موت مؤجل في غزة
موتٌ مؤجَّلٌ في غزّة
زوايا /> سما حسن كاتبة وصحفية فلسطينية مقيمة في غزة، أصدرت ثلاث مجموعات قصصية، ترجمت قصص لها إلى عدة لغات. 01 أكتوبر 2025 alt="الموت في غزة"/>+ الخط -كان من الممكن أن يموتوا في اليوم الأول، أو في المحاولة الأولى، لكن الموت كان له رأيٌّ آخر. أراد أن يلهو بهم قليلاً قبل أن يُعلن انتصاره، ويقف مزهوّاً وهو يحمل منجله الذي يحصد الرؤوس المغلوبة على أمرها. ولأنّه يعرف أنّ الكلمة الأخيرة له يُصفّق بكفَّيه المغموستَين بالدم طويلاً، ويضحك منتشياً من محاولات هؤلاء البؤساء النجاة، ويُخبر العالم في رسالةٍ خفيّةٍ أنّ لا شيء يمنعه من أداء مهمته، وأنّ شهوة القتل لديه لا تتوقّف.
في أحد أكثر أحياء مدينة غزّة الحديثة هدوءاً ورقيّاً، تل الهوى، قضت معلّمة شابّة حسناء آخر ما تبقّى من لحظات حياتها في مراوغة مع الموت. وقال مراقبون لمحاولات نجاتها إنّ قصّتها تُشبه كثيراً قصّة الطفلة هند رجب، التي قضت نحبها بعد محاولاتٍ لإنقاذها مطلع عام 2024، والتي استلهم فنّانون ورسّامون قصّتها، ووثّقوا ما تعرّضت له من قتل بدمٍ بارد مع سبق الإصرار والترصّد. لكنّ حكاية هذه الطفلة لم تكن لتُسدِل الستار على جرائم الاحتلال الذي يُصرّ ويتغطرس وكأن لا أحد غيره في العالم. وهكذا قضت تلك المعلّمة، واسمُها غادة، تحت أنقاض بيتها في ذلك الحيّ الذي لم يبقَ حتى اسمه، وأصبح الهواء الذي يُغلّف أجواءه محمّلاً برائحة البارود والدم.
حاولت المعلّمة غادة (وقعت في الخطأ نفسه الذي يقع فيه كثيرون) أن تحصل على بعض المَتاع، بعد أن أجلتْ باقي أفراد عائلتها نحو منطقةٍ اعتقدت أنّها آمنة، وقرّرت العودة مع شقيقها على وجه السرعة لتجمع بعض الأمتعة من أجل الصغار. لكنّ قذيفة صاروخية أصابت السيارة التي كانت تستقلّها مع شقيقها، فقتلته على الفور، بينما لجأت غادة إلى بقايا بيتها المدمَّر، وبدأت تُرسل رسائل استغاثة مدّة يومين بأنها أصبحت محاصرة. وقد كشفت طائرات الاستطلاع بقايا حياة في مكانٍ سبق أن تعرّض للقصف، وظنّ
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على