أردوغان في واشنطن صفقات ضخمة بقيمة 50 مليار دولار

٦٥ مشاهدة
يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغانnbsp البيت الأبيض اليوم الخميس في أول لقاء يجمعه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ ست سنوات حاملا معه قائمة مشتريات ضخمة تقدر قيمتها بنحو 50 مليار دولار تشمل صفقات عسكرية وتجارية وطاقوية في خطوة تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات المتوترة بين أنقرة وواشنطن الحليفين في حلف شمال الأطلسي ناتو بحسب وكالة بلومبيرغ تشمل المباحثات المرتقبة صفقات لشراء مقاتلات من لوكهيد مارتن وقرابة 250 طائرة مدنية من بوينغ إلى جانب اتفاقات طويلة الأجل لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة عبر شركات منها Mercuria Energy وWoodside Energy ومن المنتظر أن تسهم هذه الاتفاقيات في تعزيز التعاون الدفاعي والطاقة بين البلدين ورفع حجم التجارة الثنائية المستهدف إلى 100 مليار دولار سنويا تأتي الزيارة بعد سنوات من التوترات التي طغت على العلاقات بدءا من شراء أنقرة منظومة الدفاع الروسية S 400 وما تبعه من عقوبات أميركية بموجب قانون CAATSA وصولا إلى الخلافات الجمركية والملفات الإقليمية رغم ذلك لا تزال تركيا ترى في الدعم الأميركي ركنا أساسيا لتعزيز موقعها الاقتصادي والإقليمي فيما يعتبر ترامب أن الاتفاقات التجارية والدفاعية مع أنقرة تمثل رصيدا إضافيا في أجندته الاقتصادية إعلان الزيارة انعكس إيجابا على الأصول التركية حيث ارتفعت السندات الحكومية والأسهم خلال الأيام الماضية ويرى محللون أن أردوغان يسعى إلى استغلال فترة ترامب لتعزيز الشراكة الاقتصادية والدفاعية مع الولايات المتحدة بما يدعم الاقتصاد التركي الذي يعاني تضخما تجاوز 30 وحاجة ملحة لإعادة بناء الاحتياطيات من النقد الأجنبي من الناحية الجيوسياسية تحمل الزيارة رسائل مزدوجة فهي محاولة لطمأنة الغرب بشأن التزام أنقرة بتحالفاتها الأطلسية في الوقت الذي تبقي فيه تركيا على خطوط اتصال مفتوحة مع موسكو بشأن قضايا عدة منها أوكرانيا ويؤكد مراقبون أن نجاح أردوغان في إبرام هذه الصفقات قد يعيد التوازن للعلاقات التركية الأميركية لكنه لن يلغي هشاشة التوازنات بين أنقرة وروسيا ولا التوترات المتصاعدة بشأن ملفات إقليمية مثل غزة وسورية قطع الزعيمان شوطا طويلا منذ اجتماعهما المتوتر في البيت الأبيض في نوفمبر تشرين الثاني 2019 فبعدما تعهد ترامب في وقت سابق من ذلك العام بسحب القوات الأميركية من سورية شنت تركيا عملية عسكرية ضد القوات الكردية المدعومة أميركيا ما دفع واشنطن إلى فرض عقوبات على عدد من الوزراء الأتراك وقد تجنب التحالف الانهيار بصعوبة عندما توسط نائب الرئيس آنذاك مايك بنس لوقف إطلاق النار مما سمح للقوات المدعومة أميركيا بالابتعاد عن خط النار التركي nbsp وبعد ست سنوات شملت فترة رئاسة ديمقراطية كاملة لم تكن خلالها تركيا أولوية لواشنطن يقف كل من أردوغان وترامب على أعتاب الاستفادة من ترقية العلاقات فتركيا حريصة على تلبية بعض احتياجاتها العسكرية والطاقوية من الولايات المتحدة مما يمنح ترامب نصرا سهلا في مجال الصفقات التجارية nbsp بالنسبة لأنقرة فإن المكاسب واضحة بالقدر نفسه حيث يريد أردوغان تأكيد التزامه بمكانة تركيا في التحالف الغربي بعد إعادة انتخابه قبل عامين وقد طمأن بالفعل المستثمرين الدوليين من خلال التخلي عن سياساته الاقتصادية غير التقليدية وتعيين خبير الاستراتيجيات السابق في ميريل لينش محمد شيمشك وزيرا للمالية بدوره قال مدير يوراسيا غروب أوروبا في لندن إمري بيكر لوكالة بلومبيرغ يريد أردوغان الاستفادة من رئاسة ترامب لإعادة تشكيل وتحسين العلاقات التركية الأميركية مع التركيز على تعزيز الروابط الدفاعية إن صفقات الطاقة والدفاع التي يسعى إليها أردوغان هي ركائز أساسية لعلاقة تبادلية مفيدة للطرفين وتتماشى أيضا مع غرائز ترامب في عقد الصفقات أما المحلل في مركز الأبحاث التركي TEPAV نيهات علي أوزجان فقد صرح للوكالة نفسها بأن أردوغان الذي يعطي الأولوية للبقاء رئيسا يسعى لتجنب أي مشاكل مع الولايات المتحدة أو ترامب قد تعرقل مسيرته السياسية حتى الانتخابات في 2028 أو قبلها كما أن الخلافات في السياسات الإقليمية بما في ذلك انتقادات أردوغان العلنية لإسرائيل تشكل تهديدا لمحاولة إعادة ضبط العلاقات وقد لا تسمح له بتحقيق استقرار طويل الأمد في العلاقات التركية الأميركية عبر التنازلات الاقتصادية بحسب أوزجان الحصة الأكبر في قطاع الطيران أكبر حصة من الصفقات المحتملة اليوم الخميس قد تكون في قطاع الطيران فقد تشهد شركتا بوينغ ولوكهيد مارتن طلبيات تصل إلى 250 طائرة تجارية بالإضافة إلى مقاتلات إضافية من طراز F 16 وفقا للمسؤولين الأتراك وقال ترامب الأسبوع الماضي إن هناك فرصة لحل الجمود طويل الأمد بشأن طائرات الشبح F 35 لأن تركيا كانت شريكا أصليا في تطوير الطائرة الأكثر تقدما لدى لوكهيد لكنها طردت من البرنامج بعد شرائها نظام الدفاع الجوي الروسي S 400 وقد أدى ذلك إلى فرض عقوبات من الكونغرس عرفت باسم CAATSA استهدفت صناعة الدفاع التركية وما زالت سارية في المقابل رفضت أنقرة التخلي عن منظومة S 400 كما تطالب واشنطن لكنها تأمل أن يفتح التوصل إلى تسوية بشأن نشرها الباب أمام شراء 40 طائرة F 35 بحسب المسؤولين الأتراك nbsp وفي السياق نفسه أعلنت تركيا يوم الأربعاء عن اتفاقيات طويلة الأمد مع شركتي Mercuria Energy Group Ltd و Woodside Energy Group Ltd لشراء نحو 76 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال معظمها من مصانع في الولايات المتحدة وشحنات الغاز وصفقات الدفاع ستعزز التجارة الثنائية التي قال البلدان إنهما يريدان مضاعفتها ثلاث مرات لتصل إلى نحو 100 مليار دولار سنويا وكانت الصادرات متوازنة تقريبا في كلا الاتجاهين وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي ما جعل تركيا تواجه تعرفة جمركية أميركية لا تتجاوز 15 على بضائعها من بين أدنى المعدلات التي فرضها ترامب على شركائه في أغسطس آب من جانب آخر قال أمود شوكري كبير مستشاري السياسة الخارجية في معهد الشرق الأوسط بواشنطن تشير تركيا إلى تحول استراتيجي نحو إعادة بناء الثقة خاصة بعد التوترات بشأن العلاقات الدفاعية مع روسيا والمواقف السياسية الخارجية المتباينة لكن الموازنة الدقيقة بين روسيا والغرب عامل خطر يخلق حالة من عدم اليقين على حد قوله nbsp ومسار العلاقة المقبلة ستكون له انعكاسات تتجاوز حدود تركيا خاصة في سورية فتركيا تعتمد على المساعدة الأميركية لتدبير اتفاق بين المقاتلين الأكراد في سورية والقوات الموالية لحكومة الرئيس أحمد الشرع الجديدة في دمشق وتنظر أنقرة إلى الجماعات الكردية في سورية باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني PKK المنظمة المتمردة التي خاضت ضدها حربا لأكثر من أربعة عقود ويصنف الحزب منظمة إرهابية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقد وافق أخيرا على إلقاء السلاح لكن المسؤولين الأتراك يخشون أن يتسلل بعض مقاتلي الحزب إلى سورية ويواصلوا التهديد من هناك باستخدام أسلحة أميركية كانت مخصصة في الأصل لمحاربة تنظيم داعش

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم