يحيى الواسطي شبح الفن الإسلامي
يحيى الواسطي.. شبح الفن الإسلامي
آداب عمّانعاصف الخالدي
/> عاصف الخالدي 07 سبتمبر 2025 رسم ليحيى الواسطي من مخطوطات مقامات الحريري (Getty) + الخط -لا تزال المعلومات شحيحة، أو منعدمة، عن حياة الرجل الذي قيل إنه شيخ الرسامين، وسيد المنمنمات، وغيرهما من ألقاب تجسّد أهميته الفنية، لكنها تخفي غياب سيرته، إذ هو بلا تاريخ ميلاد أو موت، ولا مكان دفن، أما رسوماته فتوجد اليوم في العديد من متاحف العالم، وحظيت بالكثير من الدراسة والاهتمام، فمن يكون يحيى بن محمود الواسطي؟ الذي سجلت ريشته تفاصيل دقيقة عن عصره، فيما لم تسجل كتب التاريخ عنه أي تفاصيل.
توقيع الفنان المجهول
حين يبدأ البحث عن الواسطي وعن حياته ضمن عصره، تأخذ التناقضات بالظهور، فمن ناحية، في كتابه فن الواسطي من خلال مقامات الحريري، يقول الباحث والكاتب ووزير الثقافة الأسبق في مصر، ثروت عكاشة، إن عصر الخليفة العباسي الناصر (1180 – 1225)، وبدر الدين لؤلؤ ملك الموصل (1218 -1259)، شهد ازدهاراً واستقراراً أتاح للأثرياء والتجار والملوك بتشجيع الفنانين من خلال الإقبال على اقتناء أعمالهم. وهذا وحده، يقود للافتراض أن الاهتمام لا بد له أن يرفع من مكانة الفنان وقيمته وحضوره ضمن مجتمعه، ومن ثم لا بد أن يكون التوثيق له ولبعض مراحل حياته وفنه، حاضراً في مكان ما من تاريخ بغداد وما حولها في القرن الثالث عشر، إلا أنه ومن جانب آخر، ما دام الواسطي مجهولاً ولا تتحدث عنه سوى رسوماته، تتشكّل فرضية أخرى، وتنطلق من تصور آخر لتلك الحقبة الزمنية، مفادها أن الفنون الشرقية، لم تنمُ فيها شخصيات الفنانين تمام النمو، ولم يشعر أكثرهم شأناً بحقّه في الافتخار بما تصنعه يداه، وتسجيل اسمه على منتجاته، وفقاً لرؤية عالم الآثار المصري زكي محمد حسن في كتابه التصوير وأعلام المصورين في الإسلام.
يظهر التناقض واضحاً إذاً، فكيف لحقبة ازدهر فيها الاهتمام بالفن، أن يظلّ الفنانون خلالها متواضعين بحيث لا يكون الواحد منهم جديراً بالتوثيق في صفحات التاريخ. ولا يقف الغموض عند
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على