أنشودة المطر لبدر شاكر السياب معلقة معاصرة
أنشودة المطر لبدر شاكر السياب.. معلقة معاصرة
آدابعباس بيضون
/> عباس بيضون شاعر وروائي من لبنان 21 سبتمبر 2025 | آخر تحديث: 05:09 (توقيت القدس) تمثال السيّاب في مدينة البصرة العراقية (فيسبوك) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - أنشودة المطر لبدر شاكر السياب تبدأ بمخاطبة امرأة في لحظة فراق، مما يذكر بالبكاء على الأطلال في المعلقات الجاهلية، وتنتقل بين مشاهد متنوعة تجمع بين الحب والسكر والصيد.- القصيدة تتحول إلى عالم مائي مليء بالصور مثل السحاب والغيوم، حيث يصبح المطر العنصر السحري والأسطوري المتكرر في كل بيت، مما يجعله صميم القصيدة.
- تستدعي القصيدة مواضيع متعددة مثل الخليج والطفولة والأم، لكنها تركز على العراق، حيث يصبح المطر رمزًا للحنين والطفولة، مما يربط بين الماضي والحاضر.
يمكننا أن نسمي أنشودة المطر قصيدة بدر شاكر السياب، معلّقة، من دون أن ننسى أن هذه التسمية تردّنا إلى أوائل الشعر العربي، إلى المطولات الشعرية العصماء في الشعر الجاهلي. داعينا إلى ذلك هو أن أنشودة المطر، مثلها مثل المعلّقات، لا تقف عند موضوع واحد، ولا حالة واحدة، ولا مجرد لحظة أو ميقات، بل هي سفرٌ شعري كامل، في الحياة وفي الوقت وفي الموضوع وفي الجوّ وفي الخيال وفي الحكاية. تبدأ أنشودة المطر بـعيناك غابتا نخيل ساعة السحر/ أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر.
بداية هنا مخاطبة لامرأة تردّنا إلى ما يشبه الاستهلال بالغزل في القصيدة الجاهلية، لكن المرأة التي تبدأ القصيدة من عينيها، لا تبقى عندهما، بل هما، وقد اتصلا فوراً بالغابة والنخيل، وبعدهما الشرفة والقمر، تتحوّلان إلى وقفة عند مكان، هو أيضاً في لحظة أفول. الغزل هنا لا يكتمل، بل هو يمازج لحظة على وشك الانحسار والغياب، إنها في البيتَين السالفين في آونة فراق، أو هَمٍّ بفراق. لنا عند ذلك أن نتذكر تلك البدايات الشهيرة في العصماوات الجاهلية، البدايات التي هي أيضاً البكاء على الأطلال. المكان السياسي ليس طللاً بالطبع، لكنه أيضاً مصوغ في عبارة تجمع بين المكان
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على