سورية تلغي الاختبارات المؤتمتة في الثانوية العامة وتعتمد نظاما جديدا
٥٦ مشاهدة
ألغت وزارة التربية والتعليم في سورية أمس الثلاثاء العمل بنظام الاختبارات المؤتمتة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة معلنة اعتماد نظام اختبارات جديد يوصف بأنه متكامل وشامل القرار جاء بعد سنوات من الاعتماد على الأسئلة المحوسبة التي كانت تركز أساسا على قياس الحفظ والاستظهار ليحل محلها منهج يراعي تنمية مهارات الطالب في الاستنتاج والتفكير النقدي والتحليلي ويركز على قدرة الطالب على التعامل مع المعلومات وربطها وتطبيقها في سياقات مختلفة وفي تصريح خاص لـالعربي الجديد قال مدير الامتحانات في الوزارة محمود حبوب إن القرار يأتي ضمن خطة الوزارة لتطوير نظام التقييم في التعليم الثانوي والانتقال من الاعتماد على الحفظ والاستظهار إلى قياس المهارات التحليلية والتفكير النقدي لدى الطلاب ويمزج النظام الجديد بين الأسئلة المقالية والموضوعية بما يتيح للطالب فرصة التعبير عن فهمه واستيعابه للمادة بشكل أوسع ويساعد المعلمين على تقييم التحصيل العلمي بشكل أكثر دقة وموضوعية مضيفاnbsp نحن ملتزمون بتوفير كافة الأدوات والإرشادات للطلاب والمعلمين لضمان الانتقال السلس لهذا النظام مع التركيز على إعداد الطلاب بشكل يتيح لهم النجاح في هذه المرحلة الانتقالية وأوضحت المصادر في الوزارة أن النظام الجديد يشمل مجموعة متنوعة من الأسئلة بعضها يتطلب إجابات مفصلة وتحليلا للمعلومات وأخرى موضوعية تقيس فهم الطالب للحقائق الأساسية والمفاهيم العلمية ويعتبر هذا التوجه جزءا من خطة تطويرية أوسع تهدف إلى إعادة هيكلة التعليم الثانوي بحيث يتماشى مع معايير التعليم الحديثة ويزود الطلاب بالمهارات اللازمة لمواصلة تعليمهم العالي أو الاندماج في سوق العمل على مستوى المعلمين أعرب عدد من المدرسين عن ترحيبهم بالقرار معتبرين أنه يتيح لهم فرصة تقييم الطلاب بشكل أكثر شمولا ويكسر الجمود الذي فرضه الاعتماد على الاختبارات المحوسبة في المقابل أعرب بعض المعلمين عن قلقهم من صعوبة تطبيق النظام الجديد دون تجهيز الطلاب مسبقا خصوصا أولئك الذين اعتادوا على الإجابة السريعة في الاختبارات المؤتمتة مشيرين إلى ضرورة تنظيم ورش عمل ومحاضرات تدريبية لضمان نجاح هذا الانتقال وأبدى الطلاب ردات فعل متباينة فقد اعتبر بعضهم أن الأسئلة المقالية تمنحهم فرصة لإظهار مستوى استيعابهم للمادة بينما شعر آخرون بالضغط بسبب التغيير المفاجئ في طريقة التقييم ولا سيما أن الاعتماد على الحفظ كان هو السائد خلال السنوات السابقة بعض الطلاب طالبوا الوزارة بتوفير نماذج امتحانات تجريبية تساعدهم على التعود على الأسئلة المقالية والتحليلية قبل موعد الامتحانات الرسمية ويبدو أن وزارة التربية تسعى من خلال هذا القرار إلى إعادة الاعتبار للجانب التحليلي في التعليم الثانوي بعد سنوات من التركيز على الأسئلة المغلقة كما يعكس القرار رغبة الوزارة في ربط التعليم بمتطلبات العصر الحديث بما يشمل تعزيز التفكير النقدي القدرة على حل المشكلات وتطوير مهارات التواصل والكتابة التحليلية لدى الطلاب مع هذا التغيير يتوقع أن يشهد التعليم الثانوي في سورية مرحلة انتقالية قد تتطلب متابعة دقيقة من الوزارة للوقوف على نقاط القوة والضعف في النظام الجديد وإجراء التعديلات اللازمة بما يضمن تحقيق الهدف الأساسي وهو رفع مستوى التحصيل العلمي وتنمية قدرات الطلاب على التفكير النقدي والتحليلي بعيدا عن مجرد الحفظ والاستظهار