أيمن أبو خزيم وما نتوهم رؤيته
أيمن أبو خزيم وما نتوهم رؤيته
فنون القاهرةالعربي الجديد
/> العربي الجديد موقع وصحيفة العربي الجديد 17 سبتمبر 2025 من المعرض (غاليري مصر) + الخط -ليس من المعتاد أن يقدّم النحت وجوهاً تتشكّل على حافة الإدراك، حيث لا تعود العين متأكدة مما ترى: هل هي ملامح وجهٍ حقيقية أم محض خدعة بصرية؟ في معرضه بارايدوليا، الذي يتواصل في غاليري مصر بالقاهرة حتى الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول، يذهب الفنان المصري أيمن أبو خزيم إلى هذه المنطقة الرمادية، حيث يتحول الخشب من مجرد خامة صلبة إلى سطح حيّ يستدعي مشاركة المتلقي وخياله، ويفتح أمامه احتمالات متعددة للتأويل.
بارايدوليا، وهي الظاهرة النفسية التي تدفع الإنسان لاكتشاف أشكال مألوفة في الغيوم أو تجاويف الصخور أو شقوق الجدران، تتحول هنا إلى تكتيك جمالي واعٍ. فالفنان لا يترك المصادفة تعمل وحدها، بل يشتغل بذكاء على تجاويف الخشب وخدوشه وانثناءاته، ليحوّلها إلى إشارات دقيقة تستدعي الوجوه والهيئات، دون أن يصرّح بها تماماً. النتيجة أعمال تقف عند تخوم الإدراك، تقترح أكثر مما توضّح، وتمنح المشاهد حرية إعادة بناء المعنى من جديد.
في بعض المنحوتات، تبدو الكتل الخشبية كأنها بقايا مخلوقات نصف حقيقية، تتسرّب منها عيون أو أفواه أو رؤوس بلا أجساد مكتملة. وفي أُخرى، يقدّم الفنان ما يشبه أقنعةً غامضة، توحي بوجود ذاتٍ أو حضور ما، لكنّه لا يتجسد على نحو نهائي. كل قطعة هنا تفتح أسئلة أكثر ممّا تطرح إجابات، هل ما نراه وجهاً بالفعل، أم أن العين تتوهّم حضوره؟ في هذا المستوى، لا يقدَّم الشكل باعتباره تمثيلاً مباشراً، بل بوصفه اقتراحاً بصرياً ومفتاحاً لسلسلة من الأسئلة حول طبيعة ما نراه وما نظن أننا نراه.
لم يعد النحت يكتفي بأن يُرى، بل صار يُختبر حسياً وذهنياً
هذا المنحى يضع المتلقي في وسط التحولات التي يشهدها النحت المعاصر، إذ لم يعد العمل الفني مجرد تمثيل للعالم الخارجي أو محاكاة للجسد الإنساني، بل أصبح مساحة إدراكية وتجريبية. لم يعد النحت يكتفي بأن يُرى، وصار
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على