زمن التشيؤ الخوارزمي
زمنُ التشيُّؤ الخوارزميّ
زوايا /> آدم فتحي شاعر تونسي ... وشاعر غنائي ومترجم من الفرنسية. 21 سبتمبر 2025 alt="(إبراهيم الصلحي)"/>(إبراهيم الصلحي)
+ الخط -كتب جان بودريار (1929-2007) مقالة حرب الخليج لن تقع، ثمّ كتاب حرب الخليج لم تقع (1991)، ملتقطاً انزلاق الواقع إلى الشاشة، والدمار إلى الصورة، والحدث إلى التمثيل. كان يغمز بعينه الفلسفيّة ليقول إنّ ما نراه ليس سوى نسخة إعلاميّة متخيّلة. لكن ماذا لو عاد من الموت وعاش زمن غزّة؟ أي زمن الإبادة السافرة، والخروج على كلّ القوانين والقيم، والغدر بكلّ المواثيق، وملاحقة أيٍّ كان في أيِّ مكان؟ أتراه يكرّر الجملة نفسَها وهو يكتشف أنّ الحرب لم تعد خدعة بل غدت وقاحة وعربدة، ولم تعد تطلّ من وراء قناع، بل صارت تتغذّى من عريها وعربدتها.
ماذا لو عاد اليوم بعد نحو 20 عاماً من رحيله، وأطلّ على ما يحدث في فلسطين تحديداً، من دون أن ننسى لبنان واليمن وسائر البلدان التي تخوض حروبها ضدّ الاستبداد والفساد والتفقير والتجهيل... إلخ؟ أغلب الظنّ أنّه سيقف على تقادُم معجمه. والأرجح أنّه سيرى الحربَ تَقَعُ قَبْلَ الحربِ وبَعْدَها وفي غُضونها، ثم تَقَعُ مُجَدَّداً، حتى لا يعود ثمّةَ مكان لغير الحرب. لم تعد تتوارى خلف الصورة، بل تتكاثرُ فيها، وتصير حدثاً يعيد إنتاج نفسه، مثل إعلان منظّف غسيل. وإذا كان من السهل التمييز بين الميدان والاستديو في الحرب السابقة، فالأمر اليوم مختلف. أصبحت الطائرة المسيّرة التي ترسل البثّ هي نفسها التي تقصف. ولم تعد الصورة انعكاساً. إنّها جزء من الرشقة النارية. ولم تعد الكاميرا مُهمّةَ جُندِيٍّ مُراقِب، بل صارت مثبتةً إلى كتف المحارب أو في خوذته، كي يضمن أنّه محتوى قبل أن يكون مقاتلاً. هكذا لم تعد الصورة قناعاً للواقع، بل صارت هي الرصاصة ذاتها.
اختلف الأمر أيضاً بخصوص علاقة الصورة بالحقيقة. وليس من شكٍّ في أنّ بودريار لو عاش إلى أيّامنا هذه، لعمّق الكثير من أفكاره حين سخر من تلفزيون الحقيقة في كتابه التحوّل التلفزي (2001)، وسمّاه تلفزيون
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على