مواد محلية وأساليب تقليدية سلاح معماريي فيتنام لمواجهة تغير المناخ
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قبل شروق الشمس، يعدّ فنانو الطين طاولات عملهم تحت أعواد الخيزران المتمايلة بجانب نهر ثو بون، في منطقة Dien Phuong بفيتنام، ويشكّلون الأعمال الخزفية على أنغام زقزقة الطيور.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، عندما يرتفع منسوب النهر بمياه الأمطار، يتوقّف الفنانون عن العمل، وينقلون أدواتهم ومنتجاتهم بعيدًا، ولا يعودون إلا بعد إنحسار المياه.
وبفضل وتيرة إيقاع موسم الأمطار، افتتحت شركة الهندسة المعمارية الفيتنامية، Tropical Space، استوديو مقاومًا للفيضانات للفنان المحلي لي هوك دا، أطلقت عليه اسم استوديو التيراكوتا، في العام 2016.

كل عام، تغمر مياه الأمطار الموسمية الأجزاء السفلية من هذا المبنى الملفت للنظر على شكل مكعّب، لكن عوض جرفه، تتدفّق المياه المتصاعدة بلطف عبر جدرانه المصنوعة من الطوب والمبنية على شكل ثقوب.
ويُسهم هذا التصميم في تعزيز تدفق الهواء وتوفير الظل، ما يعزّز مقاومته مناخ وسط فيتنام القاسي.
وفي العام 2023، وسّع المعماريون المشروع بإضافة ورشة عمل التيراكوتا، وهي منشأة مجاورة توفّر مساحة عمل لفنانين محليين آخرين، إضافة إلى قمين كبير، وهو من أنواع الأفران، ومركز للزوار.

في الداخل، يُخزّن الحرفيون أعمالهم على منصات بارتفاع نحو مترين، فوق أعلى مستويات فيضانات شهدتها القرية هذا القرن. وجرى تركيب الأسلاك الكهربائية على ارتفاع نحو متر عن الأرض، ويمكن نقل المعدات بأمان إلى الرفوف العالية أثناء موسم الرياح الموسمية.
وقال نغوين هاي لونغ، الشريك المؤسس لشركة Tropical Space، لـCNN حول مبنى الاستوديو الأصلي: لم نصمّم الهيكل لمقاومة الماء أو معارضته، بل إنه يقف هناك بهدوء، يراقب ارتفاع النهر وانحساره.
ويعد نغوين جزءًا من جيل جديد من المعماريين في البلاد، الذين يتجهون نحو استخدام المواد المحلية وتقنيات البناء التقليدية المتوارثة، ليس
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على