشاركة مباشرة من لجنة فلسطينية من غير أعضاء حماس لذا يجب أن نبدأ الآن في التركيز على أسئلة مثل ما حجم الميزانية من أين ستأتي الأموال من سيساهم بالقوات لهذه القوة الأمنية الدولية وأوضح أن فشل الخطط السابقة ارتبط بما إذا كان الرئيس الأميركي سيلتزم بتنفيذ خطة للسلام وكان بايدن يعارض حينها فكرة وجود قوات أميركية على الأرض في غزة وكذلك ترامب لكن حاليا ترامب التزم بهيبته الشخصية برئاسة مجلس السلام بطريقة تعطي الدول الأخرى ضمانات بأن اتفاق غزة هذه المرة سيحظى بدعم الولايات المتحدة وفي ما يخص دور ترامب والمدى الطويل الذي قد تستغرقه المفاوضات بما قد يعقد رؤيته أو يغير موقفه رأى واريك أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مبعوث سلام ناجح وبالتالي هو وفريقه يتولون إدارة التفاصيل بينما يتولى الرئيس الصورة الكبرى العامة لكن هناك بعض الاختلافات على رأسها أنه مثلا في الإدارات السابقة كان الرئيس يلجأ أحيانا إلى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يو أس أس إيد للاستفادة مثلا من دورها في تقديم المساعدات الإنسانية لكن هذه البنية التحتية لم تعد موجودة ولذا ستضطر دول أخرى إلى التدخل وتقديم مساعدات إنسانية إضافية nbsp وأشار أيضا إلى خطة رئيس الحكومة البريطانية الأسبق توني بلير لغزة والتي أوضح أن لها جذورا في أفكار كانت متداولة في خطط أخرى قديمة وبرأيه فإن الفارق بين اتفاق وقف النار في يناير والاتفاق الحالي هو هزيمة إيران في حرب الـ12 يوما يونيو الماضي أما عن الضمانات للفلسطينيين فاعتبر أن الوضع الحالي نسميه قيادة أميركية دون ملكية أميركية لذا سيكون هناك العديد من تفاصيل التنفيذ متروكة للدول العربية والإسلامية أو الغربية ويجب أن أوضح هنا أنه لا توجد ضمانات بالمعنى الحرفي بل سلسلة من الالتزامات بمعنى أن إسرائيل لا تضمن سحب قواتها ولكنها ستلتزم بذلك إذا تخلت حماس عن أسلحتها وإذا قدمت دول أخرى قوات حفظ سلام وأنشأت الهيئة الانتقالية وهذا يعتمد على أن يفي الجميع بالتزاماتهم انتصار جزئي وتحديات كبيرة من جهته وصف المحلل السياسي الأميركي كريس لابيتنا في حديث لـالعربي الجديد اتفاق غزة بأنه خطة سلام جزئية تهدف إلى إنهاء القتال بشكل مؤقت دون معالجة القضايا الجوهرية التي تؤثر على الاستقرار الدائم في المنطقة مضيفا أن اتفاق غزة يعد انتصارا سياسيا كبيرا للرئيس ترامب في أعين المراقبين السياسيين والمجتمع اليهودي الأميركي خصوصا وأوضح أن الاتفاق على إيقاف القتل بين حماس وإسرائيل يمثل الجزء السهل من العملية حيث يبدو أن كلا الطرفين وصلا إلى نقطة الإرهاق من الصراع ومع ذلك أكد أن الأسئلة الصعبة مثل إعادة إعمار غزة حكمها ودور إسرائيل في السيطرة عليها لا تزال من دون إجابات واضحة وبرأيه فإن التحدي الحقيقي يكمن في الخطوات التالية لافتا إلى أن الخطة ذات العشرين نقطة تتطرق إلى القضايا بشكل سطحي لكنها لا تقدم حلولا ملموسة وأشار إلى أن الوضع سيظل غامضا حتى تقييمه بعد عام من الآن مضيفا أن دول الخليج بحاجة إلى السلام لأن استمرار الصراع يسبب الكثير من الدمار والاتفاق يمثل انتصارا لهم ولترامب على المستوى الشخصي عمرو صلاح الجزء الأصعب من الاتفاق هو من سيحكم غزة وفي ما يتعلق بضمانات استمرار وقف النار أكد لابيتنا أن الاتفاق يفتقر إلى أي ضمانات حقيقية بل يعتمد بشكل أساسي على رغبة الطرفين في إنهاء القتال حاليا وقال حماس أضعفت بشكل كبير وتم تدميرها إلى حد كبير أما بالنسبة لنتنياهو فهو يواجه ضغوطا من ترامب ودول الخليج لإنهاء الحرب لكنه قد يبحث لاحقا عن طرق للحفاظ على سيطرة إسرائيل على غزة والضفة الغربية مشيرا إلى أن نتنياهو لا يريد سلاما حقيقيا مع الفلسطينيين وهو ما تدعمه به غالبية الإسرائيليين ما يعزز بقاءه في السلطة وفق اعتباره أما البروفسير عمرو صلاح المحاضر في كلية جيمي كارتر للسلام وحل النزاعات بجامعة جورج ميسون فاعتبر في تصريحات لـالعربي الجديد أن الاتفاق خطوة مرحلية في اتجاه وقف القتال ومنع استمرار تدهور الأوضاع ومنع تمكين إسرائيل من احتلال غزة أو تنفيذ خطة التهجير وهو في حد ذاته إنجاز كبير مشيرا إلى أن المجموعة العربية كان لها دور كبير في الوصول إلى هذه الصيغة من الاتفاق لكن شدد على أن التحدي الأكبر هو ما إذا كان هذا الاتفاق سيؤدي إلى وقف شامل ونهائي للحرب nbsp وأشار صلاح إلى أن الجزء الأصعب من الاتفاق وهو من سيحكم غزة يبدو أنه لم يحسم بعد وقال لدينا نقاش المجلس الانتقالي المسؤول عن إعادة الإعمار وتنظيم دخول المساعدات وإعادة الحياة إلى غزة وغيرها والأسماء المحتملة مثل توني بلير وغيره فهناك الموقف الإسرائيلي الرافض لحكم السلطة الفلسطينية بينما يبدو أن هناك موقفا عربيا يفضل السلطة الفلسطينية أو طرفا قريبا منها وهناك محاولة أميركية للوصول إلى حل وسط من خلال المجلس الانتقالي وبرأيي فإنه سيكون هناك قدر كبير من التحدي للوصول لاتفاق حول هذا الأمر وأكد صلاح الباحث المتخصص في صراعات وسياسات الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي والباحث غير المقيم بمعهد الشرق الأوسط أن هناك تحديات كبيرة أيضا للوصول إلى صيغة متعلقة بنزع سلاح الفصائل ووضع الفصائل المختلفة إضافة إلى أسئلة حول الدعم المالي والتمويل مبديا تخوفه أيضا مما وصفه بـطاقة ترامب وتغير الأمزجة وعدم وجود استراتيجية شاملة واضحة وطويلة المدى لدى الأميركيين ومن ضغوط نتنياهو الذي لا يزال في موضع قوة خصوصا أن قواته لا تزال في غزة وأوضح أن مراقبة نتنياهو منذ التسعينيات تشير إلى خبرته وقدرته الكبيرة في المناورة واللعب بالتفاصيل والهرب منها وفي استغلال أدوات القوى على الأرض nbsp

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم