إلى الدوحة وما بعدها

٥٩ مشاهدة

إلى الدوحة... وما بعدها

مدونات

يوسف الدموكي

/> يوسف الدموكي كاتب وصحافي مصري، مدوّن في موقع العربي الجديد. 11 سبتمبر 2025 + الخط -

ليس بشيء أوضح من قصف الوسيط الأساسي، ولا أجرأ من عدوان ساقط على من يستضيف مفاوضات بين طرفين، ولا أشدّ بيانًا للعاقل وللمجنون حتى من مجرمٍ يلعن سلسفيل الدنيا عيانًا بيانًا، ولا يريد تأويل فعله ولا قوله على نحوٍ دون الذي يقصده، يريد أن يقول أجل أنا من فعلت ذلك بتلك القوّة الغاشمة، والشراسة المُتناهية، أنا أحتقركم جميعًا، أمتهن ما تقومون به، أراوغكم عشرين مرّة في اليوم، أماطلكم وأطيل أمد الحرب، أسكّنكم ثم أفتح جبهات على حين غرّة، أحدثها جبهةٌ في قطر نفسها، التي تجمع وفودًا فلسطينية وإسرائيلية في الآن ذاته، تخيّل أنّ باريس راعية التفاوض بين تل أبيب وغزة، ثم يقصف نتنياهو فندقًا قبالة برج إيفيل يقيم فيه قادة فلسطينيون، الأمر ليس أقلّ من ذلك، وليس ضبابيًا حتى يحاول محلّل تفسيره، أو يُستعان بخبير ليعدّد مآلاته.

ثماني جبهات، ليس في عمر مسؤول واحد، ولا طيلة عهد مسعّر حروب، وإنما في ليلة واحدة من أيّام نتنياهو المُستعلي، العدو الداهية، مصّاص الدماء الذي لا يضطر لحمل منديل يجفّف به فمه ولا يخفي به أثر جرائمه، لا يُمانع في أن يواصل جحيمًا محمومًا في غزّة، ثم ينكّل بأهالي منفّذي عملية في القدس، ثم يقتل طفلًا باقتحام في الضفة، ثم يقتل ويصيب ثلاثمئة إنسان في اليمن، ثم يستهدف عربةً قرب بيروت، ثم يشن غارات مستعرة على حمص وتدمر واللاذقية، ثم يستهدف سفينةً بأسطول تضامن في تونس، ثم وياللمفاجأة والصدمة يشنّ 12 غارة فوق الدوحة في قطر! الأخيرة مدهشة؟ لماذا؟ ما الفارق بينها وبين ما سبقها؟ السياسيون سيخبرونك بالكثير؟ تمام، لكن نتنياهو لا يرى ذلك، يرى أراضي عربية لا أكثر، ذلك النهم الذي لديه لا يفرّق بين دولة تقاتل وأخرى دبلوماسية وثالثة تفاوض ورابعة تتجنّب المواجهة، ذلك مصّاص دماء، لا يعبأ كثيرًا باختلاف فصائل الدم.

بعد العدوان الإسرائيلي على الدوحة،

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم