ضربة الدوحة وإعادة ترتيب التحالفات

فاطمة ياسين

دخان يتصاعد من مبنى سكني بعد استهداف إسرائيل قادة حماس في الدوحة (9/9/2025 الأناضول)

بدا التحالف الإسرائيلي الأميركي في منتهى القوة، عندما ظهر الثنائي متكاتفاً عسكرياً وسياسياً ضد إيران، وأظهر الرئيس ترامب دعمه الكبير لإسرائيل في حربها على طهران، بعد أن اخترقت الصواريخ الإيرانية تل أبيب بشكل متكرّر، فاستخدم القنابل الأميركية الثقيلة الخارقة للأرض، لتتوقّف بعدها الحرب مباشرة. حقّقت إسرائيل من ذلك هدفاً استراتيجيّاً كانت تحاول الوصول إليه منذ زمن بعيد. وقد كان التداخل الأميركي حاسماً في الحرب، بعد أن أفرج ترامب عن نوع قنابل تستخدم لأول مرّة منذ دخولها في خدمة القوات المسلحة الأميركية، وقد عكست مجريات الهجوم ونتائجه المباشرة تقارباً إسرائيلياً وأميركياً فريداً. وليس هذا السلوك مستغرباً، فقد كانت الولايات المتحدة، منذ بدء الحرب الباردة، مسانداً قوياً لإسرائيل، حتى تعثر الفهم أحياناً في سر الرابط الغريب الذي تمتّع به هذا الحلف، وظهرت نظريات تقول إن إسرائيل هي من تتحكّم بأميركا وتدير سياستها لصالح الكيان، وهي تفسيراتٌ تعكس مدى قوة التقارب.

كانت الفترات التي شهدت تعكّراً في مزاج العلاقات بين الجانبين قصيرة، وكلاهما استطاع فصلها عن المسارات العديدة التي تربط مصالحهما، والحفاظ على مستوى علاقاتٍ قوي، وهو وضعٌ تميّزت به إسرائيل بشكل خاص من خارج حلف الناتو، فقد كانت الأسلحة الحديثة من نصيبها وبرامج التطوير العسكري لها كثيرة ومتشعّبة، وتعاملت معظم الدول باعتبار أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية المميزة من ثوابت السياسة في الشرق الأوسط، وأدخلت الأنظمة العربية هذا الثابت في كل حساباتها، وكانت ما تسمى بدول الطوق أو المواجهة تكيل الاتهامات والإدانة للولايات المتحدة بالقدر نفسه الذي تكيله لإسرائيل باعتبارهما شريكين متضامنين أو وجهين للعُملة نفسها.

أظهر الرئيس بايدن، ومن بعده ترامب، تعاطفاً غير عادي مع إسرائيل عقب هجمات حركة حماس في 7 أكتوبر (2023)، وساندا الحملة الإسرائيلية، وبدا ترامب