متحف صيدا الجديد من الألف الثالث قبل الميلاد حتى العصور الوسطى

٦٤ مشاهدة
في قلب مدينة صيدا القديمة فوق الموقع الأثري في مدرسة الفرير يتشكل متحف جديد يرتقب أن يكون واحدا من أبرز المتاحف في المنطقة الموقع الذي احتضن تنقيبات كشفت عن تسلسل استيطاني متواصل منذ الألف الثالث قبل الميلاد وحتى العصور الوسطى يروي عبر طبقاته المتراكمة حكاية مدينة عرفت التكيف والصمود والتحولات عبر آلاف السنين من صوامع الحبوب والمعابد المهيبة إلى المقابر الجماعية وزير الثقافة غسان سلامة يؤكد لـالعربي الجديد أن 50 من أعمال بناء المتحف أنجزت فيما تبقى نحو 5 ملايين دولار لاستكمال المشروع ويشير إلى مساع حثيثة لتأمين التمويل رغم الظروف الصعبة إذ ينظر إلى المتحف باعتباره استثمارا ثقافيا يحفظ هوية لبنان عام 1998 بدأت بعثة المتحف البريطاني التنقيبات بعد انتقال مدرسة الفرير إلى منطقة الرملية لتظهر طبقات أثرية هائلة المدير العام للآثار سركيس خوري يلفت إلى اكتشاف تاج عامود برأس ثور يرجح أنه من بقايا قصر لقائد فارسي استقر في صيدا مستعينا بأهلها لمحاربة الإغريق والمصريين أما المسؤولة عن آثار الجنوب مريم زيادة فتصف الموقع بأنه مدينة متراكمة إذ تتجاور بيوت دائرية من العصر النحاسي مع طبقات لاحقة تمثل عصورا متتابعة الدكتورة كلود ضومط سرحال المديرة العلمية لبعثة المتحف البريطاني توضح أن مساحة المتحف ستبلغ 1600 متر مربع يضاف إليها سقف يغطي الموقع الأثري بمساحة 2000 متر مربع وتشير إلى تصميم يشمل ممرات للزوار وحدائق صغيرة ومساحات داخلية وخارجية تتيح عرض المكتشفات وحمايتها في مكانها الأصلي ولأول مرة سيتمكن الزائر من خوض تجربة مزدوجة مشاهدة الموقع الأثري والمتحف الذي يحمي كنوزه في آن واحد المتحف سيأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن تبدأ من الألف الثالث قبل الميلاد وصولا إلى العصور الوسطى من بين المعروضات تمثال لكاهن فينيقي من الألفية الأولى قبل الميلاد وجرة بزخرفة بحرية كريتية تعود إلى الألفية الثانية تجسد دلفينا يقفز فوق الأمواج هذه القطع تكشف ملامح الحياة اليومية القديمة الآلهة التي عبدها الصيدونيون والطعام الذي أكلوه والتجارة التي ربطت مرفأهم بمصر وكريت وقبرص والأناضول واليونان وتتوقف سرحال عند تفاصيل مثيرة ففي بيت من عصر البرونز المبكر عثر تحت الأنقاض على 160 كيلوغراما من الحبوب المتفحمة مكدسة بعناية داخل غرف تحت الأرض محصنة بالكلس نظام التخزين هذا يعكس تخطيطا بعيد المدى وتنظيما مجتمعيا متقدما كما كشفت مقابر الألف الثاني قبل الميلاد عن 173 دفنا متنوعا بينها مقابر محاربين بأسلحتهم وأطفال مزينون بالحلي نحو عام 1750 قبل الميلاد استعادت صيدا حيويتها ببناء معبد ضخم تجاوز طوله 37 مترا هيمن على المستوطنة وفي القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد شيد الصيدونيون معابد جديدة بينها قدس أقداس تحت الأرض ما زال قائما حتى اليوم شاهدا على طقوسهم الدينية الحقبة الرومانية تركت بدورها بصمة لافتة إذ أسفر بئر روماني عن اكتشاف أكثر من 150 تمثالا صغيرا من التيراكوتا تمثل أجسادا بشرية وأشكالا حدباء ورؤوسا متوجة شبيهة بما عثر عليه في بعلبك كما وجد تمثال رخامي صغير للإلهة فينوس بارتفاع 30 سنتيمترا إلى جانب عملات برونزية تعكس ازدهار صيدا في تلك المرحلة المتحف المنتظر ليس مجرد مبنى لحفظ القطع الأثرية بل نافذة على تاريخ مدينة عريقة إنه جسر يصل الماضي بالحاضر وفضاء يتيح للزائرين التعرف على أجدادهم وعلى مسار حضارة متجذرة في البحر المتوسط هكذا تتحول صيدا من جديد إلى شاهد حي على أن المدن مثل البشر تعيش وتتعلم وتنهض بعد كل سقوط

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم