في لغتنا العامية بالمغرب تعني قولة آش خبار الهولوغرام أ لفنانة كيف حال تقنية الهولوغرام أيها الفنانون وهو سؤال استنكاري يطرح في هذه الظرفية التي تعيشها المدينة الحدودية بشرق المملكة المغربية حتى بلغ الحال ليلة أمس إلى تهجم على ممتلكات الغير من لدن بعض المتظاهرين وأصيب بعضهم عقب مناوشات مع رجال الأمن بينما هناك من يقتات بتنظيم فعاليات فنية لا تسمن ولا تغني من جوع وافتخاره بجلب تقنية الهولوغرام إلى مدينة في أمس الحاجة لجلب الاستثمار وبرامج تنموية وفي هذا السياق لا تزال مدينة وجدة ومعها الجهة الشرقية عموما تعيش حالة من الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي المزمن تتجلى ملامحه في معدلات البطالة المرتفعة وتراجع خدمات الصحة والتعليم والنقل وهو ما جعل جيل الشباب وبالأخص جيل Z يطرق أبواب الشارع باعتباره آخر فضاء للتعبير عن مطالبهم واحتجاجاتهم بين احتجاج الشارع وصوت المهرجانات الصور القادمة من محيط جامعة محمد الأول تعكس بجلاء حجم التوتر الاجتماعي شباب غاضب يواجه القوات العمومية بالحجارة في مقابل تدخلات أمنية للسيطرة على الوضع مشهد يختزل الصراع بين جيل يبحث عن الكرامة وفرص حياة لائقة وجمعيات اختارت أن تراهن على الفرجة والاحتفالات على حساب شباب يتجرع مرارة التهميش في خضم هذه الأوضاع يطفو إلى السطح جدل آخر هل يمكن أن تشكل المهرجانات الفنية أولوية في ظل جراح اجتماعية عميقة فاستضافة أسماء لامعة كمارسيل خليفة قد تبدو للبعض حدثا فنيا لكنها بالنسبة لساكنة متألمة ترف غير مبرر ومؤشر على انفصال المنتخبين ومسؤولي المدينة عن واقع ساكنتها أولويات متناقضة النقاش المحلي يكشف مفارقة واضحة في الوقت الذي تصرف فيه ميزانيات مهمة على فعاليات وصفها المتتبعون بـالعقيمة يظل الشباب في محيط الجامعة يرفعون شعارات مرتبطة بالحق في الصحة والتعليم وفرص العمل إنها مفارقة بين أجيال تبحث عن مقومات حياة كريمة ونخب تختزل التنمية في الأضواء والموسيقى لتتغنى بنجاح وهمي صنع على أوجاع وجدة أي نموذج للتنمية تحليل المشهد يقود إلى تساؤل جوهري هل التنمية تقاس بعدد الحفلات والمهرجانات أم بمدى استثمار المال العام في مشاريع قادرة على تغيير حياة المواطنين يرى بعض أهل الحل والعقد في مدينة المساجد أن الوطنية الحقيقية لا تختبر في المنصات الغنائية بل في السياسات التي تضمن العدالة الاجتماعية وتحمي المال العام من هدره فيما لا يرجع بالنفع على ساكنة المدينة لذلك فإن إعادة توجيه الموارد نحو مبادرات إنتاجية وتنموية تبدو مطلبا أساسيا خاصة في مدينة ترتفع فيها نسب البطالة وتقل فيها فرص العيش الكريم وهو ما يفسر تفكير شبابها في الهجرة غير المشروعة نحو الخارج خلاصة ما بين رقصة على إيقاع مارسيل خليفة وصرخة جيل يواجه البطالة والتهميش يظل السؤال مفتوحا إلى أي حد يمكن أن تتحمل مدينة كوجدة كلفة مهرجانات تنفق من المال العام في وقت يطالب فيه أبناؤها بالحد الأدنى من مقومات العيش إنها مواجهة صامتة بين من يراهن على تلميع صورته باستحضار أسماء لامعة في الفن ومن يصرخ في الشارع مطالبا بحياة أكثر عدلا في وطن يتسع للجميع