عراقجي اتفاق إيران ووكالة الطاقة الذرية في القاهرة لم يعد قائما
٩ مشاهدات
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الأحد أن الاتفاق الذي أبرمه الشهر الماضي في القاهرة مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي لم يعد قائما بعد إعادة فرض العقوبات الدولية ولم يعد يصلح أساسا للتعاون مع الوكالة وأوضح عراقجي في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية عقب لقائه سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المقيمين في طهران أن بلاده ستعلن قريبا قرارها الجديد بشأن كيفية مواصلة التعاون مع الوكالة مشددا على أن تفعيل آلية سناب باك غير كل المعطيات تماما كما غير الهجوم العسكري الوضع سابقا وأن الظروف الحالية تفرض اتخاذ قرارات جديدة ورأى أن اتفاق القاهرة لم يعد مجديا أو ذا صلة بالوضع الراهن وأعلن الشهر الماضي عن اتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بوساطة مصرية لاستئناف التعاون بشأن الملف النووي الإيراني وذلك بعد تعطل التعاون في أعقاب العدوان الإسرائيلي على إيران والذي تخلله تدخل أميركي باستهداف منشآت نووية وكانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهي أطراف أوروبية موقعة على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 قد أعادت فرض العقوبات على إيران اعتبارا من الأحد الماضي وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أن خطوة الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة باستغلال آلية سناب باك لإعادة فرض العقوبات على إيران تعد عملا غير قانوني وغير مبرر مؤكدة أن قرار مجلس الأمن 2231 وما تضمنه من قيود على البرنامج النووي السلمي الإيراني يجب أن يعتبر منتهيا في موعده المقرر في 18 أكتوبر تشرين الأول 2025 nbsp من جهتها اعتبرت الترويكا الأوروبية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وأميركا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن إعادة فرض العقوبات على إيران لا تعني نهاية الدبلوماسية مع إيران وأكد عراقجي في تصريحاته أن طهران سلكت كافة الطرق الممكنة ودخلت في تعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأجرت محادثات دبلوماسية ومشاورات وقدمت مقترحات بناءة ومنصفة ومتوازنة تماما من أجل إثبات سلمية برنامجها النووي وإظهار حسن النية للتوصل إلى حل تفاوضي مشترك يراعي مصالح إيران بحيث لم يعد لدى الدول الغربية أي ذريعة لاتهام إيران بأنها تنأى عن التفاوض أو لا تتعاون مع الوكالة وأضاف عراقجي أنه أوضح في اجتماعه مع السفراء الأجانب المقيمين في طهران كيف أظهرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن نيتها عمليا وأثبتت أنها لا تسعى إلى تصعيد التوتر أو الانخراط في مواجهة أو امتلاك سلاح نووي إنما تعمل فقط على نيل حقوقها ولن تتنازل عن هذه الحقوق لكنها في الوقت ذاته مستعدة لأي حل يمكنه تعزيز الثقة وشدد قائلا لقد بتنا أمام تجربة ثابتة ومؤكدة وهي أنه لا يوجد أي حل لبرنامج إيران النووي سوى الحل الدبلوماسي التفاوضي مشيرا إلى أن هذه الحقيقة جرى اختبارها مرارا وتأكيدها في السنوات الأخيرة إذ تم تهديد إيران بالهجوم العسكري بل نفذت مثل هذه الهجمات في بعض الفترات لكن تبين أن قضية إيران لا يمكن حلها عبر العمل العسكري وبين وزير الخارجية الإيراني أن الأمر ذاته يحدث اليوم فالدول الأوروبية الثلاثة كانت تعتقد أن تفعيل آلية سناب باك سيشكل ورقة ضغط جديدة وأن التهديد بتنفيذها قد يضع إيران تحت الضغط لكنهم بعد تنفيذها وإعادة عقوبات مجلس الأمن رأوا النتيجة لا تغيير في الوضع ولا حل للمشكلات إنما جعلوا المسار الدبلوماسي أكثر صعوبة وتعقيدا وأشار وزير الخارجية إلى أن الدبلوماسية لا تنتهي أبدا لكن السؤال هو في أي ظروف ومع أي أطراف وعلى أي أساس من التوازن ستستمر مضيفا في الوقت نفسه أن الظروف الحالية تختلف تماما عن السابق وأن الدول الثلاث الأوروبية أضعفت بوضوح دورها في العملية الدبلوماسية وفقدت إلى حد كبير مبررات التفاوض معها بحيث سيكون دور أوروبا في أي حل تفاوضي مستقبلي أضعف بكثير من الماضي وفي رده على سؤال حول الشروط الأربعة التي وضعتها الولايات المتحدة للتفاوض مع إيران قال وزير الخارجية إن هذه الشروط التي وردت في بعض وسائل الإعلام لم تبلغ لطهران رسميا على الإطلاق وأن المحادثات في الأشهر الأخيرة مع الأميركيين كانت محصورة في المسألة النووية وبصورة غير مباشرة عبر الرسائل والوسطاء ولم يتم التطرق خلالها إلى أي موضوع آخر وأضاف أن الوصول إلى حل تفاوضي ودبلوماسي لم يكن بعيد المنال شرط أن يدخل الطرف الآخر المحادثات بحسن نية ويهدف إلى تحقيق مصالح متبادلة للطرفين وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت الأسبوع الماضي نقلا عن مسؤول أميركي أن حكومة الولايات المتحدة طرحت أربعة شروط أساسا لمفاوضات جديدة مع طهران وهي أن تكون المفاوضات هادفة ومباشرة وأن تصل نسبة تخصيب اليورانيوم في إيران إلى صفر من المواد النووية وتقييد برنامجها الصاروخي ووقف تمويلها للقوى التي تدعمها في المنطقة