ملاعب تتجاوز حدود الرياضة حكايات عن صروح صنعت ذاكرة الشعوب

٦٦ مشاهدة
في قلب كل مدينة عظيمةnbsp غالبا ما يقف صرح لا يقل أهمية عن متاحفها وقصورها الأثرية ملاعب كرة القدم ملاعب تتجاوز كونها مجرد مساحة خضراء محاطة بمدرجات لتصبح مسرحا للأحلام القومية ومرآة تعكس أفراح شعوبها وانكساراتهم وشاهدا صامتا على أحداث غيرت مجرى التاريخ هذه ليست مجرد ملاعب بل هي صروح شامخة تنسج على أرضها حكايات تتجاوز حدود الرياضة وإليك حكايات عن ملاعب تاريخية أصبحت جزءا لا يتجزأ من هوية مدنها 1 ملعب ويمبلي لندن إنكلترا منزل كرة القدم وروح الأمة يلقب بـ منزل كرة القدم وويمبلي هو أكثر من مجرد ملعب للمنتخب الإنكليزي برجا ويمبلي التوأمان القديمان الآن القوس الشاهق يرمزان إلى الطموح والحلم على أرضه لم تتوج إنكلترا بكأس العالم 1966 في لحظة فخر وطني لن تنسى فحسب بل شهد الملعب أيضا أحداثا شكلت ثقافة بريطانيا أبعد من الرياضة كان ويمبلي المسرح الذي استضاف حفلة Live Aid الموسيقية الأسطورية عام 1985 والتي شاهدها ما يقدر بنحو 1 9 مليار شخص حول العالم بهدف جمع التبرعات لمجاعة إثيوبيا هذه اللحظة حولت ويمبلي من أيقونة رياضية إلى منارة للأمل والإنسانية وأثبتت أن قوة التجمع فيه قادرة على تحريك العالم وهو من بين أكبر ملاعب أوروبا nbsp 2 ملعب ماراكانا ريو دي جانيرو البرازيل معبد الفرح والحزن البرازيلي لا يمكن فهم شغف البرازيل بكرة القدم دون ذكر الماراكانا الذي بني لاستضافة كأس العالم 1950 وكان من المفترض أن يكون مسرحا لتتويج البرازيل باللقب لكن ما حدث كان صدمة وطنية عرفت بـ ماراكانازو حين خسرت البرازيل المباراة النهائية أمام الأوروغواي بوجود ما يقرب من 200 ألف متفرج صامت أبعد من الرياضة هذه الهزيمة لم تكن مجرد خسارة رياضية بل أصبحت جرحا في الذاكرة الجماعية للبرازيليين لعقود يمثل الماراكانا قصة الشغف البرازيلي المفرط فهو مكان للاحتفالات الصاخبة والكرنفالات ولكنه أيضا رمز للحزن العميق استضاف الملعب أيضا قداسا للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني وحفلات موسيقية عالمية لكل من فرانك سيناترا وبول مكارتني مما جعله قلب ريو دي جانيرو النابض بالحياة والثقافة 3 كامب نو برشلونة إسبانيا أكثر من مجرد ناد أكثر من مجرد ملعب شعار نادي برشلونة هو Més que un club أكثر من مجرد ناد وملعبه كامب نو هو تجسيد حي لهذا الشعار خلال فترة حكم فرانكو الديكتاتورية في إسبانيا قمعت الثقافة واللغة الكتالونيتين في ذلك الوقت أصبح ملعب كامب نو الملاذ الآمن الوحيد الذي يمكن للجماهير التحدث فيه باللغة الكتالونية بحرية والتعبير عن هويتهم دون خوف أبعد من الرياضة كان الملعب بمثابة برلمان غير رسمي للشعب الكتالوني كل مباراة كانت فرصة ليس فقط لتشجيع الفريق بل للتأكيد على وجود هوية وثقافة تقاوم الطمس لهذا السبب يمثل كامب نو حصنا للحرية ورمزا للفخر الكتالوني وتتجاوز أهميته بكثير حدود المستطيل الأخضر 4 ملعب الأزتيك مكسيكو سيتي المكسيك المسرح الأسطوري للحظات خالدة ملعب الأزتيك في المكسيك هو الملعب الوحيد الذي استضاف نهائيين لكأس العالم 1970 و1986 ما جعله مسرحا لبعض أكثر اللحظات خلودا في تاريخ كرة القدم على أرضه لعب بيليه وفريقه البرازيلي الساحر وشهد العالم هدف القرن ويد الرب لدييغو مارادونا أبعد من الرياضة بعيدا عن كرة القدم يقع ملعب الأزتيك في مدينة مكسيكو سيتي النابضة بالحياة وقد استضاف أحداثا ضخمة تعكس الثقافة المكسيكية كان أول ملعب يستضيف البابا يوحنا بولس الثاني في عام 1999 وشهد أيضا جنازة أسطورة الغناء المكسيكي فيسنتي فرنانديز حيث تحول إلى مزار للجماهير الحزينة إنه جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي للمكسيك هذه الملاعب وغيرها مثل لا بومبونيرا في بوينس آيرس أو أولد ترافورد في مانشستر ليست مجرد هياكل من الخرسانة والصلب إنها أوعية للذاكرة ومراكز للمجتمع وأماكن تكتب فيها فصول من تاريخ الأمم سواء كانت فصولا من المجد الرياضي أو الوحدة الوطنية أو حتى الحزن المشترك إنها تثبت أن الرياضة في أسمى صورها لا تنفصل أبدا عن قصة الإنسان

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم