المرأة العاقلة بين الوعي والنضج والحرية

١٠ مشاهدات

المرأة العاقلة بين الوعي والنضج والحرية

مدونات

طرائف موسى

/> طرائف موسى طالبة دراسات عليا في الجامعة اللبنانية بيروت/ العمادة، تخصّص فلسفة وتحضر الآن رسالة الماجستير مسار الإرشاد الفلسفي. عملت سابقا، كمعلمة في لجنة الإنقاذ الدولية وتعمل الآن عاملة توعية في لجنة الانقاذ الدولية. 17 سبتمبر 2025 + الخط -

تُعزّى المرأة العاقلة إذا زُفّت لمن لا عقيدة له

تتجاوز المقولة أعلاه الحكمة التقليدية لتكشف عن أزمة وجودية تتعلّق بالوعي، والنضج الأخلاقي، والحرية الذاتية. فهي تسلّط الضوء على مأساة المرأة العاقلة حين تواجه شريكًا بلا عقيدة، ليس بالضرورة دين، بل رؤية للحياة، مبادئ ثابتة، أو اتزان نفسي وأخلاقي. الإشكالية الأساسية هنا تكمن في: كيف يمكن للوعي الفردي أن يزدهر في مواجهة الفراغ في الآخر؟ وهل النضج الأخلاقي قادر على مواجهة هشاشة القيم؟ وهل الحرية الذاتية مُمكنة في ظلّ القيود الاجتماعية والموروثات الثقافية؟

هذه الجدلية الثلاثية تمثّل المحور الذي سنتحدّث عنه عبر تحليل التجربة الإنسانية للمرأة العاقلة، عبر فلسفة الوجود، علم النفس، وعلم الاجتماع، مع مقارنة الأطر الثقافية المختلفة.

الوعي الفردي: المرآة التي تعكس الفراغ

الوعي الفردي ليس مجرّد إدراك ذاتي، بل قدرة على فهم الفراغ في الآخر، وأثره بالنفس والعلاقة. المرأة العاقلة تجد نفسها أمام تجربة مزدوّجة: مواجهة الفجوة الفكرية والقيمية والنفسية لدى الشريك، وفي الوقت نفسه السعي للحفاظ على معنى العلاقة والتكافؤ.

الفلاسفة الوجوديون مثل جان بول سارتر يؤكّدون أنّ الحرية الفردية تتحقّق عبر مواجهة الفراغ، بينما يشير فيكتور فرانكل إلى أنّ الألم الناتج عن الفراغ يولّد وعيًا بالمسؤولية، ويحفّز البحث عن معنى مستقل. هذا الإطار الفلسفي يكشف أنّ الوعي بالفراغ لا يُضعف الفرد، بل يفرض عليه التفكير النقدي، وإعادة تقييم قيمه ومبادئه.

الوعي بالفراغ لا يُضعف الفرد، بل يفرض عليه التفكير النقدي وإعادة تقييم قيمه ومبادئه

من زاوية علم النفس، إنّ مواجهة هشاشة الآخر تحفّز آليات حماية نفسية، ووعي نقدي، وصياغة قيم مستقلة. الشعور بالخذلان أو الفقد هنا ليس مجرّد ألم، بل مرآة للوعي الذاتي ولتطوير قدرة الفرد

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم