اعتقال مدير متحف سجون سوريا بعد أيام من افتتاحه في دمشق

٧١ مشاهدة
في خطوة أثارت قلق الأوساط الحقوقية والمهتمين بحرية التعبير اعتقلت السلطات السورية ظهر أمس الأربعاء الصحافي والناشط الحقوقي عامر مطر المدير المؤسس لـمتحف سجون سوريا أثناء عبوره منفذ الجديدة الحدودي وفق ما أفاد به بيان صادر عن إدارة المتحف ويأتي توقيف مطر بعد أيام فقط من افتتاح متحف سجون سوريا في مقره بالمتحف الوطني في دمشق وهو المشروع الأول من نوعه في البلاد إذ يسعى إلى توثيق الانتهاكات التي شهدتها السجون السورية على مدى عقود عبر شهادات الناجين ووثائق رسمية مسربة وتقنيات عرض تفاعلية ثلاثية الأبعاد لكن هذا المشروع الذي استقبل باهتمام واسع يبدو أنه أثار أيضا حفيظة السلطات تكتم رسمي ومطالبات بالكشف عن مصير مطر بيان متحف سجون سوريا حمل وزارة الداخلية المسؤولية الكاملة عن سلامة عامر مطر مطالبا بالكشف الفوري عن مكان احتجازه وأسباب توقيفه والإفراج عنه من دون قيد أو شرط ووصف البيان عملية التوقيف بأنها غير قانونية وتعيد إلى الأذهان ممارسات الاعتقال التعسفي التي طبعت الحقبة السابقة وقال الصحافي السوري عمرو nbsp خيطو المدير المشارك في المتحف لـالعربي الجديد إن عامر مطر اعتقل أثناء خروجه من الحدود اللبنانية عند نقطة المصنع الحدودية مضيفا حتى الآن لا توجد أي معلومات عن الجهة التي اقتادته ونحن كفريق نطالب بالإفراج الفوري عنه والتواصل معه كصحافي محمي عبر محاميه الخاص لأننا نريد العمل ضمن القانون مصدر مقرب من مطر كشف أيضا لـالعربي الجديد أنه جرى تسريب معلومات تفيد بأن سبب الاعتقال مرتبط بوثائق حساسة حول سجن صيدنايا العسكري قال إنها تدين النظام السوري السابق مضيفا أن عامر عمل طوال السنوات الأربع عشرة الماضية على توثيق الجرائم في السجون السورية في ظل نظام الأسد بهدف حفظها تاريخيا واستخدامها مستقبلا في أي مسار قضائي يهدف لمحاسبة المسؤولين عنها لكنه شدد في الوقت نفسه على أن السبب الحقيقي لم يتأكد حتى اللحظة اعتقال خارج إطار الشرعية من جانبه قال المحامي والخبير في القانون الدولي حسام الدين الجوخدار لـالعربي الجديد إن اعتقال عامر مطر يعد مخالفا للقانون السوري والدولي على حد سواء إذا ما تم دون مذكرة قضائية أو تهم واضحة مشيرا إلى أن منع عائلته أو محاميه من معرفة مكان احتجازه يشكل حالة اختفاء قسري محظورة بموجب القانون الدولي لا سيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صادقت عليه سورية وأضاف المحامي أن الطابع الانتقامي للتوقيف في حال تأكد ارتباطه بنشاطه الحقوقي أو بشهادته في محكمة كوبلنز ضد ضباط الأمن السوريين يرقى إلى انتهاك مباشر لحرية التعبير ولحقوق المدافعين عن حقوق الإنسان التي تكفلها مواثيق الأمم المتحدة مطالبا بالكشف الفوري عن مكان وجوده والإفراج عنه دون تأخير مشروع الذاكرة السورية وكان عامر مطر قد قال في تصريح سابق لـالعربي الجديد إن المتحف وثق حتى الآن 72 سجنا سوريا يعود تاريخها إلى عقود مضت من خلال مقابلات معمقة مع المئات من الناجين بينهم 45 ناجيا من سجن صيدنايا وحده وأوضح أن الهدف من المشروع هو حفظ الذاكرة السورية وإتاحة المواد الموثقة أمام الحقوقيين والمؤرخين وأسر الضحايا بما يسهم في تحقيق العدالة والمساءلة ويمنع تكرار الانتهاكات مستقبلا وأضاف أن المتحف لا يكتفي بعرض الشهادات والوثائق بل يوظف تقنيات العرض التفاعلي ثلاثي الأبعاد ليمنح الزوار تجربة افتراضية دقيقة تحاكي غرف الاعتقال والإعدام قائلا إن هذا البعد التفاعلي يمنح الضحايا حضورا دائما في الذاكرة الجمعية ويتيح للزوار إدراك حجم الألم الذي عاشه المعتقلون قلق حقوقي متزايد المنظمات الحقوقية التي تتابع الملف ترى أن اعتقال عامر مطر إن استمر سيبعث برسائل سلبية عن مسار الحريات العامة في سورية لا سيما أن المشروع الذي أطلقه يركز على التوثيق والتاريخ أكثر مما يركز على السياسة المباشرة وفي ظل غياب أي موقف رسمي أو توضيح من السلطات حتى اللحظة يبقى مصير مطر معلقا فيما تتزايد المطالبات المحلية والدولية بالكشف عن مكانه وإطلاق سراحه فورا

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم