ترامب ينتزع المبادرة في غزة ونتنياهو بالزاوية مع مساحة للمناورة
٤ مشاهدات
انطوت مسارعة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الإعلان عن ترحيبه الضمني برد حركة حماس على خطته قبل أن يصدر أي موقف إسرائيلي رسمي بهذا الخصوص على تغيير في الأدوار إذ كان البيت الأبيض وراء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في هذه الحرب إلا أن المعادلة انقلبت الآن على ما يبدو وكأن الأول كان متوجسا من نيات الثاني ليستبقه باحتضان تجاوب حماس ويقطع عليه طريق تقويض وتفخيخ مشروعه nbsp انتزع ترامب المبادرة في هذه الحرب من يد نتنياهو الذي وجد نفسه في الزاوية وإن كان لا تنقصه الحيلة للتخريب كعادته على الاتفاقيات عند البحث في تفاصيلها وآليات تطبيقها وفي هذا السياق أعطى نتنياهو في كلمته مساء السبت أكثر من مؤشر على مثل هذه النية وذلك على الرغم من أن الأجواء في واشنطن باتت تميل إلى الاعتقاد بأن ترامب قد حسم في إنهاء هذه الحرب لأسباب وحسابات مختلفة أهمها أنه يحتاج إلى مثل هذا الاختراق في وقت تبدو فيه أبواب النزاعات الدولية الأخرى وأزماته المحلية التي يعاني منها مسدودة الأفاق وحتى إشعار آخر لكن السوابق تقضي بطرح السؤال عما إذا كان الرئيس عازما فعلا على المضي في مشروعه بما يحبط بالتالي محاولات نتنياهو المتوقعة لنسف هذا التوجه وعززت الإشارات التي أعطاها الرئيس منذ ترحيبه بتجاوب حماس الاعتقاد بجدية المشروع إذ إن تأكيده أن الحركة جاهزة لسلام دائم يضع الكرة في ملعب إسرائيل التي اشتدت عليها العزلة الدولية في الآونة الأخيرة بسبب جرائمها وإصرارها على الاستمرار في الحرب وعرقلة مساعي السلام إضافة إلى ذلك تشديده بأنه لن يتسامح مع محاولات التأخير والمماطلة في قضايا وقف النار وإنهاء الحرب حتى إن بعض الإشارات أخذت طابع التحذير لنتنياهو الذي قال إنه لا خيار له سوى الانخراط في المشروع nbsp ومن التفسيرات التي تبعثها إشارات ترامب أنه يعبر في هذه اللغة عن انزعاجه من المحاولات التي قام بها نتنياهو مؤخرا خلال زيارته لواشنطن لتجويف مشروع ترامب الذي يضم 21 نقطة وبما زاد من منسوب الشكوك المتبادلة والتنافر الصامت بينهما الذي يبقى مهما تفاقم تحت سقف العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل وواشنطن بعد تجاهل إسرائيل لمطلب الرئيس بوجوب الوقف الفوري للقصف إذ استمرت العمليات بزعم أنها كانت ذات طابع دفاعي وقد صرف البيت الأبيض النظر عن هذا الرد المعاكس لطلب الرئيس الذي اكتفى اليوم بتوجيه الشكر لإسرائيل على التوقف المؤقت للعمليات مثل هذا التراجع ولو البسيط مضافا إليه تاريخ نتنياهو في التحايل والالتفاف على الاتفاقيات وإحباط محاولات التوصل إليها آثار خشية بعض الأوساط من احتمال تقويض مشروع ترامب خاصة من جانب إسرائيل وكان من اللافت أن يضم البيت الأبيض صهر الرئيس الخبير في ألاعيب إسرائيل جاريد كوشنر إلى فريق المبعوث ستيف ويتكوف الذي غادر إلى القاهرة للمشاركة في حل الإشكالات المتبقية والتحفظات التي وضعتها حماس إضافة إلى البت بتفاصيل تطبيق المشروع على أن يجري إنجاز المهمة في الأيام القليلة القادمة وربما قبل الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب في 7 أكتوبر تشرين الأول الجاري خاصة وأن إسرائيل كلفت وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بترؤس وفدها وهو المعروف بخبرته الواسعة في التفخيخ والتأجيل على أن تتولى الجهات والقوى المساندة في واشنطن القيام بالترويج لطروحات الحكومة الإسرائيلية المتعلقة بوقف الحرب nbsp وظهرت في اليومين الأخيرين عينات من هذا الدور إذ سارع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى إدراج رد حماس في خانة سلبية خلافا لموقف الرئيس بالرغم من أن السيناتور محسوب على ترامب إذا يبدو أن ثمة مشكلة قائمة بين أهل البيت الأبيض وأساس التباين بين الجانبين أن ترامب مستعجل ونتنياهو على العكس يريد شراء المزيد من الوقت